بعد قرار الإفراج عن الرهينة الأمريكي.. كواليس الاتفاق السري بين حماس وترامب

بعد قرار الإفراج عن الرهينة الأمريكي.. كواليس الاتفاق السري بين حماس وترامب

بعد قرار الإفراج عن الرهينة الأمريكي.. كواليس الاتفاق السري بين حماس وترامب
الإفراج عن ألكسندر

في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية معقدة، أعلنت حركة حماس، الأحد، أنها ستفرج عن الرهينة الإسرائيلي-الأميركي إيدان ألكسندر، والذي مضى على احتجازه أكثر من 550 يومًا، في إطار جهود تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وفي هذا السياق وصل ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي إلى إسرائيل بالتزامن مع بدء تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وأضاف الموقع الأمريكي، أن هذه الخطوة، بحسب مصادر مطلعة، لا تقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل تحمل أيضًا دلالات سياسية، حيث يُنظر إليها كبادرة تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعد للقيام بجولة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

تفاصيل الإفراج المرتقب


وأفاد مصدر مطلع، أن المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، أجرى اتصالاً مع والدي الرهينة ألكسندر، وأبلغهم بخطط حماس للإفراج عنه. ومن المتوقع أن يسافر ويتكوف إلى إسرائيل يوم الاثنين تمهيدًا لعملية الإفراج.

ويُعتبر ألكسندر الرهينة الأمريكي الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من بين 59 رهينة محتجزين لدى حماس. 

ووفقًا للمعلومات المتاحة، فإن 21 فقط من هؤلاء الرهائن يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء، في حين أن مصير ثلاثة آخرين غير واضح.
 أما الرهائن الأمريكيون الأربعة الذين لقوا حتفهم فهم إيتاي تشين، وغادي حاغاي، وجودي حاغاي، وعومر نوترة.

وكشف مصدر أمريكي، أن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن، آدام بوهلر، رافق والدي ألكسندر في رحلة إلى إسرائيل لاستعادة ابنهما من قبضة حماس، ومن المتوقع أن يصلوا إلى تل أبيب يوم الثلاثاء. 

وقال المصدر: إن هذا الإفراج جاء بفضل ما وصفه بـ"قوة الرئيس ترامب" وجهود وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ويتكوف.

إسرائيل على علم... لكنها خارج الاتفاق
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا الحكومة الإسرائيلية بنيّة حماس الإفراج عن ألكسندر كبادرة تجاه الولايات المتحدة، دون أي شروط أو مقابل.

وأوضح المصدر، أن واشنطن أبلغت إسرائيل أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لاستئناف المفاوضات بشأن باقي الرهائن، وفقًا للمبادرة الأصلية التي طرحها ويتكوف والتي وافقت عليها تل أبيب سابقاً.

ورغم هذا التحرك، فإن إسرائيل، بحسب سياساتها المعلنة، لن توقف عملياتها العسكرية خلال فترة المفاوضات، وستواصل جهودها العسكرية الهادفة إلى القضاء على حماس.

من هو إيدان ألكسندر؟


يبلغ ألكسندر من العمر حاليًا 21 عامًا، وكان في التاسعة عشرة عندما وقع أسيرًا في السابع من أكتوبر عام 2023. 

نشأ في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وكان قد تطوع للخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وكان يتمركز قرب الحدود مع قطاع غزة وقت وقوع الهجوم.

آخر ظهور لألكسندر كان في مقطع فيديو دعائي نشرته حماس في أبريل الماضي، بحسب ما أفادت به اللجنة اليهودية الأميركية.

ترامب يعلق.. وحماس ترحب بالمفاوضات


في منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: إن الإفراج عن ألكسندر يمثل "خطوة اتُخذت بحسن نية تجاه الولايات المتحدة وجهود الوسطاء – قطر ومصر – لإنهاء هذه الحرب الوحشية وإعادة جميع الرهائن الأحياء ورفات القتلى إلى ذويهم".
 
وأشار ترامب، أن حماس تشترط أن تكون أي صفقة شاملة، بحيث تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب في غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تصر على اتفاق جزئي يتضمن فقط وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.

وأضاف ترامب، أن هذه الخطوة قد تكون "بداية النهاية لهذا الصراع الوحشي".

ومن جهتها، أصدرت حماس بيانًا أكدت فيه استعدادها الفوري للدخول في مفاوضات مكثفة وجادة للتوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الحرب، ويؤدي إلى تبادل متفق عليه للأسرى، إلى جانب صيغة حكم في غزة يشرف عليها أفراد مهنيون ومستقلون.

دور الوسطاء الدوليين


أشادت كل من قطر ومصر بهذه الخطوة، ووصفتاها بأنها مشجعة وتدفع بالأطراف نحو العودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق.

وأكد البيان المشترك، أن هناك حاجة ملحّة لإنهاء الحرب في غزة لتفادي المزيد من الكوارث الإنسانية، والدفع نحو سلام شامل وعادل ومستدام في المنطقة.

كواليس دبلوماسية واتصالات سرية


في الوقت نفسه، ذكرت مصادر مطلعة أن ويتكوف كان يتواجد في سلطنة عُمان قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، حيث أجرى الأحد محادثات مع مسؤولين إيرانيين، ضمن جولة دبلوماسية شملت أيضاً اتصالات مع قطر ومصر وحماس خلال الأيام الأخيرة، في إطار جهود تهدف للتوصل إلى اتفاق في غزة ومناقشة إمكانية سلام أوسع في المنطقة.
وأوضحت المصادر، أن إسرائيل لم تكن طرفًا مباشرًا في هذا التفاهم، بل علمت به عبر أجهزة الاستخبارات التي ترصد تحركات حماس. 

وأشارت، أنه بموجب الاتفاق، لن يُطلب من إسرائيل إطلاق سراح أي أسرى فلسطينيين مقابل ألكسندر، لكنها ستكون مطالبة بالموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار ووقف طلعات الطائرات المسيّرة فوق غزة لفترة معينة تتيح الإفراج الآمن عن الرهينة.

نتنياهو: أيام حاسمة


خلال جلسة مغلقة للجنة العلاقات الخارجية والأمن في الكنيست، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو :إن البلاد تمر بـ"أيام حاسمة"، بحسب ما نقله شهود حضروا الجلسة.

وأشار مصدر مطلع، أن البيت الأبيض يبذل جهودًا مكثفة لدفع المفاوضات نحو اتفاق جديد بشأن غزة قبل وصول ترامب إلى المنطقة.

 وتعتبر إسرائيل نهاية زيارة ترامب مهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار، مهددة في حال فشل المفاوضات بشن عملية عسكرية كبرى لتدمير واحتلال قطاع غزة وإفراغه من سكانه.

وقد تم إطلاع ترامب ونتنياهو على تفاصيل الاتفاق بشكل كامل من قبل المبعوث ويتكوف.