للمزيد من الطائفية.. الحوثي يهدم سوقاً أثرية في اليمن لخدمة مصالحه

يهدم الحوثي سوقاً أثرية في اليمن لخدمة مصالحه

للمزيد من الطائفية.. الحوثي يهدم سوقاً أثرية في اليمن لخدمة مصالحه
صورة أرشيفية


اليمن بعدما كان من أقدم الدول وأهمها تاريخياً على مستوى العالم، بات تحت أيدي الحوثي الإرهابي بلداً مهشماً، الحوثي الطائفي يسعي لإخفاء حضارة يمنية ظلت لآلاف السنوات. 
ويهدف الحوثي إلى عزل اليمنيين عن هويتهم، وإحلال هوية بديلة يصفونها بالهوية الإيرانية الدخيلة، والتي تسعى الميليشيات لتعزيزها تحت مُسمّى "الهوية الإيمانية". 

مخطط لهدم أسواق شعبية 

وقامت ميليشيا الحوثي بتجهيز مخطط لهدم أسواق شعبية في حي صنعاء القديمة، حيث المباني الأثرية المُدرجة على قائمة اليونسكو، بغرض استحداث مزار طائفي تستخدمه لفعالياتها ومناسباتها.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص يستعرض على شاشة تلفزيونية كبيرة مخططاً هندسياً لجامع بفناء واسع المساحة، يسمّيه جامع الإمام علي، والساحة المحيطة به، وكيفية التخطيط لإنشائهما، ولم يظهر المتحدث في الفيديو، أو ملامح الأشخاص الذين يستعرض لهم المخطط، وظهر بجوار الشاشة شعارات جماعة الحوثي.

ويقول الناشطون اليمنيون: إن المخطط يستهدف إنشاء المزار الطائفي بمزاعم أنّ علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقف في ذلك المكان، وهو ما يهدد بإزالة أسواق الحلقة والحدادة والنجارة والخناجر الشعبية "الجنابي" والمباني الأثرية المحيطة بها.

ونشرت ميليشيا الحوثي منذ أيام مزاعم بين أهالي العاصمة صنعاء أنّ حي صنعاء القديمة وقفٌ من علي بن أبي طالب، بمزاعم أنّه زار اليمن، وجمع الناس حوله في وسط صنعاء القديمة، وهي الشائعة التي يجري ربطها حالياً بشائعة سابقة مشابهة حول منطقة عصر، غرب العاصمة صنعاء.

قد أدرجت مدينة صنعاء القديمة في الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 1986 ضمن قائمة التراث العالمي، ويعود تاريخ تلك المدينة إلى أكثر من (2500) عام، وكانت مسوّرة بالكامل بالأسوار التاريخية، إلا أنّه لم يتبقَّ اليوم سوى سور واحد.

مزار شيعي

ويقول وضاح بن عطية، عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، إن ميليشيا الحوثي تسعى لبناء مزار شيعي مستحدث وسط صنعاء القديمة، وذلك سيؤدي بلا شك إلى التأثير على قيمتها العالمية الاستثنائية، وهو ما يؤثر على وضعيتها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": يأتي التأثير السلبي على صنعاء من جهتين: الأولى أن المزار الذي تنوي جماعة الحوثي بناءه هو بناء حديث، وأي بناء حديث سيخل بمعنى كلمة تراث، لأن التراث ينبغي أن يكون قديماً، والناحية الأخرى أن التصاميم التي أوردتها وسائل الإعلام التابعة للحوثي تكشف عن أن البناء سيكون على طراز معماري لا ينتمي للطراز المعماري اليمني، ولكنه يشبه المزارات الموجودة في قم ومشهد وغيرهما من المدن الإيرانية، وهذا إخلال بالنمط المعماري التراثي اليمني الذي على أساسه وضعت صنعاء على قائمة التراث العالمي.

وأكد عطية أن في بعثة اليمن لدى اليونسكو تم إبلاغ المديرة العامة لليونسكو بهذه الخطوة وخطورتها على وضع صنعاء، وتم التواصل مع عدد من المسؤولين في القطاعات ذات العلاقة في اليونسكو من أجل وضع المنظمة الدولية أمام مسؤولياتها الثقافية والأخلاقية إزاء صنعاء.

وأضاف: سنواصل الجهود لوقف هذا المشروع الطائفي الذي ستكون له آثار كارثية على مستقبل صنعاء على قائمة التراث العالمي.