بعد أن أغرقوا به أفغانستان لعقود.. طالبان تسجن مدمني الأفيون بدلًا من علاجهم

اقدمت حركة طالبان علي سجن مدمني الأفيون بدلًا من علاجهم

بعد أن أغرقوا به أفغانستان لعقود.. طالبان تسجن مدمني الأفيون بدلًا من علاجهم
صورة أرشيفية

تعيش نساء وأطفال أفغانستان في خوف دائم من تعرضهم للسجن في معتقلات حركة طالبان التي تسيطر الآن على البلاد، وسط استمرار الانتهاكات وسوء الأحوال المعيشية التي تعصف بمعظم سكان البلاد، طالبان قررت إلقاء القبض على أي متعاطٍ للأفيون في أفغانستان وهم يمثلون ¼ الشعب الأفغاني تقريبا، فبعد عشرات السنوات من قيام طالبان بزراعة الأفيون وتصديره للخارج لتوفير تمويل للحركة والعمليات الإرهابية، أصبح كل متعاطٍ في أفغانستان مهدد بالاعتقال في سجون طالبان دون أمل في الخروج أو العلاج.

ذعر شعبي

ومؤخرًا اقتحم جنديان من طالبان منزلًا بالقرب من قندهار الشهر الماضي، بحثًا عن "فرزانا" السيدة البالغة من العمر 40 عامًا، وأم لثمانية أطفال يشتبه في تعاطيهم المخدرات، وكان نصر الله، زوج فرزانة، اعتقل قبل أسابيع قليلة، لكنه هرب من الحركة وما زال مختبئا منهم، وأكدت صحيفة "جلوبال أند ميل" الهندية، في تقرير لها أن الآلاف من السيدات والأطفال في أفغانستان يخشون بطش حركة طالبان التي تسيطر على الحكم، واعتقالهم بحجج وتهم واهية، مثل إدمان مخدر الأفيون، كما حدث مع فرزانة، حيث التقى الجنود بـ«عثمانية» ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات، تقول «فرزانة»: إن عثمانية أخبرت عناصر طالبان وهي ترتجف أن والدتها ليست بالمنزل ووعدتهم بالإبلاغ عن أمها عند عودتها، تابعت "جلوبال أند ميل"، إن بعض المدمنين الأفغان يخشون السجن، لأنه لن يوفر لهم الأمان ولا العلاج، بالإضافة إلى نبذهم من قِبل بقية أفراد أسرهم وجيرانهم، وتعد حياة فرزانا جزءا من مأساة متصاعدة يعاني فيها معظم الشعب الأفغاني وخصوصا السيدات، في الوقت الذي تكافح فيه أفغانستان الفقر والمجاعة.

هروب إلى الإدمان

وفقاً للأمم المتحدة، فإن أكثر من 10 في المائة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون مدمنون، وفي المقابل برامج العلاج من المخدرات نادرة، ومع هذا يعد إدمان المخدرات مشكلة ليست جديدة في أفغانستان، حيث كانت البلاد أكبر مزارع الأفيون في العالم ومنتج رئيسي للأفيون لمدة 30 عامًا على الأقل، لكن معدلات الإدمان ارتفعت مؤخرا بشكل كبير، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن زيادة عدد المدمنات الأفغانيات بأكثر من 600 في المائة خلال العقد الماضي، حيث تركهن الصراع العسكري الممتد عرضة للقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وهي عوامل خطر شائعة لتطوير اضطرابات تعاطي المخدرات، وبحسب الصحيفة الهندية، منذ دخول حملة طالبان ضد المخدرات حيز التنفيذ، تم القبض على آلاف الرجال الذين يتعاطون المخدرات وسجنهم.