عيد الأضحى في غزة.. مآذن تحت الركام ومساعدات مؤجلة

عيد الأضحى في غزة.. مآذن تحت الركام ومساعدات مؤجلة

عيد الأضحى في غزة.. مآذن تحت الركام ومساعدات مؤجلة
حرب غزة

مع حلول عيد الأضحى المبارك يجد الفلسطينيون في قطاع غزة المنكوب للحرب أنفسهم وسط واقع مأساوي تسيطر عليه المجاعة والهجمات القاتلة، في وقت تعرقل فيه جهود الإغاثة بشكل مفاجئ عقب قرار تأجيل عمليات توزيع المساعدات من قِبل مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، كانت قد أعلنت نيتها استئناف عملها في الخامس من يونيو.

وأكدت صحيفة "حرييت" التركية، أن هذا العيد هو الرابع الذي يحل على سكان غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، لكن ظروفه هذه المرة أشد قسوة من سابقيه، حيث باتت المجاعة تلتف أكثر فأكثر حول رقاب السكان، وسط تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني.

تعهدات إسرائيلية زائفة

وأكدت الصحيفة التركية، أنه على الرغم من تعهدات إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بعد حصار استمر أحد عشر أسبوعًا، فإن الآلية الجديدة التي تم إنشاؤها لهذا الغرض لم تنجح فعلياً في إيصال المساعدات إلى مستحقيها، بل تحوّلت عملية توزيع الإغاثة إلى ساحات فوضى دامية، حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي خلال محاولاتهم الوصول إلى شحنات الإغاثة.

وفي ضربة قاسية جديدة للمدنيين، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) تأجيل خطتها لإعادة فتح مراكزها، بعدما صنّف الجيش الإسرائيلي الطرق المؤدية إليها كمناطق "قتال نشط".

 وجاء القرار بإغلاق المنشآت يومي الرابع والخامس من يونيو بعد سلسلة من الحوادث الدامية وقعت بالقرب من مواقع المؤسسة، ما أثار إدانات حادة من قبل الأمم المتحدة.

وفي ذات اليوم، قتلت الغارات الإسرائيلية ما لا يقل عن 48 شخصًا في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، من بينهم 14 ضحية في ضربة واحدة استهدفت خيمة تؤوي نازحين.

المجاعة تدق أبواب غزة

تعاني غزة من نقص حاد في الغذاء، ما دفع المجتمع الدولي إلى تجديد الدعوات لإنهاء الحرب، إلا أن جهود التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس ما تزال تراوح مكانها دون تقدم ملموس.

وفي تطور يعكس حجم الانحياز الأمريكي لإسرائيل، استخدمت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لتل أبيب، حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء الماضي، لإفشال قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية غير مشروطة في غزة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: إن الولايات المتحدة بعثت "برسالة قوية" من خلال استخدامها الفيتو ضد "قرار غير مجدٍ" يستهدف إسرائيل، مضيفًا أن بلاده لن تدعم أي صيغة "تساوي بين إسرائيل وحماس أو تتجاهل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". 

وأضاف: "ستواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة".

رفض فلسطيني وانتقادات أممية

في المقابل، نددت حركة حماس باستخدام واشنطن للفيتو ووصفت الخطوة بأنها "مخزية"، متهمة الإدارة الأميركية بأنها تضفي "شرعية على الإبادة الجماعية" الجارية في غزة.

كما وجّه أعضاء آخرين في مجلس الأمن انتقادات لاذعة للولايات المتحدة. وتُعد هذه الجلسة أول تصويت للمجلس حول الوضع في غزة منذ نوفمبر 2024، حين استخدمت واشنطن الفيتو أيضًا لإسقاط مشروع قرار مماثل.

وعبر السفير الباكستاني لدى الأمم المتحدة عاصم أحمد، عن خيبة أمله الشديدة، قائلاً: إن الفشل في تمرير القرار "لن يكون فقط وصمة أخلاقية على ضمير هذا المجلس، بل لحظة سياسية مشؤومة ستتردد أصداؤها لسنوات طويلة قادمة".

غزة على حافة الهاوية في عيد بلا أمل

وأشارت الصحيفة التركية، أنه مع استمرار القصف الإسرائيلي، وتأجيل المساعدات، وتدهور الأوضاع المعيشية، يبدو عيد الأضحى القادم في غزة خالياً من طقوس الفرح والسكينة التي يحملها عادة. 

وبينما يُحيي العالم الإسلامي شعائر العيد، يعيش أهالي القطاع تحت وابل من الجوع والدمار، في واحدة من أحلك اللحظات الإنسانية التي تمر بها المنطقة في تاريخها الحديث.