عبئًا إستراتيجيًا.. كيف تؤثر الحرب الإسرائيلية في غزة على أميركا؟

تؤثر الحرب الإسرائيلية في غزة على أميركا

عبئًا إستراتيجيًا.. كيف تؤثر الحرب الإسرائيلية في غزة على أميركا؟
جو بايدن

أكثر من شهر يمر على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل وضع الولايات المتحدة في أزمات كبرى، في ظل وصول بايدن لإسرائيل ووضع رسائل كبرى مفادها أن أميركا لن تتخلى عن إسرائيل في حربها ضد حركة حماس. 

الإدارة الأميركية مدت إسرائيل بالأسلحة والمال خلال الشهر في الحرب، مع محاولات كبرى عن قبول إسرائيل لهدنة إنسانية وهي التي ترفضها إسرائيل نظراً لتخوفها من دعم حماس وإعادة تنظيمها خلال الهدنة. 

بايدن يواجه سخطاً بسبب قتل المدنيين

وتعاني الولايات المتحدة من دعم أوكرانيا وكذلك دعم إسرائيل في آن واحد، كذلك محاولات مستميتة لإخراج المواطنين الأميركان من داخل قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وهو ما تربطه مصر بوقف إطلاق النيران الإسرائيلية وإدخال المساعدات بكثرة لقطاع غزة. 

ويواجه الرئيس جو بايدن ذاته ضغوطا متزايدة في الداخل والخارج لإجبار إسرائيل على اتخاذ خطوات لتقليل الضرر تجاه المدنيين، حيث يرى معظم المواطنين داخل أميركا أن بايدن وإسرائيل عليهم وقف القصف الذي أدى إلى قتل أكثر من 10000 شخص أغلبهم من النساء والأطفال.

والكثير في الداخل الأميركي وخارجه باتوا ينظرون للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بأنها تمثل "عبئًا إستراتيجياً"، بالنظر لتداعياتها على مستقبل الأمن في الولايات المتحدة وأوروبا بشكل عام مع تنامي الغضب من تزايد عدد القتلى في غزة. 

تزايد الميليشيات في منطقة الشرق الأوسط يؤرق واشنطن 
الاهتمام الأميركي بشأن أوكرانيا بدأ ينخفض وهو ما يضع الكل في أزمة كبرى أمام أوروبا التي تسعى لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، كما ان أميركا تواجه أيضا تزايد الزخم لدى الميليشيات في الشرق الأوسط.

وبدت الانتقادات تعلو ضد تعامل الإدارة الأميركية مع الصراع في الشرق الأوسط، ويبدو ذلك من التعليقات المعارضة للسياسات الأميركية وكذلك بعض المظاهرات المؤيدة لفلسطين في عدد من المقاطعات، إضافة للانتقادات الداخلية في الإدارة ذاتها وعبرت عنها الاستقالة التي تقدم بها مسؤول بارز في الخارجية الأميركية.

ومع ذلك هناك محاولات لإعادة دعم إسرائيل، وتوجيه الاهتمام لدعم أوكرانيا، خاصة أن اجتماعات مجلس الشيوخ الماضية شهدت إثارة لقضية تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، والنظر للنتائج التي حققتها كييف في حربها الممتدة مع موسكو، في ظل عدم وجود تقدم عسكري لافت.

وكذلك التخوف من استغلال الصين للانشغال الأميركي والأوروبي بالشرق الأوسط، في التحرك تجاه تايوان، وهذه نية معلنة لدى الصينيين الذي يرغبون في السيطرة الكاملة على الجزيرة، وبالتالي جرى دق ناقوس الخطر بشأن تلك النوايا في الداخل الأميركي.

ويقول الباحث السياسي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الولايات المتحدة قوة كبرى يمكنها التعامل مع العديد من الصراعات الكبرى في وقت واحد، ولكن بعدما تم فتح أكثر من جبهة فذلك يؤثر بشدة على الإستراتيجية الخاصة بها، كما أن الوضع الراهن يخلق فرصة للصين لدخول المنطقة وتوسيع عملياتها في بحر الصين الجنوبي ومنح الدعم لإيران ووكلائها، وكذلك روسيا تستغل الوضع في الحرب وبالتالي أميركا تحاول إنهاء حرب قطاع غزة بشكل سريع. 

وأضاف غباشي في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن إسرائيل ومعها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يضغطون على إدارة بايدن بقوة وبالتالي، سيكون هناك تقصير أميركي ملحوظ تجاه الموقف في أوكرانيا، وملف الصين وكذلك ملف إفريقيا المشتعل حالياً، والداخل الأميركي الذي بدأ بمطالبات وقف الحرب في غزة لحماية المدنيين.