تايلاند تشعل الحدود من جديد.. غارات جوية ومقتل مدنيين ونزوح بالآلاف

تايلاند تشعل الحدود من جديد.. غارات جوية ومقتل مدنيين ونزوح بالآلاف

تايلاند تشعل الحدود من جديد.. غارات جوية ومقتل مدنيين ونزوح بالآلاف
تايلاند

شنت تايلاند غارات جوية على طول حدودها المتنازع عليها مع كمبوديا، بعد تبادل البلدين الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
 
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المواجهات الأخيرة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين كمبوديين وجندي تايلاندي واحد على الأقل، فيما اضطر عشرات الآلاف إلى النزوح من منازلهم هربًا من تصاعد العنف.

غارات جوية تايلاندية 


أعلنت القيادة العسكرية التايلاندية، أن الطائرات الحربية نفذت ضربات جوية عقب مقتل جندي تايلاندي وإصابة أربعة آخرين في اشتباكات وقعت، صباح الاثنين، على الحدود المتوترة بين البلدين.

وأكد سلاح الجو التايلاندي، أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية كمبودية، متهمًا كمبوديا بحشد أسلحة ثقيلة وإعادة تموضع وحداتها القتالية في مناطق المواجهة.

في المقابل، حمّلت وزارة الدفاع الكمبودية تايلاند مسؤولية التصعيد، مؤكدة أن القوات التايلاندية هاجمت مواقعها الاثنين، وأن كمبوديا امتنعت عن الرد رغم ما وصفته بالأعمال الاستفزازية المتكررة خلال الأيام الماضية.

وأكد وزير الإعلام الكمبودي، أن أربعة مدنيين قُتلوا في مقاطعتي أودار مينشي وبريا فيهير نتيجة القصف والاشتباكات.

اتفاق وقف النار الهش وتوترات مستمرة

قبل ستة أسابيع، أشرف ترامب على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى حربًا استمرت خمسة أيام في يوليو الماضي، وأسفرت حينها عن مقتل 48 شخصًا ونزوح 300 ألف آخرين. 

ورغم الاتفاق، ظلت التوترات مستعرة، مع تبادل البلدين الاتهامات بارتكاب خروقات، وإعلان تايلاند في نوفمبر تعليق العمل بالاتفاق.

وحث رئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين، وهو شخصية مؤثرة ووالد رئيس الوزراء الحالي هون مانيت، قوات بلاده على التحلي بضبط النفس، متهمًا تايلاند بمحاولة جرّ كمبوديا إلى رد عسكري.

نزوح جماعي وتدابير أمنية واسعة

قالت السلطات التايلاندية: إن أكثر من 385 ألف مدني تلقوا أوامر بالإخلاء من أربع مقاطعات حدودية، مع تسجيل 35 ألفًا في مراكز الإيواء، صباح الاثنين، بينما لجأ آخرون إلى منازل أقاربهم. وفي الجانب الكمبودي، أعلنت وزارة الإعلام إجلاء 1157 عائلة إلى مناطق آمنة.

من جهة أخرى، نفى رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول أن تكون بلاده بدأت التصعيد، مؤكدًا أن تايلاند لا ترغب في العنف ولكنها لن تتهاون مع أي انتهاك لسيادتها.

تحذيرات إقليمية من انهيار جهود الوساطة

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي لعب دورًا أساسيًا في التوسط لاتفاق وقف النار، دعا الطرفين إلى تجنب التصعيد، محذرًا من أن الاشتباكات الحالية تهدد بتقويض الجهود الإقليمية للحفاظ على الاستقرار بين البلدين الجارين.

وأكد إبراهيم، بصفته رئيس رابطة الآسيان، ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والاستفادة من آليات حل النزاعات المتاحة.

خلفية تاريخية لصراع عمره أكثر من قرن

تعود جذور النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا لأكثر من مئة عام، حين رسمت فرنسا – القوة الاستعمارية السابقة لكمبوديا – الحدود البرية بين البلدين. 

ومنذ ذلك الوقت، شهدت المنطقة الممتدة لـ817 كيلومترًا سلسلة من المواجهات التي غذّتها النزعات القومية في البلدين.

ورغم جهود الوساطة الدولية، يبقى وقف إطلاق النار، خاصة مع إعلان تايلاند مؤخرًا أن كمبوديا زرعت ألغامًا جديدة على الحدود، وهو ما أدى إلى إصابة جندي تايلاندي وفقدان قدمه، ثم مقتل مدني كمبودي لاحقًا نتيجة تبادل إطلاق النار.

ورغم تهدئة ترامب السابقة باستخدام الضغوط التجارية، تستمر الأزمة في التصاعد، وسط غياب مؤشرات واضحة على قرب التوصل إلى حل مستدام.