محاولات لتسلل ميليشيات أردوغان السورية إلى "سرت" سريًّا والسيطرة عليها عن طريق عمليات اغتيالات ضدّ قوات الجيش الليبي الموجودة لتعويض خسائر الوفاق.

يواصل الجيش الوطني الليبي تقدمه للسيطرة على عدد من المناطق وتأتي في مقدمتها مدينة "سرت" التي تقع في منتصف البحر الأبيض المتوسط وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كلم شرقاً.

تقدُّم الجيش الليبي واقترابه من تحرر مناطق واسعة من سرت أدى إلى كسر الروح المعنوية لدى ميليشيات الوفاق الموالية إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما دفعهم إلى محاولة التحرك من جديد للسيطرة على الصعيد الميداني في سرت.

ميليشيات أردوغان 

كشفت مصادر أمنية ليبية لـ"العرب مباشر" عن محاولات سرية قامت بها الميليشيات السورية المدعومة من "أردوغان" للتسلل إلى داخل "سرت" عبر الحدود من جهة طرابلس.

المصادر رصدت تحركات مشبوهة للميليشيات الإرهابية، مؤكدة أن هناك مخططًا يسعى للقيام بعمليات خطف وتصفية لجنود الجيش الليبي المتواجدين في "سرت".

كما رصدت المصادر، دخول سيارتين دفع رباعي تركيتين يحملان سلاحًا إلى طرابلس، لدعم ميليشيات "الوفاق" بعد اقتراب الجيش الليبي من السيطرة على المدينة الساحلية.

أهمية سرت 

تعود أهمية المدينة إلى موقعها الجغرافي المميز في ظل الصراع الليبي الحالي، حيث تعد أهم مدينة في وسط ليبيا، إذ تُمكِّن من يسيطر عليها من مفاتيح التحرك نحو شرق وغرب البلاد بحرية تامة.

وسرت؛ مدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتقع في منتصف الساحل الليبي بين مدينتَيْ طرابلس وبنغازي.

وللمدينة أهمية في الصراع الدائر الآن إذ تقترب من حقول النفط الواقعة جنوب شرقها، وكذلك موانئ النفط الرئيسية في ليبيا؛ وهي: "البريقة، ورأس لانوف، والسدرة" وهو ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية الكبرى.

ويبلغ تعداد سكان سرت نحو 128 ألف نسمة بحسب آخِر إحصاء عام 2013.

خيبة آمال ميليشيات "الوفاق" و"أردوغان"

من جانبه قال الناطق باسم القائد العامّ للجيش الوطني الليبي ، اللواء أحمد المسماري: إن ما حدث في مدينة سرت أمس، كسر الروح المعنوية للميليشيات، لافتًا إلى أن الآلاف من الشباب والرجال حملوا سلاحهم وكل ما يلزم للذهاب إلى سرت.

وأضاف خلال تصريحات صحفية، أن "أردوغان" لن يستطيع الخروج وتهنئة قواته، متابعًا أن الساعات المقبلة تحمل الكثير من المفاجآت.

وأشار إلى أن الاستراتيجية العامة للجيش تغيرت لتكون استراتيجية دولة تقاتل دولة أخرى وهي تركيا، لافتًا إلى أن الجيش سيستهدف التخلص من الأتراك ثم العودة للقضاء على الميليشيات.