الدوحة والفشقة... أطماع بموارد المنطقة أم مساعٍ لتأجيج الصراع بالقرن الإفريقي؟

تسعي قطر للسيطرة علي الفشقة السودانية

الدوحة والفشقة... أطماع بموارد المنطقة أم مساعٍ لتأجيج الصراع بالقرن الإفريقي؟
صورة أرشيفية

تسعى قطر لإيجاد موطئ قدم جديد لها في السودان عبر نشر الفوضى وتأجيج الصراعات في السودان خاصة بمنطقة "الفشقة" واستغلال الوساطة بين السودان وإثيوبيا، لإعادة نفوذها مرة أخرى بعد أن فقدته بعد خروج حليفها عمر البشير من الحكم.

رفض سوداني لتدخلات الدوحة

الصحفي والمحلل السياسي السوداني، عمرو شعبان
قال: إن طموحات كل الدول التي دعمت النظام البائد في السودان لم تأتِ إلا بالتنسيق مع فلول الإخوان، مشيرًا إلى بحث قطر عن تعويض مناسب لفترة الحرمان التي عاشتها من قبل مصر  والسعودية والإمارات إبان مقاطعتهم لها والتي كانت بالتأكيد على حق جراء  نشاطاتها المشبوهة  في المنطقة.

وأوضح "شعبان" في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" أن قطر تسعى حاليا لوضع قدمها في السودان بعد التغيير أن القطريين  يبحثون عن دور إقليمي يجنون من ورائه مكاسب سياسية واقتصادية فلم يجدوا أنسب من الدور الذي كانت تقوم به إبان تدخلها في ملف دارفور السوداني من خلال تدخلها في الملف الإثيوبي عبر السيطرة على الفشقة والاستفادة من مواردها  الزراعية والاستثمارية. 

مؤكدا أن الشارع السوداني لن ينسى وقفة القطريين مع نظام الإخوان الذي كان موجودا إبان نظام البشير البائد، وبالتالي لن يتساهل أو يتسامح في تلاعبهم بمصير بلادهم.

وعبر الصحفي السوداني عن رفض السودانيين تدخلات الدوحة أو بيع  أراضيه باسم الاستثمار خاصة من أيدي أثبت التاريخ أنها ليست أمينة على استثماراته وممتلكاته ومقدراته وموارده.

 

استغلال الأزمة الاقتصادية


تردي الوضع الاقتصادي في السودان وقرارات تطبيق صندوق النقد الدولي وتحرك الإخوان لإثارة الشارع ضد الحكومة الانتقالية، دفع  قطر لإيجاد مدخل مناسب للسيطرة على الفشقة من خلال تقديم إغراءات وأموال في صورة  استثمارا في منطقة الشفقة؛ ما قد يكسب الحكومة حلا لمواجهة العراقيل الاقتصادية.
 
ولكن هدف الدوحة الحقيقي من الحصول على الفشقة هو التدخل في شؤون السودان للسماح لإثيوبيا بتجاوز المحددات السودانية ومحاولة إفشال التنسيق بين السودان ومصر في ملف سد النهضة  بحسب ما أكده الصحفي السوداني.

الحصول على أوراق ضغط سياسية

فيما قال محمد شمس الدين الكاتب السوداني: إنه  بعد إعلان الخرطوم للتعاون مع أي مبادرة يجب أن تكون مبنية على احترام حدود البلاد التاريخية المحددة بموجب اتفاقية العام 1902 فما عادت هناك خشية على المنطقة، مشيرا  لمساعي قطر في استغلال الأزمة للحصول على أوراق سياسية لتوظيفها كورقة ضغط قائمة بذاتها في مستقبل السودان السياسي الذي يشهد محاولات حثيثة لعودة الإخوان.


تأجيج الصراعات في إفريقيا


وأضاف شمس الدين: نهاية المطاف هذه المساعي لاستغلال الفشقة وتأجيج الصراع بين السودان وإثيوبيا واستغلال ملف سد النهضة لتهديد أمن مصر المائي لن تنجح.

وأكد شمس الدين أن من مصلحة الاقتصاد العالمي استقرار منطقة القرن الإفريقي المطلة على أهم الممرات الملاحية لشريان اقتصاد العالم.