سيناريوهات الرد الإيراني: بين الضربة المباشرة وحرب الظل

سيناريوهات الرد الإيراني بين الضربة المباشرة وحرب الظل

سيناريوهات الرد الإيراني: بين الضربة المباشرة وحرب الظل
صورة أرشيفية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تقف إيران على مفترق طرق، وهي تزن خياراتها ردًا على الهجوم الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، والذي أسفر عن مقتل مسؤول عسكري إيراني بارز، حيث أكدت إيران بشكل واضح نيتها في توجيه ضربة انتقامية لإسرائيل ردًا على الهجوم الذي طال قنصليتها، وسط مخاوف دولية من اتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط وتحول الأمر لحرب شاملة بين إيران وإسرائيل ستنعكس على المنطقة بالكامل، فما سيناريوهات الرد الإيراني مع تصاعد التحذيرات وسحب عدد من الدول لرعاياها من طهران وتل أبيب؟ 
 
*ضربة انتقامية* 

تتجه الأنظار نحو إيران بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي أودت بحياة محمد رضا زاهدي، القيادي الكبير في فيلق القدس، وستة من ضباطه في الأول من أبريل، وفيما لم تعلن إسرائيل رسميًا مسؤوليتها، تترقب المنطقة رد فعل طهران الذي قد يأتي عبر هجوم بأكثر من مائة طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ، كما أفادت تقارير لشبكة سي بي إس الأمريكية نقلًا عن مسؤولين أمريكيين. 

في حين تستعد تل أبيب لمواجهة هجوم محتمل بهذا الحجم، يشير المحللون إلى إمكانية أن تختار إيران ضربة محدودة لتجنب تصعيد الوضع، وقد دخلت إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وسط تهديدات وتقييمات استخباراتية تشير إلى احتمالية شن طهران لضربة انتقامية. 
 
*مخاوف دولية* 

تتزايد المخاوف الدولية حيث حذرت دول مثل الهند وفرنسا وبولندا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة، التي تشهد بالفعل توترات بسبب الحرب المستمرة في غزة. 

 وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، لم تصدر الخارجية الإسرائيلية تعليقًا على التقارير المتعلقة بإخلاء بعض البعثات الدبلوماسية وتعزيز الإجراءات الأمنية. 

حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر كبير المتحدثين باسمه دانيال هاكاري، عن إجراء تقييم للوضع والموافقة على خطط لمواجهة مجموعة من السيناريوهات المحتملة. 


 
*سيناريوهات الرد الإيراني* 

في تحليل معمق، قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية: إن المستقبل المحفوف بالمخاطر في الشرق الأوسط، مع تزايد التوترات بين إيران وإسرائيل، مسلطة الضوء على الجهود الأمريكية للحيلولة دون وقوع هجوم إيراني قد يشعل فتيل تصعيد عنيف في المنطقة. 

تقرير "لوفيغارو" يكشف عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني على الأعمال العسكرية الإسرائيلية. 

السيناريو الأول، والذي يعد الأكثر خطورة، يتمثل في ضربة مباشرة وغير مسبوقة من إيران تجاه إسرائيل. 

السيناريو الثاني، والذي يبدو الأرجح، يتضمن ردًا إيرانيًا عبر أذرعها في الشرق الأوسط؛ مما يتيح لطهران إنكار المسؤولية المباشرة، ويتوقع أن يكون الهدف هو مرتفعات الجولان. 

أما السيناريو الثالث، فيشير إلى هجوم مؤجل قد يستهدف المصالح الإسرائيلية عالميًا، وهو امتداد لحرب الظل المستمرة بين الطرفين لأكثر من عقد ونصف. 
 
*طهران تفضل الصراع الطويل* 

من جانبه، يرى د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في دمشق بات محتملًا، مشيرًا إلى عدة سيناريوهات متوقعة. 

في حديثه لـ "العرب مباشر"، أكد د. فهمي أن الرد الإيراني قد يأتي بأشكال متعددة، مستبعدًا الهجوم المباشر الذي تروج له بعض المصادر الأمريكية، معتبرًا أن إيران تفضل استمرار الصراع كلعبة شطرنج استراتيجية. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما قررت إيران توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل. 

وتطرق إلى السيناريو الثاني، الذي يتضمن ردًا إيرانيًا على الهجوم الإسرائيلي بضربة ضد هدف إسرائيلي، سواء كان مقرًا دبلوماسيًا في الخارج أو عملًا عسكريًا داخل إسرائيل، مشددًا على أن أي رد سيتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا محكمًا.  

وأشار إلى أن التقارير تلمح إلى احتمالية وجود اتصالات بين إيران والولايات المتحدة لتنسيق ضربة محدودة لرفع الحرج عن السلطات الإيرانية أمام شعبها.