سباق بين الدبابات والمفاوضات.. واشنطن تطلب التأجيل وتل أبيب تستعد للاجتياح البري في غزة

سباق بين الدبابات والمفاوضات.. واشنطن تطلب التأجيل وتل أبيب تستعد للاجتياح البري في غزة

سباق بين الدبابات والمفاوضات.. واشنطن تطلب التأجيل وتل أبيب تستعد للاجتياح البري في غزة
حرب غزة

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلاً عن مصدرين مطلعين على مجريات الاتصالات، أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل في الأيام الأخيرة تأجيل تنفيذ عمليتها العسكرية البرية الشاملة في قطاع غزة، في إطار مساعٍ تهدف إلى استنفاد المسار التفاوضي الخاص بصفقة تبادل الرهائن.

وأكدت المصادر، أن الطلب الأمريكي تضمّن عنصرين أساسيين؛ أولهما يتمثل في تأجيل إطلاق العملية البرية واسعة النطاق داخل قطاع غزة، والثاني هو تمكين المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل المحتجزين من التقدم بالتوازي مع التحركات العسكرية الإسرائيلية.

موقف إسرائيلي متشدد


ورغم أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة في مناطق متعددة من قطاع غزة، فإن المسؤولين في القدس شددوا على أنه في حال انطلاق العملية البرية الشاملة، فإن إسرائيل لن تنسحب من أي منطقة تدخلها، حتى وإن جرى التوصل إلى اتفاق محتمل بشأن صفقة التبادل.

ويعني هذا أن إمكانية وقف إطلاق النار كجزء من أي اتفاق ستصبح أكثر تعقيدًا، وقد تضع عراقيل جديدة أمام نجاح أي مسار تفاوضي مستقبلي.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل أيام: "بمجرد أن تبدأ المناورة البرية، سنتحرك بكامل قوتنا، ولن نتوقف حتى نحقق جميع الأهداف المرسومة"، في تأكيدٍ على تشدد المؤسسة الأمنية في تل أبيب إزاء خيار الحسم العسكري الشامل، ورفض العودة إلى الوراء تحت أي ضغوط.

نتنياهو يبدي مرونة مشروطة 


ورغم استمرار العمليات العسكرية والتصريحات الإسرائيلية المتشددة، فإن الإدارة الأمريكية واصلت مطالبتها لتل أبيب بإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الرهائن. 

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي: إن حكومته مستعدة لقبول وقف مؤقت لإطلاق النار، إذا ما توفرت فرصة لاستعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على رغبة إسرائيلية حذرة في فتح نافذة تفاوضية قصيرة الأمد، دون التزام بوقف دائم للقتال.

تعقيدات تفاوضية في الدوحة وعودة الوفد الإسرائيلي

وفي تطور متصل، قررت الحكومة الإسرائيلية استدعاء وفدها التفاوضي من العاصمة القطرية الدوحة، يوم الخميس الماضي، بعد أن تمسكت حركة حماس بضرورة الحصول على ضمانات أمريكية مكتوبة لإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق يتم التوصل إليه. 

وأثار هذا الشرط غضب القيادة الإسرائيلية التي رأت فيه تعطيلاً مقصودًا للعملية التفاوضية، وأدى إلى انسحاب الوفد من المفاوضات.

وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن الاتفاق الوحيد المطروح حاليًا هو ما يُعرف باسم إطار ويتكوف، والذي يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا. 

غير أن أحد المصادر الإسرائيلية صرح للصحيفة قبل أيام قليلة، أن *المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود*، في إشارة إلى عدم وجود تقدم ملموس على الأرض، رغم الوساطات المتعددة.

الإدارة الأمريكية تواصل جهودها عبر قنوات خلفية

ورغم انسحاب الوفد الإسرائيلي من قطر وتراجع الزخم التفاوضي العلني، تواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها الدبلوماسية غير المباشرة مع حركة حماس، من خلال الدكتور بشارة بحبح، الذي سبق أن قاد حملة "العرب الأمريكيون من أجل ترامب". 

ويعمل بحبح كمبعوث غير رسمي في هذا الملف، ضمن محاولة أمريكية أخيرة للحفاظ على نافذة الاتصال قائمة، وتقليص احتمالات الانفجار الإقليمي في حال فشلت كل مساعي التهدئة.

وتأتي هذه التحركات الأمريكية وسط مخاوف متزايدة من تداعيات العملية البرية الإسرائيلية الواسعة في غزة، وما قد تسببه من خسائر بشرية هائلة، وانهيار شامل للمفاوضات، وهو ما ينذر بانفجار الصراع في ساحات إقليمية أخرى، كلبنان وسوريا وربما إيران.