هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.. بوق أردوغان لنشر الإرهاب في إفريقيا

هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.. بوق أردوغان لنشر الإرهاب في إفريقيا

تحت غطاء الإنسانية والحريات والإسلام، بسط من خلالها يده للسيطرة عليها وتحويلها لغطاء رسمي من أجل نشر الإرهاب والفوضى والتطرف والفساد، والمتاجرة بويلات الشعوب وأزماتهم، فلم يخجل الترويج بذلك لمصالحه والاستعانة بالاسم الذي ينتظره المحتاجون حول العالم، ولكنه فاقم الأمر لصالحه.

هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات.. واحدة من الجهات التركية التي يسيطر عليها الرئيس رجب طيب أردوغان، من أجل مصالحه ونشر التطرف والإرهاب بمختلف أنحاء العالم، لاسيَّما قارة إفريقيا، التي يتمزق شعبها بين عدة أزمات ومشاكل.

ما هي هيئة الإغاثة؟

عبر موقعها الرسمي، زيفت حقيقتها، حيث تزعم أنها مؤسسة غير حكومية دولية تنشط في مجال الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والدبلوماسية الإنسانية في أكثر من 100 دولة.

تأسست IHH في إسطنبول عام 1992 بهدف جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية وتقديمها لضحايا حرب البوسنة المسلمين، واستمرت بعدها في ممارسة نشاطاتها في مناطق الأزمات والصراعات مثل الشيشان وفلسطين وكوسوفا وسوريا، حيث تدعي تقديم المساعدات الغذائية والتعليم والصحة وإنشاء المشاريع التنمية المستدامة مثل بناء دور رعاية الأيتام والمدارس والمشافي والجوامع والمراكز الثقافية وحفر الآبار المائية.

دور خفي 

ورغم تلك الهالة المزيفة خلف الهيئة التي تزعم الإنسانية، لكنها في الحقيقة تمارس دورًا خفيًّا، لصالح أردوغان، حيث تقدم الدعم للجماعات الإرهابية، وعلى رأسهم القاعدة وداعش، بجانب تجنيد بعض أعضائها، وإرسالهم إلى مناطق النزاع كالبوسنة وسوريا لاكتساب الخبرة القتالية.

وتم الكشف عن ذلك الدور الفاسد، في عام 2003، حينها أدلى القاضي الفرنسي جان لوي بروجيير، بشهادة أمام محكمة أميركية كشف فيها دور الهيئة في مؤامرة القنبلة الألفية، التي استهدفت مطار لوس أنجلوس الدولي بتدبير من القاعدة، مؤكداً أن "الإغاثة التركية" عملت على تجنيد إرهابيين، وتزوير وثائق، ونقل أسلحة للمتطرفين.

وبعد عدة أعوام، تم الكشف من جديد عن ذلك الدور الإرهابي، حيث إنه في يناير 2014، وجهت لها اتهامات بتهريب أموال ومعدات طبية وأسلحة إلى إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة في سوريا، تحت ستار تقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة لإخفاء عمليات شحن غير قانونية إلى الإرهابيين، لكنه سرعان ما بادر أردوغان وبحماية ذراعه الإرهابية وأسقط عنها جميع التهم عقب مسرحية الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.

الإرهاب في إفريقيا

مارست أيضًا الهيئة المزعومة دورًا فاسدًا آخر في القارة السمراء، تم الكشف عنه في يناير 2019، حيث كشفت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية، عن دعم الاستخبارات التركية أحد أفراد تنظيم القاعدة في سوريا، الذي كان حلقة الوصل بين أنقرة وحركة الشباب الصومالية الإرهابية، وهو إبراهيم شين، بتدبير من هيئة الإغاثة التركية وتحت غطائها، حيث تمكن من نقل 600 ألف دولار إلى حركة الشباب الصومالية عام 2012.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الهيئة بمثابة حزام ناقل لوجهات النظر الراديكالية التي تروج لها الجماعات الجهادية المسلحة.

وفي الوقت نفسه، ترتبط الهيئة بعلاقات وثيقة مع النظام الإيراني، حيث لعبت دورًا مهمًّا في الإفراج عن رهائن إيرانيين احتجزوا من قِبَل الجماعات المسلحة بسوريا منذ العام 2011، حيث كانت وسيطًا مع الجماعات المسلحة في سوريا للإفراج عن 48 إيرانيًّا، كان من بينهم عناصر من الحرس الثوري.