يأس وخوف ومصير مجهول.. ماذا ينتظر آلاف الفلسطينيين بعد النزوح من رفح؟

يأس وخوف ومصير مجهول ينتظر آلاف الفلسطينيين بعد النزوح من رفح

يأس وخوف ومصير مجهول.. ماذا ينتظر آلاف الفلسطينيين بعد النزوح من رفح؟
صورة أرشيفية

وصف المدنيون الفلسطينيون الذين طلب منهم الجيش الإسرائيلي إخلاء شرق رفح خوفهم ويأسهم من النزوح مرة أخرى من منازلهم وملاجئهم، في الوقت الذي تقصف فيه الغارات الجوية الإسرائيلية مدينة أقصى جنوب غزة، حيث كانت هناك آمال في عدم المضي قدمًا في هجوم رفح بعد أن قبلت حماس اقتراح وقف إطلاق النار يوم الاثنين، لكن تلك الآمال تبددت بسرعة بعد أن قالت إسرائيل إن الشروط "بعيدة كل البعد عن متطلبات إسرائيل الضرورية"، وأنها ستستمر في هجومها على رفح.
 
نزوح جديد 

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإنه بحلول صباح اليوم الثلاثاء، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على رفح إلى مقتل 23 شخصًا، من بينهم طفل، وفقًا لمسؤولين في مستشفى في جنوب غزة. 

وقال الجيش الإسرائيلي: إنه يتمتع "بالسيطرة العملياتية" على الجانب الغزاوي من معبر رفح، وهو نقطة دخول حيوية لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع من حدوده الجنوبية مع مصر.

وقالت حماس: إن التحرك العسكري الإسرائيلي صوب رفح يشكل كارثة إنسانية وتهديدًا مباشرًا لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني نازح.

وقال محمد غانم، أحد سكان شرق رفح، إنه غادر بعد أن قاموا بتوزيع منشورات، مضيفًا: "إنهم يضربون في كل مكان دون التمييز بين الأطفال أو البالغين أو المسلحين أو غير المسلحين، لقد تركت منزلي الذي كنت أبنيه منذ 17 عامًا".

وكان غانم وزوجته يدفعان عربات الأطفال المكدسة بالأمتعة، وقال: "لم يعد لدينا منزل، نحن نتجه إلى مواصي لأنه لا يوجد أمان مع الإسرائيليين إنهم يقتلون النساء والأطفال".

وقالت امرأة أخرى من شرق رفح: "أرسل لنا الإسرائيليون رسائل تأمرنا بالمغادرة، لا يمكننا البقاء".
 
وفي وقت سابق من صباح أمس الاثنين، دعا الجيش الإسرائيلي ما يقدر بنحو 100 ألف فلسطيني يعيشون في أجزاء شرق رفح إلى "الإخلاء الفوري"، وطلب منهم الانتقال إلى المواصي، وهي بلدة ساحلية بالقرب من مدينة خان يونس تقول جماعات الإغاثة إنها غير مناسبة لاستقبالهم.
 
ذعر في رفح 

وشاهدت شبكة "سي إن إن" النازحين في شرق رفح في حالة من الذعر بعد إعلان الإخلاء الإسرائيلي، الأمر الذي أثار موجة من المناشدات من قادة العالم والأمم المتحدة والجماعات الإنسانية التي تحث إسرائيل على عدم تنفيذ هجومها الذي هددت به منذ فترة طويلة. 

وقد وصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك هذه الخطوة بأنها "غير إنسانية" و"تتجاوز القلق" من قبل المجلس النرويجي للاجئين(NRC) .

وقال فيصل بربخ، الذي فر على دراجته: إنه سيترك وراءه ذكريات العمر "إلى المجهول"، مضيفًا: "أنا أحمل كل حياتي هنا، عائلتي ممزقة في سبعة أماكن، أشعر أنها نهاية الحياة، لا أستطيع التفكير بعد الآن، تركت 59 سنة من العمر ورائي، كل ذكرياتي، صور أطفالي، عقد بيتي".

وأظهرت مقاطع فيديو وصور من شرق رفح شاحنات مليئة بممتلكات الأشخاص وهي تسير في الشوارع، التي أصبحت مزدحمة بشكل متزايد مع مرور يوم الاثنين، وشوهد الأطفال يجلسون بين خزانات الوقود والأكياس البلاستيكية المملوءة بممتلكاتهم، وبقيت الأسر مع فرشات مربوطة على أسطح سياراتها.

وكان العديد ممن يغادرون شرق رفح قد نزحوا في السابق عدة مرات مع انتقال تركيز إسرائيل من مدينة إلى أخرى. 

وقال أحد النازحين: "هذه هي المرة الرابعة التي أنزح فيها من النصيرات إلى خان يونس، ثم إلى رفح، والآن مرة أخرى، ولكن هذه المرة لا أعرف إلى أين اتجه".

وكان الصبيان، مالك ويوسف، يشقان طريقهما الخاص في رفح على دراجات هوائية يوم الاثنين، متشبثين بحقائبهما، وقال أحدهم: "نحن نهرب من الإسرائيليين، لقد حذرونا وأمرونا بإخلاء المنطقة الشرقية، لدي ملابسي وطعامي في الحقيبة"، وقال أحدهم: "نحن ذاهبون إلى منزل أجدادنا".
 
احتلال معبر رفح 

وأفادت الشبكة الأمريكية، أنه بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي معبر رفح، تم استبدال الأعلام الفلسطينية بالأعلام الإسرائيلية، والتي يمكن رؤيتها، بحسب الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، معلقة خارج المبنى الرئيسي. 

ويعد المعبر الحدودي بوابة رئيسية للمساعدات الإنسانية، حيث تدخل عبره ما يصل إلى 300 شاحنة يوميًا، وفقًا لإعلان صادر عن مصر الشهر الماضي.

وقال وائل أبو عمر، المتحدث باسم الهيئة العامة للمعابر والحدود: إن جميع الحركة وشحنات المساعدات عبر رفح توقفت بعد سيطرة الدبابات الإسرائيلية على مرافق المعبر من الجانب الفلسطيني.