عام على الحرب.. هل يغير اللاجئون السودانيون بوصلتهم نحو أوروبا ولماذا؟

يغير اللاجئون السودانيون بوصلتهم نحو أوروبا

عام على الحرب.. هل يغير اللاجئون السودانيون بوصلتهم نحو أوروبا ولماذا؟
صورة أرشيفية

في الخامس عشر من إبريل 2023 استيقظ الشعب السوداني على أكبر أزمة واجهتهم في العقود الأخيرة، حرب دموية بشعة أكلت الأخضر واليابس وخلفت الآلاف من القتلى والملايين من النازحين، حيث يتنازع قوات الدعم السريع بقيادة حمدتي والجيش السوداني بقيادة البرهان علي السلطة في البلاد. 
  
ومع نزوح الملايين مع تحذيرات دولية من مجاعة هائلة في دولة دمرت بنيتها التحتية بشكل شبه كامل، مع إطالة الحرب ودخولها للعام الثاني وتراجع الأمل في السلام، مع هدن كثيرة معلنة "فاشلة" ومحاولات أممية نحو السلام وعودة الهدوء للبلاد، وباتت وجهات اللاجئين السودانيين في البحث عن الفرار إلى بلاد الشمال أوروبا وكندا بشكل عام.   
  
عام انهيار كامل السودان نتيجة للحرب   

ومنذ اندلاع الحرب في منتصف ابريل في العام الماضي، اضطر ستة ملايين ونصف المليون سوداني إلى النزوح من ديارهم، بينما لجأ مليونان ونصف مليون آخرين إلى الدول المجاورة، تشاد ومصر وجنوب السودان، بينما في نفس الوقت يعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليوناً، من نقص حاد في الغذاء، وهو ما حذرت منه الأمم المتحدة في ظل تدمير البنية التحتية في البلاد.   

وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعًا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها، بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال، وكذلك وجود جثث في الشوارع مما ينذر بأزمة صحية كبرى.   

وقد انهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان، في ظل تدمير المستشفيات التي كانت ملاذاً أمناً للمواطنين في البلاد.   

كذلك فقدت الدولة 80 في المائة من مواردها، وقد يؤدي استمرار المعارك إلى وقف تصدير نفط جنوب السودان الذي يعود على حكومة الخرطوم بعائدات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات شهرياً، لم يتبق للسكان إلا لجان المقاومة، المجموعات التي كانت تنظم المظاهرات المطالبة بالديمقراطية قبل أعوام، وأصبحت تتولى إدارة مراكز العلاج الصغيرة والمطابخ العامة في الأحياء التي أسسها متطوعون، ويتم تمويلها بتبرعات السودانيين في الخارج.  
 
جوعى السودان   

ويقول المواطنون في السودان" إنه في خلال عام من الحرب السودان يباد وهناك 12 ألف شهيد سوداني و8 ملايين و نصف المليون نازح ، 1.8 مليون منهم لاجئين، وهناك عام كامل شهد السودان أصعب الأمور والشعب السوداني أصبح جوعى.   

وأكد المواطنون أن هناك تحذيرات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة حول احتمالات تفاقم الأزمة الإنسانية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، ولكن يتمسك كل من البرهان وحميدتي، بموقفيهما، والشعب هو من يعيش الأزمات والجوعى في كل الأماكن منتشرين.   
 
جبهات عسكرية ودخول مفاوضات "غير جادة"    

وقال الباحث السياسي السوداني عثمان الميرغني: إن السودان يشهد جبهات عسكرية مشتعلة في مختلف المناطق أبرزها ولاية الجزيرة والتي يحاول الجيش السوداني فيها استعادة مدينة ود مدني عاصمة الولاية وتحرير بقية مدن وقرى الولاية التي تعاني من انتهاكات جسيمة، وهناك أيضًا عمليات عسكرية تجري في منطقة أم درمان، التي استطاع الجيش السوداني الاستيلاء على معظم المنطقة.   

وأضاف الميرغني - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: أن الجزء الشمالي من العاصمة يسيطر عليها قوات الدعم السريع، وتعزز مجهودها الحربي في العاصمة، هذا المشهد العسكري المحتشد بالنشاط في مختلف الجبهات، يوازيه أو يسير مواسي موازيا له محاولات لاستعادة التفاوض مرة أخرى سيكون محل تفاوض جدًا، لكن ليس منبر جدة بشكله التقليدي الذي كان في خلال الأشهر الماضية بعد توسيع هذه الوساطة، وانضمام مصر والإمارات العربية للدول التي تشرف على هذه الوساطة، وتغيير طريقة التفاوض في هذا المنبر من كونها عسكرية وتهتم فقط بالتمرير للمساعدات الإنسانية لداخل السودان.   

وأشار إلى أن هناك محاولات جديدة تهدف إلى أجندة السياسية لأولوية التفاوض، خاصة إذا تم إشراك بعض الأطراف السياسية السودانية للوصول إلى توافقات إلى شكل الحكم بعد الحرب، بمعنى آخر، محاولة الوصول إلى اتفاق على ما يمكن أن يحدث في منطقة.  
 
كندا وأوروبا ملاذ آمن   

وقال الباحث السياسي طاهر المعتصم: إنه بالنسبة لمرور عام على الحرب، في السودان. وإزدياد أعداد اللاجئين لم يكن في تقدير أحد يعتقد أن هذه الحرب يمكن أن تستمر لعام، وذلك وبمرور هذا الوقت الطويل، هناك اتجاه لتحركات كثير من السودانيين سواء في مصر أو في دول أخرى نحو اللجوء والنزوح.   

وأضاف المعصتم - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الكثير من الشعب السوداني يحاول العبور إلى أوروبا وكندا ودولاً أخرى على اعتبار أن هناك إمكانية للدخول تحت برنامج لم الشمل الأسري لمن لديه قريب من الدرجة الأولى، وأيضًا الخليج يستقبل أعداد أيضًا بناء على التأشيرات، وبناء على أن أقاربهم في تلك المناطق، وكل ذلك نتيجة للحرب في عام واحد، وهي من ابشع الحروب التي مرت على البلاد والتي رأينا فيها عدم وجود تفاوض جاد من القوى المتنازعة.