هل تنجح الضغوط العربية على أميركا لتقليل الدعم لإسرائيل؟

تسعي الدول العربية إلى الضغط علي أميركا لتقليل الدعم لإسرائيل

هل تنجح الضغوط العربية على أميركا لتقليل الدعم لإسرائيل؟
صورة أرشيفية

قمة عربية كانت مليئة بالضغوطات العربية تجاه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لوقف الحرب ونزيف الدماء لما يحدث داخل قطاع غزة، ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي وما تلاها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة أعلنت الولايات المتحدة الأميركية بشكل واضح دعم إسرائيل بالأسلحة لمواجهة حركة حماس.

ومؤخراً اعترف البنتاجون بوجود طائرات مسيّرة فوق قطاع غزة، بجانب دعم مالي وبالأسلحة لإسرائيل في المواجهة، وهو ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، بدعم إسرائيل عبر زيارة رسمية في بداية الأحداث.

قمة الرياض وضغط وقف المساعدات

وخلال قمة عربية غير عادية تستضيفها الرياض في 11 نوفمبر قدمت دول عربية 5 مطالب موحدة إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تتعلق بوقف فوري لإطلاق النار، وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وإنهاء التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة.

ويعاني قطاع غزة من زيادة في الأزمات إثر قصف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات وسيارات الإسعاف، وهو ما دعا مصر لمنع دخول سيارات الإسعاف وربطها بخروج العالقين من ذوي الجنسية الأخرى من معبر رفح.

ولكن حتى الآن الفجوة لا تزال كبيرة بين الموقف العربي والانحياز الأميركي الصارخ لإسرائيل، في ظل أنه يتم التجاوب مع الضغط العربي بشكل نسبي فيما يتعلق بزيادة وتيرة المساعدات المقدمة إلى غزة.

قمة عمان الأخيرة 

وخلال قمة عربية مع وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الأميركي، استمع بلينكن إلى المطالب العربية، وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الاجتماع الوزاري العربي - الأميركي عكس مواقف متباينة بشأن ما يجب فعله لإنهاء الكارثة، لكنه أشار إلى نقاط التقاء شملت ضرورة إيصال الدعم الإنساني الكافي والفوري والمستدام لغزة.

وكان وزراء الخارجية العرب المشاركون في الاجتماع، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عقدوا اجتماعاً تنسيقياً قبيل لقائهم مع بلينكن، في سياق جهودهم الرامية للتوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وما تسببه من كارثة إنسانية.

ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب: إن أهمية اجتماع عمّان عكس موقفاً عربياً موحداً من التعامل مع القضية، وقدم إلى الولايات المتحدة نظرة الوطن العربي تجاه القضية الفلسطينية، وكذلك دعم دخول المساعدات لقطاع غزة ووقف إطلاق النار ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة.

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أنه منذ بداية الأزمة وتقوم الولايات المتحدة الأميركية بدعم إسرائيل، وكذلك يدير الحرب من داخل إسرائيل مجموعة من مستشاري الجيش الأميركي، ولا بد من ضغط لوقف ذلك ويوماً بعد يوم يظهر للعالم من الجاني في إبادة شعب بأكمله.

بينما يرى الباحث السياسي سلمان شيب أن قمة الرياض هي بلورة واضحة لدور مجلس جامعة الدول العربية، واجتماع عمّان بالإشارة إلى اعتزام المشاركين عرض موقف عربي موحد لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة يؤكد على أهمية التماسك العربي، والموقف الموحد في مواجهة الانحياز الغربي لإسرائيل.

وأضاف شيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي، يؤكد أن هناك إصراراً من قِبَل الجيش الإسرائيلي على ارتكاب الجرائم في حق المدنيين، بدعم أميركي وما تقوم به الولايات المتحدة هو دعم متواصل حتى الآن.