غواصة نووية ومتابعة من داخل المستشفى.. كواليس الضربات الأميركية البريطانية للحوثيين

غواصة نووية ومتابعة من داخل المستشفى لضرب الحوثي

غواصة نووية ومتابعة من داخل المستشفى.. كواليس الضربات الأميركية البريطانية للحوثيين
صورة أرشيفية

بعد تحذيرات متكررة، قامت القوات الأميركية والبريطانية بتنفيذ التهديدات بالانتقام من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بسبب هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وفي وقت متأخر من ليلة الجمعة، أطلقوا صواريخ وقنابل على أهداف في اليمن من الجو والبحر، هذا ما نعرفه عن الأسلحة والمعدات العسكرية التي استخدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.

صواريخ "توماهوك"

صواريخ توماهوك الهجومية الأرضية (TLAM) التابعة للبحرية الأميركية هي صواريخ كروز تحلق على ارتفاع منخفض قادرة على حمل رأس حربي تقليدي يبلغ وزنه 1000 رطل لمئات الأميال على اليابسة.

يتم إطلاق صواريخ توماهوك من فوق سطح البحر أو من الغواصات، وتُحلق بسرعات دون سرعة الصوت على طرق "ملتوية" أو غير مستقيمة، ويمكنها التغلب على أنظمة الدفاع الجوي، وفقًا لوثيقة مواصفات تابعة للبحرية الأميركية.

وجاء في الوثيقة أن صواريخ توماهوك تتميز بالدقة العالية، وبما أنها موجهة بنظام تحديد المواقع (GPS)، فيمكنها تغيير الأهداف أو المسارات بعد الإطلاق حسب الحاجة.

وأشارت الوثيقة إلى أن "الصاروخ قادر على التجول فوق منطقة الهدف من أجل الاستجابة للأهداف الناشئة أو توفير معلومات عن أضرار المعركة للقادة المقاتلين عبر الكاميرا المثبتة عليه"، كما تقول الوثيقة.

واستخدمت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك لأول مرة في القتال في عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء ضد قوات الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، وقد استخدمت في العديد من الصراعات الأخرى منذ ذلك الحين.

غواصة نووية

غواصة USS Florida واحدة من أربع غواصات صواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية في أسطول البحرية الأميركية.

في الأصل، كانت USS Florida غواصة للصواريخ الباليستية من فئة أوهايو – تحمل رؤوسًا حربية نووية - وتم تحويلها إلى جانب شقيقاتها من الغواصات: USS Ohio وUSS Michigan و USS Georgia، إلى غواصات صواريخ موجهة بين عامي 2005 و2007، وفقًا لورقة حقائق تابعة للبحرية.

يسمح الحجم والقوة الكبيران للغواصة نسبيًا بحمل 154 صاروخ توماهوك، أي أكثر بنسبة 50% من مجموعة مدمرات الصواريخ الموجهة الأميركية وما يقرب من أربعة أضعاف عدد ما تحمله الغواصات الهجومية الأحدث للبحرية الأميركية.

يتم تشغيل فلوريدا بواسطة مفاعل نووي يوفر البخار لاثنين من التوربينات التي تدير مروحة الغواصة. تصف البحرية نطاق عملها تحت سطح البحر بأنه "غير محدود"، حيث إن قدرتها على البقاء تحت الماء مقيدة فقط بالحاجة إلى تجديد الإمدادات الغذائية لطاقمها.

قال البنتاغون: إنه بالإضافة إلى "فلوريدا"، أطلقت السفن الأميركية فوق سطح البحر أيضا صواريخ توماهوك ضد الحوثيين.

العمود الفقري لأسطول البحرية الأميركية هو المدمرات ذات الصواريخ الموجهة من طراز Arleigh Burke، في ظل وجود 70 منها في الخدمة.

وتقوم المدمرات بحمل صواريخ توماهوك مع نظام إطلاقها الرأسي (VLS)، حيث تحتوي كل مدمرة على 90 إلى 96 خلية VLS، اعتمادًا على متى تم بناؤها.

ولم يذكر البنتاغون أيّ المدمرات شاركت في الهجمات على اليمن، ولكن العديد من السفن الحربية كانت في البحر الأحمر في الشهرين الماضيين تدافع عن السفن التجارية ضد هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية.

مقاتلات Typhoon البريطانية

الطائرات ذات الطيار الواحد وذات المحرك المزدوج هي الدعامة الأساسية لأسطول الطيران البريطاني.

تطير هذه المقاتلات بسرعات تصل إلى 1.8 ماخ ويصل ارتفاعها إلى 55000 قدم، وفقًا لوثيقة مواصفات لسلاح الجو الملكي.

