أهداف ودلالات إطلاق إستراتيجية مكافحة الألغام في العراق؟

أطلقت العراق إستراتيجية مكافحة الألغام

أهداف ودلالات إطلاق إستراتيجية مكافحة الألغام في العراق؟
صورة أرشيفية

يُعَدّ العراق من أكثر الدول العربية تلوثاً بالألغام ومخلفات الحروب المفجرة، وذلك وسط ضعف الجهود لإزالتها بعدما شكلت مساحات كبيرة في البلاد من خلال المزارع وعلى الطرق. 

وفي الآونة الأخيرة صنف العراق من قبل الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية باعتباره أكثر دول العالم تلوثاً بالذخائر والألغام التي تسببت بها الحروب التي شهدها العراق خلال السنين الماضية، حيث تبقى المخلفات الحربية المتفجرة، والعبوات الناسفة واحدة من أهم الأسباب وراء قتل وإعاقة عدد كبير من المدنيين. 

الحرب دمرت البلاد

أفادت تقارير إعلامية دولية أن الحروب التي مرت بالبلاد العراقية تسببت في انتشار الألغام في المناطق العراقية والتي تسببت بأكثر من 30 ألف ضحية، فيما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، عن حجم المساحة الملوثة بالألغام وعدد الضحايا. 

ومنذ عام 2017 وهو العام الذي تم فيه القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، حيث   تعتبر المحافظات التي شهدت حرب القضاء على داعش من المناطق الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية ومنها المدينة القديمة في الموصل وصلاح الدين وكركوك.

إستراتيجية مكافحة الألغام وأهدافها 

وفي غضون ذلك، أعلنت اللجنة الوطنية العليا لشؤون الألغام عن مخطط جديد وإستراتيجية تهدف لدعم الجهود الإنسانية والإنمائية للبلد وفق الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة لعام 2030، وخطة التنمية الوطنية وإستراتيجية الحد من الفقر، فضلا عن تعزيز التزام العراق بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة . 

كما تم الاتفاق عن الإستراتيجية مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية GICHD، فضلا عن باقي الشركاء المحليين والدوليين، وتتمحور حول 4 أهداف رئيسية. 

حيث تتضمن إطلاق الأراضي بعد تطهيرها من الألغام والمخلفات الحربية، والتوعية التوعية بمخاطر الذخائر والمواد المتفجرة وبما يسهم برفع الوعي بتلك المخاطر، ويؤدي إلى التغيير السلوكي بين شرائح المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك مساعدة ضحايا الألغام وتقديم الخدمات والفرص القائمة على الحقوق التي تراعي النوع الاجتماعي، وإعادة التأهيل والاندماج المجتمعي، والتأكيد على الملكية الوطنية والتواصل والتنسيق ومشاركة المعلومات بشكل فعال. 

أزمة خانقة 

وطالب أستاذ العلوم السياسية العراقية عبد الكريم الوزان بسرعة تنفيذ الإستراتيجية في البلاد بسبب تدمير الأراضي والمناطق العراقية إثر الأزمة الخانقة، فضلا عن أنه من المفترض أيضاً معالجة وطي ملف حساس وخطير للغاية حيث إن تلوث الألغام والمخلفات المتفجرة يثير الجدل ويؤثر على كثير من الأرواح العراقية. 

وأضاف الوزان في تصريحات لـ "العرب مباشر"، أن الحرب على تنظيم داعش ودخول الحروب التي خلفتها إيران في البلاد ضد الولايات المتحدة الأميركية خلق تلوث ألغام واسعاً يروح ضحيته الشعب العراقي بأكمله. 

وبدوره، يقول  الباحث السياسي العراقي أمير علي حسون، اليوم وبعد مرور ستة أعوام على طرد عصابات داعش من الأراضي العراقية وتحرير كامل التراب الوطني، بعد أن  سيطرت  هذه العصابات  فيما مضى على أجزاء واسعة من مناطق البلاد، نشهد آثار تلك الحروب من خلال الألغام المنتشرة في العديد من المناطق العراقية. 

وأضاف في تصريحات لـ "العرب مباشر"، كانت قد  تمركزت في المحافظات الوسطى والغربية مستفيدة من طبيعة الأرض ووعورتها كذلك الكهوف والوديان والغابات وكذلك بعض الحواضن والتي وفرت لها مكانا آمنا ولكنها سرعان اندحرت بعد أن استفاقت المؤسسة الأمنية من هول الصدمة وتعمدت الحكومة العراقية والقوات العراقية والتي كان لها دور كبير في إيقاف حالة التدهور في صفوف القوات الأمنية بمعالجة آثار الحروب على التنظيم الإرهابي.