قيس الخزعلي.. خادم إيران الأول بالعراق ومتورط في محاولة اغتيال الكاظمي

أشارت أصابع الاتهام إلي قيس الخزعلي في محاولة اغتيال الكاظمي

قيس الخزعلي.. خادم إيران الأول بالعراق ومتورط في محاولة اغتيال الكاظمي
قيس الخزعلي

هو أحد أذرع إيران البارزة بالعراق، الذي تدور حوله الشبهات بشأن تورطه في محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعد أن خرج الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وهو يتوعد الكاظمي بـ"محاكمته" على "دماء الشهداء".

محاولة اغتيال الكاظمي

أثار قيس الخزعلي الجدل بشدة بشأن تصريحاته الأخيرة بتهديد الكاظمي بين حشد من مناصريه، قبل أن يعود مدعيا بأنها "محاولة لخلط الأوراق" بعد قتل متظاهرين، حيث قال في بيان عبر صفحته على موقع تويتر: "بعد مشاهدتنا لصور الانفجار الذي حصل في منزل رئيس الوزراء، وملاحظة عدم وقوع ضحايا، فإننا نؤكد على ضرورة التحقق منه من قبل لجنة فنية متخصصة وموثوقة للتأكد من سببه وحيثياته".

وقال الخزعلي: "فإذا لم يكن انفجارا عرضيا أو ما شابه، وكان استهدافا حقيقيا، فإننا ندين هذا الفعل بكل صراحة، ويجب البحث بجد عن منفذي هذه العملية ومعاقبتهم وفق القانون، لأنها أكيد محاولة لخلط الأوراق لمجيئها بعد يوم واحد على الجريمة الواضحة بقتل المتظاهرين والاعتداء عليهم وحرق خيمهم"، مضيفا: "ونذكر أننا قد حذرنا قبل أيام قليلة من نية أطراف مرتبطة بجهات مخابراتية بقصف المنطقة الخضراء وإلقاء التهمة على فصائل المقاومة"، على حد تعبيره.

وتعتبر عصائب أهل الحق أحد أذرع الحشد الشعبي العراقي، الذي يعتبر من الفصائل المقربة من إيران، ومتورط في الكثير من الجرائم بالمنطقة.

البداية والنشأة

وُلد قيس بن هادي الحريشاوي الخزعلي، في 20 يونيو 1974، في مدينة الصدر ببغداد، ونشأ  فيها ودرس المرحلة الابتدائية والثانوية في بغداد، والتحق بقسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة بغداد.

وبعد مقتل الصدر سنة 1999، أصبح الخزعلي مقربا من ابنه الرابع مقتدى الصدر وساعده في المجالات الإعلامية والمالية والأمنية.

انخرط سريعا في العمل السياسي والإرهابي، حيث كان أحد القياديين البارزين في جيش المهدي عند بداية تأسيسه عام 2003، وأسس حركة عسكرية عام 2005 التي عرفت باسم عصائب أهل الحق وأعلنها بشكل رسمي عام 2011، وتحولت لاحقا إلى حركة سياسية وأصبح الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" ومؤسس كتلة الصادقون في مجلس النواب العراقي.  

الاعتقال الأميركي

في عام 2007، اعتقلته القوات الأميركية، بسبب اتهامه بقيادة ميليشيات معادية للقوات متعددة الجنسيات في العراق بقيادة الولايات المتحدة، وتورطه في تهريب الأسلحة من إيران، وجرائم القتل خارج نطاق القضاء، واقتحام مجلس محافظة كربلاء، وفق التحقيقات التي رفعت القيادة المركزية للولايات المتحدة "سينتكوم" عن سريتها في 2018.

وتم إطلاق سراحه بعد عامين من اعتقاله، حينما أسر مقاتلون من "عصائب أهل الحقّ" في أواخر عام 2009، بأسر خمسة بريطانيّين بمن فيهم خبراء معلوماتية من داخل وزارة المالية في بغداد فتمّت مبادلتهم بالخزعلي في العام التالي.

خدمة إيران

عمل قيس الخزعلي تحت خدمة إيران منذ بداية ظهوره على الساحة السياسية، حيث تولى مسؤولية الإعلان عن هدف المحور الإيراني بتشكيل البدر الشيعي بعد اكتمال "الهلال الشيعي" في المنطقة، تزامنا مع تصريحات إيران عن احتلال أربع عواصم عربية وامتداد نفوذها إلى شواطئ المتوسط وباب المندب.

وسبق أن أصدر الادعاء العام في أربيل دعوى قضائية ضد عدد من المسؤولين العراقيين، أبرزهم البرلمانية العراقية، حنان الفتلاوي، والأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، حيث ترشح للانتخابات النيابية في 2014، حيث نجح عضو واحد فقط من تجمّعه الانتخابيّ الذي أطلق على كتلته اسم "الصادقون".

وتحصل "عصائب أهل الحق" على التدريب والتمويل المباشر من إيران، حيث تتكون من عدد من الألوية الموزّعة في مهمّات قتاليّة بحسب الجغرافيا وتقاتل بحوالي 4000 في سوريا تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني لإنقاذ نظام بشار الأسد.

في نوفمبر 2014، أعلنت ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية في إيران مبايعة تنظيمه للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال كلمة ألقاها في مدينة قم الإيرانية بمناسبة مراسم لتكريم قتلى "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله العراق" الذين قتلوا في سوريا.

خيانة الصدر

رغم علاقته القوية بإيران، إلا أن وثيقة مسربة بتاريخ 20 مارس 2007 أدلى الخزعلي بمعلومات مفصلة عن مقتدى الصدر وعلاقته مع طهران، خلال اعتقال أميركا له.

وبالوثيقة، اعترف الخزعلي للأميركيين بأنه سافر برفقة الصدر إلى إيران للمرة الأولى في عام 2003 وكان معهم قياديون في التيار الصدري آنذاك هم أحمد الشيباني ومصطفى اليعقوبي وعباس الكوفي، وتمت الزيارة بدعوة من الجانب الإيراني بهدف التعرف على مقتدى الصدر الشخصية السياسية الصاعدة وقادة جيش المهدي.

كما اعترف أيضا بأنهم قابلوا الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني ورئيس السلطة القضائية محمود الشاهرودي حيث ناقشوا في جلسة مغلقة قضايا العراق والنجف.