هل إسقاط حكومة "دياب" يمثل انهيار "حزب الله"؟

هل إسقاط حكومة
صورة أرشيفية

خسر "حزب الله" الكثير من أوراقه التي تمكنه من التوغل في الحياة السياسية اللبنانية، سواء عبر التظاهرات الشعبية التي تطالب بنزع السلاح من الحزب وإقصائه عن الحياة السياسية التي كان سببًا رئيسيًا في فسادها، أو من خلال إسقاط حكومة الدكتور "حسان دياب"، التي جاءت بدعم وموالاة للحزب.
 
كارثة مرفأ بيروت تسطر نهاية "حزب الله"


انفجار مرفأ بيروت كان آخِر النتائج الكارثية لسيطرة "حزب الله" على لبنان نتيجة التخزين طويل الأمد  لمادة «نترات الأمونيوم» التي تدخل في صناعة المتفجرات؛ ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 160 شخصًا، وإصابة أكثر من ستة آلاف، فضلًا عن خروج اللبنانيين في مظاهرات حاشدة للمطالبة بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة؛ ما دفع بالحكومة اللبنانية في 10 أغسطس 2020، لتقديم استقالتها رسميًّا، وأتت هذه الاستقالة الرسمية بعد أن تقدم 3 وزراء من الحكومة (المالية، والإعلام، والعدل)، باستقالتهم اعتراضًا على ما وقع في مرفأ بيروت.
 
محاولة عرقلة الاستقالة


حاول "حزب الله" عرقلة استقالة الحكومة هذه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وتلك المحاولات نظرًا لكون حكومة "دياب" كانت داعمة للحزب عقب استقالة حكومة "سعد الحريري" في أكتوبر 2019، وظهر ذلك واضحًا في تلميحات "دياب" عند الإعلان عن استقالة الحكومة؛ حيث أشار أن حكومته بذلت جهودًا عدة من أجل حل مشاكل لبنان، إلا أن هناك طبقة سياسية حاكمة  تريد الاحتفاظ بقدرتها على التحكم بالدولة، ولذلك قدمت الحكومة استقالتها لتقف بجانب الشعب اللبناني في مطلبه الخاص بمحاسبة المسؤولين عن كارثة مرفأ بيروت، وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام اللبنانية.

وما سبق، يدل أن «حزب الله» بات وحيدًا على الساحة اللبنانية؛ ما دفع بالنظام الإيراني الداعم له إلى محاولة الدفاع عن ميليشياته اللبنانية باعتبار أنها المتهم الأبرز في التسبب بشكل أو بآخر في كارثة بيروت، ولذلك أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عباس موسوي»، في تصريح له 10 أغسطس 2020،  أنه يجب عدم استغلال حادثة انفجار مرفأ بيروت كذريعة لأهداف سياسية، بل وطالب واشنطن برفع العقوبات الأميركية عن «حزب الله» المصنف كجماعة إرهابية.
 
سقوط سياسي وضربة قاسمة


أكد المحلل السياسي والصحفي اللبناني "فادي عاكوم"، أن سقوط حكومة "دياب" يعتبر سقوطًا سياسيًا، وضربة قوية لـ"حزب الله"، قائلاً: "كون هذه الحكومة تشكلت من قِبل حزب الله نفسه ومن قِبل حلفائه، وبالتالي كان من المفترض أن تبقى هذه الحكومة لأطول فترة ممكنة، ليتخطى حزب الله هذه الفترة التي تعتبر صعبة له في ظل التضييقات والضغوط الدولية عليه وعلى سلاحه".


تابع "عاكوم" في تصريحات لـ"العرب مباشر": "بالتالي حاول حزب الله الإبقاء على الحكومة ولكن غضب الشارع وتصاعد المطالبات الدولية بوجود حكومة لبنانية تضم جميع الأطياف السياسية أدى إلى إسقاطها"، مشددا أن هذا الأمر يعتبر فشلاً سياسيًا لحزب الله الذي يحاول الاستئثار بالمشهد السياسي في لبنان، ودليلاً أن لبنان لا يمكن حكمه من قِبل فريق واحد .

أردف: "إن الأحداث أثبتت أن طريقة "حزب الله" هذه فاشلة ليست فقط بالنسبة له بل بالنسبة للبنان كدولة بشكل عامّ، علمًا بأن الضغوطات التي أدت إلى إسقاط الحكومة تلوح للفرقاء السياسيين المعارضين لحزب الله، خاصة القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، بتقديم الاستقالات إذا ما بقيت هذه الحكومة أي إسقاط المجلس النيابي وبالتالي إسقاط الحكومة معه، ضغطًا على حزب الله وحلفائه لإسقاط الحكومة حتى لا تنهار البلاد وينهار الاقتصاد".