تفجير مرقد شيراز.. هل تورط النظام الإيراني في العملية الإرهابية؟.. ولماذا؟

تشير أصابع الاتهام الي تورط النظام الإيراني في تفجير مرقد شيراز

تفجير مرقد شيراز.. هل تورط النظام الإيراني في العملية الإرهابية؟.. ولماذا؟
صورة أرشيفية

مع تصاعد الاحتجاجات في إيران، عقب مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني، أسفر هجوم مسلح، استهدف مرقدا دينيا في مدينة شيراز جنوب إيران هذا الأسبوع، عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا إضافة إلى وقوع عشرات الجرحى، ويعد المرقد الذي تم استهدافه والواقع في شيراز، مركز محافظة فارس، من أبرز المزارات الدينية في جنوب إيران، وأعلنت السلطات أن منفذ الهجوم من "الإرهابيين التكفيريين".

وذكرت وكالة "إرنا" أن طفلين وامرأة من بين القتلى، ونشرت صورة لجثث مكفنة في فناء. فيما أظهرت صور أخرى زجاجًا مكسورًا وبرك دماء.

داعش يضرب

تنظيم «داعش» أعلن عبر وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم مسؤوليته عن الحادث، الذي استهدف مرقد شاه جراغ «ملك النور» لأحمد بن موسى الكاظم، شقيق الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة، وجاء في البيان الصادر عن «داعش»: «نفذ بعد مساء اليوم جنود الخلافة بتوفيق من الله تعالى عملية ضد معبد شركي للروافض في مدينة شيراز حيث أسفرت هذه العملية عن 40 قتيلًا وجريحًا ولله الحمد»، وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن المشتبه بهم لا يحملون الجنسية الإيرانية، وأن المصلين يجتمعون بشكل اعتيادي في المرقد في ليالي الأربعاء، وأشارت إلى أن الهجوم وقع في واحدة من أكثر الساعات اكتظاظًا بالزوار، وتوعد النظام الإيراني بردٍّ قاسٍ على الهجوم، حيث تعهد الرئيس إبراهيم رئيسي بأن يواجه «الآمرون والمخططون لهذه الجريمة النكراء ردًّا مندّمًا وحازمًا من جانب القوات الأمنية والشرطة»، وذلك في رسالة نشرها موقع الرئاسة، وتابع: «أثبتت التجارب المنصرمة أن أعداء الشعب الإيراني ينتقمون عبر العنف والاغتيال بعد يأسهم من بثّ الفرقة وإثارة الانقسام بين صفوف الشعب الموحدة».

تورط الملالي

من جانبها، كشفت مصادر مطلعة، أن الحادث جاء بعد 40 يومًا من الاحتجاجات في إيران، وتصاعد الصدام مع الأجهزة الأمنية، واستهداف ضباط في الحرس الثوري، وحرق مراكز أمنية، وفشل النظام في احتواء الاحتجاجات التي تتسع رقعتها وتلقى زخمًا داخليًّا وخارجيًّا، واعتبرت المصادر أن الحادث مدبر ليكون مبرراً في يد النظام إذا ما قرر سحق التظاهرات الحالية، فقد تم تدبيره من قِبل النظام الإيراني وتم تنفيذه عن طريق تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما بدا من تصريحات الرئيس الإيراني، الذي اتهم المتظاهرين بتمهيد الأرضية للأعمال الإرهابية، واصفًا الاحتجاجات بأعمال الشغب، وفي غضون ذلك، استنكر الطلاب في أحد التجمعات الدعاية الحكومية لربط الهجوم على مرقد شاه جراغ ورددوا هتافات: "شاه جراغ، هذه خدعة أخرى" و"هذه الخطط تتكرر، داعش هو الحرس الثوري نفسه"، كما حمل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس 27 أكتوبر، المتظاهرين الذين يواصلون الاحتجاجات في عدة مدن من البلاد للأسبوع السابع على التوالي، مسؤولية الهجوم الذي استهدف مزارًا للشيعة في مدينة شيراز جنوب البلاد، وقال «رئيسي» في خطاب له من محافظة زنجان، الواقعة شمال غربي إيران، وهو يتحدث عن الاحتجاجات الأخيرة، إن أعمال الشغب ظلم لتقدم البلاد، والهجوم الإرهابي في شيراز مبني على أعمال الشغب، مضيفًا أن الاضطرابات الأخيرة مهدت الأرضية لهذا التفجير الدموي.