فوضى مقصودة.. الإخوان بين تعز وعدن وتشتيت المشهد

فوضى مقصودة.. الإخوان بين تعز وعدن وتشتيت المشهد

فوضى مقصودة.. الإخوان بين تعز وعدن وتشتيت المشهد
اخوان اليمن

شهدت مدينة تعز، أمس الاثنين، موجة جديدة من التظاهرات الشعبية، شملت رجالًا ونساءً، احتجاجًا على انقطاع الغاز المنزلي، المشهد لم يكن عفويًا كما يبدو في ظاهره، بل اتضح أنه نتيجة مباشرة لتحركات منظمة تقف خلفها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، الممثلة بحزب "الإصلاح"، الذي يسيطر على شبكة توزيع الغاز في المدينة. 

الشبكة أوقفت عملياتها بحجة وجود "قطاعات قبلية" في محافظة لحج، وهي ذريعة تكررت سابقًا لتبرير تعقيد الأوضاع الخدمية.

يعد هذا السلوك جزءًا من سياسة ممنهجة تعتمدها الجماعة الإرهابية لإشعال الغضب الشعبي، في محاولة لإضعاف الجهات الرسمية، ودفع بعض القيادات التنفيذية إلى الاستقالة، بهدف تعبيد الطريق لوجوه بديلة موالية لها، تعيد تثبيت نفوذ الحزب في مواقع بات يفقد السيطرة عليها تدريجيًا.

عدن.. تكرار الفوضى بأسلوب مختلف

لم تقتصر استراتيجية الإخوان على تعز فحسب، بل امتدت إلى عدن، العاصمة المؤقتة ومقر المجلس الانتقالي الجنوبي، الخصم السياسي والعسكري الأبرز للجماعة. 

قد تصاعدت حدة التوتر بعد انقطاع التيار الكهربائي وسط موجة حر خانقة، ما دفع بالعشرات، خصوصًا من النساء، للخروج في تظاهرات غاضبة.

السبب الظاهر للأزمة يتمثل في تعطيل تحميل النفط من خزانات العقلة في شبوة، وهي المادة الأساسية لتشغيل محطات التوليد.
 
رغم أن بعض العاملين في الحقول النفطية أعلنوا أن تحركاتهم جاءت للمطالبة بتسوية أوضاعهم الوظيفية، فإن مصادر من داخل المجلس الانتقالي الجنوبي تؤكد أن هذه التحركات تقف خلفها توجيهات من قيادات حزب "الإصلاح"، في إطار خطة مكرّرة لإغراق عدن في الفوضى وزعزعة الثقة في السلطة المحلية.

صراع النفوذ داخل مجلس القيادة الرئاسي

على المستوى السياسي، انفجرت أزمة جديدة داخل مجلس القيادة الرئاسي، بعد اعتراض نواب حزب "الإصلاح" على قرارات رئيس المجلس رشاد العليمي، المتعلقة بنقل بعض الصلاحيات التنفيذية إلى هيئة التشاور والمصالحة، وإعادة توزيع صلاحيات اقتصادية من البرلمان إلى مجلس القضاء الأعلى.

ووصف نواب "الإصلاح" هذه الإجراءات بـ"الانقلاب الدستوري"، في محاولة للتشويش على المسارات الجديدة التي تهدف إلى تقليص هيمنة الحزب على مفاصل السلطة الانتقالية. 

هذا الرفض يعكس حجم القلق داخل الجماعة من احتمالات إخراجها من دائرة التأثير المركزي، خاصة بعد تراجع قدرتها على التحكم بمراكز القرار داخل الحكومة والمجلس الرئاسي.

الرهان على الفوضى وتفكيك المشهد

القراءة الشاملة للأحداث في تعز وعدن تظهر بوضوح أن ما يجري ليس مجرد رد فعل شعبي على أزمة خدمية، بل هو تحرك مدروس لجماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى دائرة النفوذ من خلال الضغط بالفوضى، وبث الانقسام داخل المكوّنات الشرعية.

وتعكس هذه التحركات أيضًا محاولة يائسة من الجماعة لإعادة تموضعها بعد أن فقدت الكثير من أوراق القوة في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتزايدة تجاه تصنيفها كجماعة متطرفة ذات أجندة عابرة للحدود.

وما يجري بين تعز وعدن اليوم ليس سوى محاولة جديدة من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية للالتفاف على التغيرات السياسية والإدارية في جنوب اليمن، عبر إعادة إنتاج الفوضى كوسيلة ضغط. 

ويقول المحلل السياسي مرزوق الصيادي: إن ما تشهده محافظتا تعز وعدن من فوضى ممنهجة ليس سوى امتداد لأسلوب جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في خلق الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية خفية.

ويضيف الصيادي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الإخوان يعيدون استخدام أدواتهم التقليدية في افتعال الانهيار الخدمي، لتأليب الشارع على السلطات المحلية، وخلط الأوراق في مرحلة انتقالية حساسة، الهدف ليس تحسين الخدمات، بل تفكيك منظومة الحكم وإعادة تموضعهم داخلها، والأمر ليس عفويًا ولا عشوائيًا، بل جزء من خطة متزامنة لإرباك المشهد في المناطق الجنوبية والضغط على مكونات الشرعية لتقديم تنازلات في هيكلة مؤسسات الدولة.