عملات مشفّرة وخلايا خفية.. إعدام جاسوس الموساد بعد سقوطه في طهران

عملات مشفّرة وخلايا خفية.. إعدام جاسوس الموساد بعد سقوطه في طهران

عملات مشفّرة وخلايا خفية.. إعدام جاسوس الموساد بعد سقوطه في طهران
إيران

في مشهد يُعيد تسليط الضوء على حروب الظل المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، نفذت السلطات الإيرانية، فجر الأحد، حكم الإعدام بحق مواطنها مجيد مسیبي، بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي. 

خطوة أمنية لا تخلو من البعد السياسي، وتؤشر إلى أن الصراع الاستخباراتي بين الخصمين الإقليميين دخل مرحلة جديدة أكثر حدة وعلنية، خاصة مع تصاعد تبادل الضربات والاتهامات عبر الحدود.

عميل للموساد


أعلنت السلطات القضائية الإيرانية، عبر وكالة "ميزان" الرسمية، تنفيذ حكم الإعدام بحق مجيد مسیبي فجر الأحد، بعد إدانته بالتورط في نشاطات تجسسية لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".

وأكدت الوكالة، أن الحكم جاء عقب إجراءات قضائية كاملة، شملت مراجعة من ديوان القضاء الأعلى، الذي صدّق على قرار الإعدام بعد ثبوت ضلوع المتهم في تسريب معلومات وصفت بأنها "بالغة الحساسية".

البيان الرسمي أشار أن مجيد مسیبي نقل بيانات سرية تمس مواقع استراتيجية داخل البلاد، وكشف عن هويات وأرقام اتصال لأشخاص يشتبه بارتباطهم بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية.

ووفق البيان، فإن المتهم تلقى مكافآت مالية نظير تلك التسريبات، لكنها دُفعت بعملات مشفّرة، في محاولة منه لتضليل مسارات التمويل وحجب مصادر الأموال.

خلية منظمة


المعلومات التي توصلت إليها الجهات الأمنية الإيرانية، أكدت أن مسیبي لم يتحرك منفردًا، بل كان يعمل ضمن خلية تجسس منظمة مرتبطة مباشرة بجهاز الموساد، ونشطت داخل الأراضي الإيرانية لفترة وصفتها المصادر بـ"الحساسة"، لافتة أن الملف يعد من أخطر قضايا الأمن القومي التي شهدتها البلاد مؤخرًا.

ويأتي هذا التطور في وقت شديد التوتر على الساحة الإقليمية، إذ تتسارع حلقات التصعيد بين إيران وإسرائيل، وسط تقارير عن عمليات اغتيال واستهدافات متبادلة لمواقع حيوية. وفي هذا السياق، ترى طهران في أنشطة الموساد تهديدًا وجوديًا، وقد سبق أن كشفت عن عمليات تفكيك ما وصفتها بـ"شبكات تجسس إسرائيلية" توغلت عبر حدودها، مستهدفة قطاعات أمنية وعلمية، أبرزها الدفاع والطاقة النووية.

السلطة القضائية الإيرانية ربطت تنفيذ الحكم برسائل مباشرة، معلنة أن "من يتعامل مع الجهات المعادية للجمهورية الإسلامية سيلقى أشد العقوبات"، معتبرة أن عملية الإعدام ليست فقط خطوة قانونية بل أيضًا سياسية تحمل في طياتها إنذارًا صارمًا لكل من تسوّل له نفسه تهديد أمن البلاد.

ورغم أن القضية طُرحت ضمن السياق الجنائي، إلا أن توقيت إعلان الإعدام لم يكن عابرًا، فالتقارير الاستخباراتية الأخيرة تتحدث عن تصاعد أنشطة إسرائيلية سرية داخل إيران، وتزايد المخاوف من موجات عمليات نوعية تستهدف المنشآت الحساسة، وفي هذا السياق، يبدو أن طهران أرادت عبر هذه الخطوة أن توصل رسالة مفادها: الرد سيكون حاسمًا ومن الداخل.