رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

رغم قرار مجلس الأمن تخطط إسرائيل إلي اجتياح رفح

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟
صورة أرشيفية

في ظل القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، تتجدد التساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالقرارات الدولية وإمكانية تأثيرها على خططها المتعلقة برفح. يستعرض هذا التقرير التحديات والضغوطات الراهنة التي تواجه إسرائيل، والتي قد تؤثر على قرارها بشأن الاجتياح البري المحتمل لرفح، مع التركيز على الجوانب اللوجستية والاستراتيجية. 
 
*التحديات اللوجستية والاستعدادات الإسرائيلية* 

تواجه إسرائيل تحديات لوجستية جمة في استكمال عملياتها العسكرية في وسط وجنوب وشمال غزة. وقد أثرت هذه التحديات على الاستعدادات لعملية رفح، حيث لم تتمكن القوات الإسرائيلية من استكمال تحركاتها بشكل كامل. كما أن تسريح عدد من جنود وضباط الاحتياط ونقل بعض القوات النظامية إلى الضفة الغربية وجنوب لبنان قد أثر على القوات المتاحة للعملية. 
 
*تصاعد التوترات* 

في تطور لافت للأحداث، شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن سلسلة من الاجتماعات المكثفة بين وزير الدفاع الإسرائيلي ومسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية.  

الهدف من هذه الاجتماعات كان مناقشة الخطوات العملية للعملية العسكرية المزمع تنفيذها في رفح الفلسطينية، والتي تأتي في ظل توترات متصاعدة في المنطقة. 

وفقًا لتقارير وول ستريت جورنال، فإن النبرة العملية للمحادثات قد شهدت تغيرًا ملحوظًا مقارنة بالأسابيع الماضية، مما يشير إلى تحول في الاستراتيجيات وربما في السياسات المتبعة. 

وقد كانت مدينة رفح الفلسطينية محورًا لخلاف متصاعد بين القادة السياسيين الإسرائيليين ونظرائهم الأمريكيين، مما يعكس التعقيدات الجيوسياسية للوضع الراهن. 

تأتي هذه الاجتماعات في وقت حساس، حيث تتجه الأنظار إلى المنطقة بانتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وما قد يحمله من تداعيات على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. 
 
*الضغوط الدولية والرفض المصري* 

على جانب آخر، يعد الرفض المصري لأي تحرك عسكري إسرائيلي عنصرًا مؤثرًا في القرارات الإسرائيلية، وفي السياق نفسه، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة، خاصةً في ضوء صعوبة تطبيق الشروط الأميركية التي تفرض إخلاء وحماية المدنيين في قطاع غزة. 


 
**العلاقات الأميركية الإسرائيلية* 

تشهد العلاقات الأميركية الإسرائيلية توترًا، خاصةً على مستوى العلاقات بين الإدارة الأميركية الحالية والحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، تحرص الولايات المتحدة على إضفاء شيء من التوازن على موقفها من الصراع في قطاع غزة، مع استمرار الابتزاز الاستراتيجي الإسرائيلي. 
 
*التغيرات العالمية في النظرة تجاه إسرائيل* 

تتغير مواقف العالم تجاه إسرائيل بشكل كبير بسبب ارتكابها لأعمال عدوان وقتل وإبادة، بشهادة منظمات دولية ومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة. وقد هددت كولومبيا بتجميد علاقاتها بإسرائيل إن لم تلتزم هذه الأخيرة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير. 

ويبقى مستقبل رفح والمنطقة ككل في موقف حرج، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية واستمرار التوترات الدولية. ومع تدهور صورة إسرائيل الحقيقية أمام العالم، تظل الأوضاع متوترة وغير مستقرة، مما يضع الجميع أمام تحديات كبيرة في البحث عن حلول سلمية ومستدامة. 
 
*معضلة حقيقية* 

من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: يبدو أن إسرائيل تواجه معضلة حقيقية في تحقيق توازن بين الضغوط الدولية وأهدافها الاستراتيجية. 

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن القرار الأخير لمجلس الأمن يضعها في موقف يتطلب منها إعادة تقييم خططها تجاه رفح، ومع ذلك، فإن التحديات اللوجستية والاستعدادات العسكرية قد تدفعها لاتخاذ قرارات متسرعة قد لا تكون في صالح الاستقرار الإقليمي. 

وتابع: الاجتماعات الأخيرة في واشنطن تشير إلى أن هناك تغيرات جوهرية قد تحدث في السياسة الأمريكية تجاه الوضع في رفح.  

وأضاف: يبدو أن هناك محاولة للضغط على إسرائيل للالتزام بالمعايير الدولية، لكن السؤال يبقى حول مدى فعالية هذا الضغط، موضحًا أن الرفض المصري القاطع لأي تحرك عسكري إسرائيلي يعكس الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في الحفاظ على الأمن الإقليمي، ومع زيادة الضغوط الدولية، قد نشهد تحولًا في الاستراتيجية الإسرائيلية، خاصةً مع تدهور صورتها العالمية والتغيرات العالمية في النظرة تجاه سياساتها".