تم تطويرها من قِبَل اتحاد من شركات الدفاع لتزويد العديد من دول حلف شمال الأطلسي بمقاتلة متعددة الأدوار، وهي أيضًا منصات أسلحة قوية، قادرة على حمل مجموعة من الصواريخ "الجو-جو" و"الجو-أرض" بالإضافة إلى قنابل موجهة بدقة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية: إن المقاتلات الأربع التي شاركت في الهجوم على أهداف للحوثيين حملت ذخائر "بيفواي 4" وقنابل برؤوس حربية تزن 500 رطل.

وتحتوي ذخائر Paveway IV على زعانف ذيل تساعد في توجيهها إلى هدفها بناءً على الاتجاهات التي تتلقاها إما من إشارات الليزر أو من خلال إحداثيات GPS التي يتم إرسالها إليه.

وتم دعم طائرات "تايفون" البريطانية بواسطة ناقلة التزود بالوقود الجوي "فوييجر" والتي تسمح للطائرات بالتحليق لمسافات أطول.

ولم تذكر وزارة الدفاع البريطانية من أين أقلعت الطائرات، لكن لقطات الفيديو التي نشرها وزير الدفاع غرانت شابز أظهرت أن المقاتلات أقلعت في الليل من مدرج أرضي على اليابسة.

أسباب الهجوم المفاجئ

وكشفت مصادر، لشبكة "سي إن إن" الأميركية، الجمعة، الأسباب التي دفعت القوات الأميركية والبريطانية إلى شن ضربات تستهدف مواقع للحوثيين في اليمن.

وقال مسؤول أميركي كبير: إن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر يوم الثلاثاء كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعطى الضوء الأخضر للمضي قدما في تنفيذ الضربات، على الرغم من أن الاستعدادات كانت مستمرة منذ بعض الوقت.

وأسقطت البحرية الأميركية، الثلاثاء، 21 صاروخا وطائرة مسيّرة تابعة للحوثيين انطلقت من اليمن، بحسب بيان للقيادة المركزية الأميركية، في واحدة من أكبر هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة.

وذكر المسؤول أن السفن الأميركية كانت من بين أهداف هجوم يوم الثلاثاء.

وقالت القيادة المركزية الأميركية: إنه لم تلحق أي أضرار بالسفن ولم تقع إصابات نتيجة الهجوم الضخم بالمسيّرات والصواريخ.

متابعة من داخل المشفى 

وكشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بشن الضربات من المستشفى وتابعها عبر الاتصالات الآمنة، حيث شارك في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القيادة المركزية الأميركية لمراقبة الهجوم "المعقد".

لن تكون الأخيرة 

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: إن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على مواقع الحوثيين قد لا تكون الإجراء الأخير الذي تم اتخاذه ضد الجماعة المدعومة من إيران؛ ما يشير إلى أنه قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الناس والتجارة في البحر الأحمر، وأضاف: "قد لا تكون هذه الكلمة الأخيرة، وعندما يكون لدينا المزيد لنقوله ونفعله، سوف تسمعون منا".

تعهدات أميركية 

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان "بعدم التردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية حسب الضرورة"، وتابع: "هذه الضربات رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الطرق التجارية الأكثر أهمية في العالم".

قال بايدن، الجمعة، إن الضربات الأميركية والبريطانية ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن هي "رد مباشر على هجماتهم غير المسبوقة ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر".

وذكر أن "القوات الأميركية بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا نفذت هذه الضربات الناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر".

ومع ذلك، فإن الخطوات التي وجهها بايدن يوم الخميس -والتي جاءت بعد سلسلة من الاجتماعات مع فريق الأمن القومي الخاص به لمناقشة قائمة الأهداف وتحسينها- كانت تهدف إلى تدمير مواقع الحوثيين بشكل كبير.

وفي بريطانيا، قالت القوات الجوية الملكية: إنها نفذت ضربات ضد منشأتين للحوثيين خلال عمليات مشتركة في جنوب البحر الأحمر، حيث استخدمت 4 طائرات من طراز Typhoon FGR4 ، مدعومة بناقلة للتزود بالوقود الجوي من طراز Voyager، وقنابل موجهة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أن الأهداف التي تم ضربها تشمل عدة مبانٍ تستخدم لإطلاق طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار.

توعد حوثي

وقالت الوزارة: "تم شن ضربة منسقة بعناية للحد من قدرة الحوثيين على انتهاك القانون الدولي"، وأضافت أنه يجري تقييم النتائج التفصيلية للضربات، لكن المؤشرات المبكرة تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تعرضت لضربة.

وفي المقابل، أعلن القيادي البارز في جماعة الحوثيين، عبد السلام جحاف، في بيان، شن "هجمات انتقامية" على السفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر؛ رداً على الهجوم.