مريم الصادق المهدي.. الخارجية السودانية في قبضة الطبيبة المنصورة

مريم الصادق المهدي.. الخارجية السودانية في قبضة الطبيبة المنصورة
مريم الصادق المهدي

شهدت الحكومة السودانية الجديدة وجوهاً بارزة مختلفة، لضخ دماء جديدة بها، منهم مريم الصادق المهدي، التي أوكلت لها حقيبة وزارة الخارجية.

وأعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، تشكيل حكومة جديدة من 25 وزيرا، منهم عدة وجوه لأول مرة بالوزارات، منهم جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الذي تولى حقيبة المالية، وعز الدين الشيخ  وزيرا للداخلية، وياسين إبراهيم ياسين وزيرا للدفاع في البلاد، بينما احتفظ 4 وزراء سابقين بحقائبهم وهم وزراء العدل والري والتعليم العالي والشؤون الدينية.


مريم المهدي مسيرة ساطعة


وتعتبر مريم الصادق المهدي من أبرز الوزراء الجدد، والتي تولت حقيبة الخارجية، والتي برزت بالبلاد بامتلاكها مسيرة سياسية ونضالية ساطعة، بدأت من كونها نجلة الراحل الصادق المهدي.

وتعتبر هي ثاني امرأة تشغل منصب وزير الخارجية في تاريخ السودان، حيث سبقتها أسماء محمد عبدالله، التي تولت الحقيبة بعد ثورة ديسمبر ضد حكم الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير، ولكن تم إعفاؤها لاحقاً.

بداية مريم


وُلدت بمدينة أم درمان في 1965، ودرست بمدرسة التمرين الابتدائية، ثم بكلية المعلمات بأم درمان، وهي أقدم مدرسة ثانوية بالسودان، قبل أن تلتحق بجامعة الخرطوم كلية العلوم لمدة عام واحد.

ولاحقا درست الطب العمومي والجراحة في الجامعة الأردنية عام 1990، ثم دبلوم طب وصحة الأطفال للمناطق الحارة بمدرسة طب المناطق الحارة جامعة ليفربول في 1995، والدبلوم العالي للتنمية وقضايا النوع من جامعة الأحفاد للبنات بأم درمان عام 2006، وبكالوريوس القانون من جامعة النيلين السودانية 2013.

ورغم مسيرتها الطبية الطويلة، لكنها لم تمارس المهنة  في المستشفيات سوى 6 سنوات فقط، وتحديدا من 1991 وحتى 1997، حيث عملت طبيبا عموميا بمشافي الأطفال السودانية.

العمل السياسي


ارتبطت بشدة بوالدها الذي كان يسميها "مريم المنصورة" لتنخرط معه في العمل السياسي بالعمل في العديد من المواقع الحزبية، وفي التكتلات السياسية المعارضة ضد حكومة البشير، بجانب حزب الأمة الذي ترأسه الصادق المهدي منذ 1963 حتى وفاته العام الماضي، إلى أن وصلت لمنصب نائب الرئيس.

وخلال الحزب، ركزت فيه على العمل السياسي وتشكيل التحالفات من أجل إنهاء حكم الإخوان، منهم تحالف قوى الإجماع الوطني برفقة والدها، ونداء السودان.

امتلكت المنصورة تميزا وكفاءة في العمل الأكاديمي والسياسي، كللها إرث عائلتها الاجتماعية الرفيعة، حيث امتلكت الشجاعة والنضال والوقوف أمام الفساد والطغيان، لذلك تم اعتقالها أكثر من مرة في عهد البشير، بسبب مشاركتها في مظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام، لتتعرض للعنف لدرجة كسر يدها بإحدى المرات.

كانت مريم من أولى النساء اللاتي التحقن بجيش الأمة في الجبهة الشرقية للبلاد، بهدف القصاص من جماعة الحركة الإسلامية التي انقلبت عسكريا على حكومة والدها المنتخبة عام 1989، وتدرجت حتى وصلت إلى رتبة رائد، عام 1998، كما عملت طبيبة أيضا في الجيش.

كما حازت عضوية أول مكتب سياسي منتخب للحزب في عام 2003، ورئاسة منتدى نساء دارفور في العام 2009، والمشاركة في منتديات خارجية ومحلية مهتمة بقضايا المرأة، بجانب عضويتها في العديد من منظمات المجتمع المدني.