نموذج في التضامن.. الإمارات ترسل مساعدات طبية للصومال لمواجهة كورونا

نموذج في التضامن.. الإمارات ترسل مساعدات طبية للصومال لمواجهة كورونا
صورة أرشيفية

في ظل الأزمة الحالية التي تعصف بالعالم أجمع، حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على مد يد العون لمختلف الدول من أجل مساعدتها ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لتضرب مثالاً يحتذى به في الإنسانية والدعم الدولي بشكل غير مسبوق.

مساعدات للصومال

وفي آخر تلك المظاهر الإنسانية، وصلت منذ قليل، طائرة مساعدات طبية ووقائية إماراتية إلى الصومال لدعمها في مواجهة فيروس كورونا، فضلت عن مساعدة أبوظبي اللوجيستية أيضاً في نقل مساعدات منظمة الصحة العالمية للصومال.

وأرسلت الإمارات للصومال 7 أطنان من المساعدات من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية، بالإضافة إلى 20 طناً من المساعدات للصحة العالمية.

مهمة إنسانية عاجلة

وفي هذا الإطار، أكد محمد أحمد عثمان الحمادي، سفير الإمارات في الصومال، أن أبوظبي تضع على عاتقها مهمة إنسانية عاجلة، وهي تقديم كل ما في وسعها لتوفير جميع أشكال الدعم لتعزيز الجهود العالمية في الحد من انتشار "كوفيد-19".

وتابع الحمادي أن الإمارات أرسلت عدة مساعدات طبية عاجلة لعدة دول منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن دعمها للمنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة، على رأسها منظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى أنه بفضل القدرات اللوجيستية الكبيرة لدى الإمارات في النقل الجوي تمكنت من نقل المعدات والأجهزة الطبية وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة بشكل عاجل لآلاف العاملين في القطاع الطبي وتوفير ما يلزمهم لممارسة عملهم في علاج المرضى من الفيروس.

تطاولات حكومة فرماجو

تأتي تلك المساعدات الإماراتية للشعب الصومالي، في وقت مهم، حيث تؤكد عدم تخليها عن الشعب الإفريقي الفقير الذي يعاني من عدة أزمات متلاحقة، رغم تطاولات حكومة فرماجو السابقة المتعددة ضد قيادة أبوظبي.

ومنذ تولي الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، الحكم في 2016، ارتمى في أحضان الإرهاب والإخوان وتركيا وقطر، الذين خربوا علاقات الصومال مع أكبر الدول المساعدة لشعبه وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل أزمة المقاطعة العربية.

وأسهمت قطر في توطيد الخلاف والصراع بين الصومال والإمارات؛ ما دفع مقديشو لإنهاء برنامجاً إماراتياً لتدريب مئات الجنود، ومصادرة طائرة مساعدات إماراتية لصالح تركيا، حيث تسعى الدوحة للسيطرة على إدارة ميناء ومطار مقديشو الذي يدر أرباحا بملايين الدولارات سنوياً، وتطويعه لمشروعها الإرهابي.

تضامن أبوظبي مع مقديشو

ورغم ذلك، إلا أن الإمارات اضطلعت بدور إنساني بالغ الأهمية وعالمي ضخم، لاسيَّما للصومال التي تعاني من حروب أهلية ومجاعات وتدهور اقتصادي، حيث إنها منذ عام 2010، بلغ إجمالي المساعدات لمقديشو 1.2 مليار درهم، استفاد منها أكثر من 1.2 مليون شخص خاصة من فئة النساء والأطفال الأكثر احتياجاً، حيث كانت منحاً لا ترد، وتبلغ أكثر من نصفها مساعدات تنموية بنسبة 58.3% بقيمة 695 مليون درهم.

وقدمت تلك المساعدات لأجل 14 قطاعاً رئيسياً، وأكثر من 30 قطاعاً فرعياً منها معونات السلع المختلفة بقيمة 276 مليون درهم، و214 مليون درهم لدعم البرامج العامة، و132 مليون درهم إلى قطاع التعليم، بالإضافة للقطاع الصحي 59 مليون درهم، و249 مليون درهم لقطاع الخدمات الاجتماعية، و160 مليون درهم لخدمات المياه والصحة العامة، ونال قطاع السياسات السكانية والصحة الإنجابية 76 مليون درهم.

كورونا في الصومال

وتشهد الصومال تفشياً لفيروس كورونا بها، عززه ضعف هيكلها الصحي وعدم قدرتها على علاج "كوفيد-19"، حيث بلغت نسبة الإصابات في البلد الإفريقي 50 حالة، فضلاً عن تسجيل حالت وفاة، في أقل من أسبوع.

مساعدات الإمارات

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تبادر فيها الإمارات بتقديم يد العون لغيرها من الدول، حتى المختلفين معها، حيث سبق أن أرسلت إلى إيران 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى إيران، لمساعدة نحو 15 ألف شخص وعامل في مجال الرعاية الصحية في إيران.

وتحتوي تلك المساعدات على أدوات تشخيص مختبري سوف تستخدم في فحص آلاف الأشخاص وستدعم جهود السيطرة على الفيروس.

وتقدمت مسبقاً الإمارات بمساعدة للصين في ظل المساعي للقضاء على الفيروس الجديد، كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بحثا خلاله علاقات الصداقة وتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ومن ناحيته، أثنى الرئيس الصيني من جهته على موقف دولة الإمارات تجاه الشعب الصيني والذي يؤكد قوّة ومتانة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الصديقين.

كما تولت نقل الطلاب السودانيين من مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا القاتل الجديد، في مطلع مارس الماضي؛ حفاظاً على حياتهم، وفي 19 فبراير 2020، أعلنت اليمن تولي أبوظبي عملية إجلاء الطلاب اليمنيين العالقين في مدينة ووهان الصينية التي ينتشر فيها فيروس كورونا، من قِبل الإمارات، حيث تم نقلهم إلى موقع حجر صحي بدولة الإمارات قبل إعادتهم إلى أرض الوطن.