توترات صينية - أميركية.. لماذا تصر الولايات المتحدة على استفزاز الصين؟

تصر الولايات المتحدة على استفزاز الصين

توترات صينية - أميركية.. لماذا تصر الولايات المتحدة على استفزاز الصين؟
صورة أرشيفية

وصل وفد من الكونجرس الأميركي إلى تايوان في رحلة تستمر ليومين يلتقون خلالها بالرئيسة تساي إنغ وين، وهي ثاني مجموعة رفيعة المستوى تزور تايوان في ظل توترات عسكرية بين الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي والصين، حيث أجرت بكين -التي تعتبر أن تايوان جزء من أراضيها- تدريبات عسكرية حول الجزيرة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه في أوائل أغسطس، فيما ترفض حكومة تايوان مطالبات الصين وتقول إن على سكان الجزيرة أن يقرروا مستقبلها.

الدفاع الصينية تحذر

توقيت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أثار الكثير من التوتر وعلامات الاستفهام، خاصة في ظل التوترات القائمة بين واشنطن وبكين منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديدات المستمرة من جانب الصين، حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، وعن زيارة وفد الكونجرس الأميركي إلى تايوان اعتبرت وزارة الدفاع الصينية، أن هذه الزيارة تنتهك بشكل خطير مبدأ "الصين الواحدة" وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، وقال المسؤول الصيني: إن "الزيارة تنتهك سيادة بلاده وسلامة أراضيها، وترسل إشارات كاذبة إلى القوى الانفصالية التي تدعو إلى استقلال تايوان"، مضيفًا أن الزيارة تكشف تماما وجه الولايات المتحدة على أنها مدمرة للسلام والاستقرار في مضيق تايوان، مشددا على أن تايوان جزء من الصين ويجب ألا تتدخل القوى الأجنبية في هذا الأمر، كما حذر وزارة الدفاع الصينية الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي التقدمي التايواني من أن محاولات السيطرة على جمهورية الصين الشعبية بمساعدة تايوان محكوم عليها بالفشل، مؤكدًا أن الاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال يعتبر انتحارا".

أميركا تلعب بالنار

وكان المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية، ليو شياو مينج، قد حث، الأحد، أميركا على وقف التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد والالتزام بسياسة "صين واحدة"، وذلك بعد زيارة وفد الكونجرس الأميركي لـ"تايوان"، وكتب ليو شياو مينج في تغريدة على "تويتر": "هذه خطوة خطيرة للغاية تشبه اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق بها، ونحن نحث الدول المعنية على الالتزام بسياسة “الصين الواحدة”، والتعامل بشكل صحيح مع قضايا تايوان، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية لبكين"، مضيفًا، أن أي شخص يحاول منع "إعادة توحيد الصين" سيواجه "سورًا فولاذيًا عظيمًا" صنعه أكثر من 1.4 مليار شخص في البلاد.

أميركا تبرر

من جانبها، قالت سفارة الولايات المتحدة الفعلية في تايبيه: إن الوفد يرأسه السناتور إد ماركي، الذي يرافقه أربعة نواب في مجلس النواب فيما وصفته بأنه جزء من زيارة أكبر لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وأوضح المكتب الرئاسي في تايوان أن المجموعة التقت تساي صباح الاثنين، وقال في بيان: «خاصة في الوقت الذي تثير فيه الصين التوترات في مضيق تايوان والمنطقة من خلال التدريبات العسكرية، يظهر ماركي الذي يقود وفدا لزيارة تايوان مرة أخرى دعم الكونجرس الأميركي الثابت لتايوان»، ويترأس ماركي اللجنة الفرعية للأمن السيبراني الدولي في مجلس الشيوخ، وقال المتحدث باسم ماركي: إن القادة المشاركين في الزيارة هم الممثل جون جاراميندي من مجموعة العمل المعنية بالأسلحة النووية والحد من الأسلحة بالكونغرس ودون باير، المتحدث باسم ماركي.

وعلق متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بأن أعضاء الكونجرس ذهبوا إلى تايوان منذ عقود وسيواصلون القيام بذلك، مضيفًا أن مثل هذه الزيارات تتفق مع سياسة صين واحدة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

وقالت سفارة الولايات المتحدة الفعلية: إن «الوفد سيلتقي مع كبار قادة تايوان لمناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان والأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار وسلاسل التوريد العالمية وتغير المناخ وغيرها من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك»، في حين خفت التدريبات الصينية حول تايوان، فإنها لا تزال تقوم بأنشطة عسكرية، حيث أكدت وزارة الدفاع التايوانية أن 11 طائرة عسكرية صينية عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان أو دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية الأحد، وقالت الوزارة: إن 13 طائرة عبرت المضيق يوم السبت، وقال مسؤولون أميركيون: إن بكين «بالغت في ردها» على زيارة بيلوسي واستخدمتها كذريعة لمحاولة تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان.

نوايا الولايات المتحدة

في السياق ذاته، وصفت صحيفة وول ستريت جورنال، الزيارة التي قام بها مجموعة من النواب الأميركيين إلى تايوان للقاء الرئيسة التايوانية تساي إنج وين، بأنها أحدث تطور يثير تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقة الجزيرة مع الصين، وذكرت الصحيفة الأميركية، أنه من المرجح أن تجدد الزيارة من التوترات، بعدما قامت الصين بتطويق الجزيرة بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت الصحيفة: إن وفد الكونجرس -المؤلف من الحزبين، بقيادة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إد ماركي (ديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس)- من المقرر أن يقضي يومين في الجزيرة ومن المتوقع أن يجتمع أيضا مع كبار قادة الحكومة التايوانية والقطاع الخاص لمناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان والأمن الإقليمي وسلاسل التوريد العالمية، فضلا عن تغير المناخ.