محللون فلسطينون يكشفون تداعيات الأوضاع وهل تشهد غزة هدنة قريبة؟

محللون فلسطينون يكشفون تداعيات الأوضاع وهل تشهد غزة هدنة قريبة؟

محللون فلسطينون يكشفون تداعيات الأوضاع وهل تشهد غزة هدنة قريبة؟
حرب غزة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واشتداد الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني، تترقّب الأوساط الدولية مصير القطاع بعد إعلان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب عن جهود مكثفة للتوصل إلى تهدئة شاملة خلال أيام.

وكان ترامب قد صرح، أن إدارته تبذل "كل ما يلزم لوقف القتال في غزة"، مؤكدًا أن هناك "تقدمًا حقيقيًا في المحادثات مع أطراف إقليمية فاعلة"، دون الكشف عن تفاصيل المبادرة أو جدولها الزمني.

من جهته، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته الجوية والبرية على عدة مناطق داخل القطاع، في حين تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، مع انهيار شبه كامل للخدمات الطبية وانقطاع الكهرباء والمياه في معظم المناطق.

ويرى مراقبون، أن التهدئة المحتملة ستكون هشة ما لم تُربط بخطوات سياسية واضحة، تشمل وقف إطلاق النار الفوري، وفتح المعابر، وضمان وصول المساعدات، والبدء بمسار سياسي يعالج القضايا الجوهرية.

وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم ترجمة وعود ترامب إلى خطوات فعلية، تبقى غزة في عين العاصفة، بين أمل بوقف النار، ومخاوف من انفجار أوسع إذا فشلت الجهود الدبلوماسية مرة أخرى.

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني د. عمار الهباش، أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التوصل إلى تهدئة قريبة في غزة " ما تزال غامضة"، ولا تحمل حتى الآن مؤشرات عملية على الأرض، مشددًا على أن الأزمة في القطاع أعمق من أن تُحل بتفاهمات ظرفية أو ضغوط آنية.

وقال الهباش، في تصريحات خاصة للعرب مباشر: إن أي مبادرة لا تتضمن وقفًا شاملًا للعدوان، ورفعًا فوريًا للحصار، وضمانًا حقيقيًا لوصول المساعدات، لن تلقى قبولًا شعبيًا أو سياسيًا، مؤكدًا أن سكان القطاع فقدوا الثقة في الوعود الدولية التي لم تنعكس على واقعهم منذ سنوات.

وأضاف: أن الولايات المتحدة، بصفتها الراعي الأقوى للمفاوضات، مطالبة بلعب دور متوازن، والضغط على إسرائيل لوقف جرائمها، بدلًا من الاكتفاء بإدارة الأزمة لأغراض سياسية أو انتخابية.

وأشار الهباش، أن الأوضاع الميدانية تزداد سوءًا، مع استمرار الغارات ونزوح مئات الآلاف من المدنيين، ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا يتجاوز التصريحات الإعلامية، نحو خطوات ملموسة على الأرض.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن "غزة لا تحتمل مزيدًا من الحلول المؤقتة"، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون بداية لمسار سياسي حقيقي ينهي الحصار والانقسام، ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.


وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامي برهوم: إن تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف التصعيد في قطاع غزة تأتي متأخرة وغير كافية، مؤكدًا أن الأزمة في القطاع أكبر من مجرد هدنة مؤقتة أو تفاهمات محدودة.

وأوضح برهوم، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن قرب التوصل إلى تهدئة "لا تحمل جديدًا"، مضيفًا أن الإدارة الأميركية تتحرك تحت ضغط التدهور الإنساني والصور القادمة من غزة، دون أن تطرح حتى الآن رؤية واضحة أو خطة متكاملة للحل.

وأكد، أن الشعب الفلسطيني فقد الثقة في الوعود الأميركية، خصوصًا في ظل دعم واشنطن المستمر لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا، وهو ما يجعل أي وساطة أميركية محل شك واسع في الشارع الفلسطيني.

وأشار، أن التهدئة - إن تمت- ستكون مؤقتة وقابلة للانهيار في أي لحظة، ما لم تترافق مع خطوات حقيقية لرفع الحصار، ووقف العدوان، وإعادة إعمار القطاع، وفتح مسار سياسي يعالج جذور الصراع.

واختتم برهوم حديثه بالتأكيد على أن غزة بحاجة إلى حل جذري يعيد الحياة إلى سكانها ويضمن حقوقهم، وليس مجرد مبادرات إعلامية تهدف لامتصاص الغضب الدولي أو تحسين صورة الإدارة الأميركية.