فقر وأجندات سياسية.. السوريون يدفعون ثمن الأزمات حول العالم

دفع السوريون ثمن الأزمات حول العالم

فقر وأجندات سياسية.. السوريون يدفعون ثمن الأزمات حول العالم
صورة أرشيفية

كشفت بعض التقارير الحقوقية أن ما يقرب من 15.3 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وفقًا للأمم المتحدة - وهو ما يعادل 70٪ من سكان البلاد، حيث أثرت الحرب الأهلية على الناس في كل ركن من أركان البلاد.

وقال قتيبة إدلبي الباحث في المجلس الأطلنطي: إن "الناس يعيشون في فقر مدقع اليوم في مناطق بدمشق". "كل ثلاث ساعات يتلقون الكهرباء لمدة ساعة ثم يدخلون في ظلام دامس".

كارثة إنسانية

وأكدت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن اللاجئين السوريين في الخارج يدفعون ثمن الأجندات السياسية للدول التي لجؤوا لها، أما الشعب السوري الذي لم يغادر أرض الوطن، فيواجه الفقر، حيث وجد بحث أن أكثر من 50٪ من السوريين ليس لديهم ما يكفي من الطعام، كما أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون "لا يزال الشعب السوري يعاني على نطاق واسع، لم يروا حتى الآن أي تحسن في واقع حياتهم، سواء كانوا يعيشون داخل سوريا أو خارجها".

كانت المهمة الأولى للولايات المتحدة في سوريا هي هزيمة داعش في حين أن داعش لم يعد يمثل تهديدًا، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: إن الولايات المتحدة بحاجة للتأكد من أن الجماعات الإرهابية لن تصبح تهديدًا مرة أخرى.

وقال بلنكين خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخراً في المملكة العربية السعودية: "نريد توسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، نريد أن نضمن عدم عودة داعش للظهور. نريد ظروفًا آمنة لعودة اللاجئين في نهاية المطاف."

وتابع أن الدول الشريكة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، تتماشى مع هذه الأهداف.

أزمات عالمية أخرى

بينما قال النائب مايكل ماكول من ولاية تكساس: "بعد اندلاع الأزمة في أوكرانيا، وتفاقم الاحتكاكات في تايوان، ألقت الأزمات العالمية بظلالها على محنة السوريين سواء اللاجئين أو المقيمين في وطنهم".

وأكدت الشبكة الأميركية، أن الأزمة تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص في سوريا، كما تسببت أزمة اللاجئين في الفقر وتدهور الأوضاع المعيشية في البلدان المجاورة، وقال الخبراء إن على الولايات المتحدة التركيز على الاستثمارات الاقتصادية والسياسية في سوريا لإعادة اللاجئين، وإنقاذهم من براثن الأجندات السياسية واستغلالهم كورقة مساومة في دول الجوار.

بينما قال إدلبي "أميركا بحاجة لإظهار أنها لم تغادر المنطقة، هذا لا يعني أننا نحتاج حقًا إلى الاستثمار بكثافة، المشكلة التي نواجهها اليوم هي أن الاستثمار الأميركي في الشرق الأوسط لم يتغير حقًا."

وقال مكول: "سوريا كانت في حالة فوضى والوضع كان مربك للغاية من ناحية السياسة الخارجية، نعترف أننا ارتكبنا أخطاء".

مساعدات عاجلة

وأوضحت الشبكة الأميركية، أن الحاجة إلى المساعدة أصبحت أكثر إلحاحًا، حيث لقي أكثر من 8 آلاف شخص مصرعهم بعد زلزال ضرب شمال غرب سوريا في فبراير، ووافق الأسد على فتح المعابر لإيصال المساعدات حتى شهر أغسطس، وتسعى الأمم المتحدة لإبقاء تلك المسارات متاحة.

وقالت غادة الطاهر مضوي من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "إنها مسألة حياة أو موت لملايين الناس في شمال غرب سوريا".

واعترف سفير روسيا لدى الأمم المتحدة بتدهور الأوضاع لكنه قال: إن تسليم المساعدات عبر الحدود تجاوز فائدته. 

وقالت روسيا كذلك: إن المساعدة كانت تفيد شمال سوريا فقط ولم يذهب التمويل الكافي إلى المنطقة الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة. جادل الخبراء بأن الوجود الأميركي مهم للغاية لمحاربة المصالح العدائية في سوريا.