محسن رضائي.. رجل إيران صاحب التصريحات المثيرة للجدل

محسن رضائي.. رجل إيران صاحب التصريحات المثيرة للجدل
محسن رضائي

رغم منصبه الرفيع، لكن إيران باتت تعتبره مصدر إحراج لها، لكشفه مخططاتها السوداوية ومساعيها الإرهابية باستمرار، فضلا عن تضارب المصالح لديها، لذلك تخرج وزارة الخارجية للمرة الثانية خلال أيام لتصحيح تصريحات محسن رضائي، المثيرة للجدل.

أموال سوريا


قبل أيام، أدلى أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام والرجل المقرب من المرشد خامنئي، محسن رضائي، بتصريحات أثارت جدلا ضخما، خلال مقابلة قبل أيام مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، حيث "من غير المعقول أن تقدم إيران الدعم لسوريا والعراق لتوفير الأمن ثم تكتشف أن باقي البلدان هي المستفيدة من الفوائد الاقتصادية نتيجة تحقق هذا الأمن" في إشارة منه لروسيا.


وطالب رضائي باستعادة الأموال الإيرانية التي أنفقت على الحرب في هذين البلدين، لتسارع الخارجية الإيرانية، بإصدار بيانا في هذا الشأن، قائلة إن حديث رضائي هو "وجهة نظر شخصية، ولا يمثل وجهة نظر طهران"، مضيفة أن "إيران سارعت إلى مساعدة نظام الأسد والعراق على أساس مبدأ الأخوة من أجل مكافحة داعش"، على حد تعبيرها.

تصريحات مثيرة للجدل


وسبق أن أصدرت الخارجية الإيرانية، توضيحا آخر بشأن تصريح رضائي الخاص بالتفاوض على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، ورفع العقوبات خلال عام، مؤكدة أن الوزير محمد جواد ظريف وحده المخول بالإعلان عن الموقف الرسمي للحكومة تجاه المسائل السياسية السيادية.


وكان رضائي قال: إن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بشأن النووي إذا ما قدمت الدول المعنية به إشارة واضحة بأن العقوبات ستُرفع في غضون عام، مضيفا: "أي مساعدة قدمناها للعراقيين حصلنا مقابلها على دولارات نقداً، كما وقعنا عقوداً عدة في سوريا، لكن روسيا استفادت أكثر".


وتابع: إن إيران لن تدفع ريالا واحدا لدول المنطقة دون أن تتأكد من استلامه لاحقا، مضيفا: "من غير المعقول أن تقدم إيران الدعم لسوريا والعراق لتوفير الأمن ثم تكتشف أن باقي البلدان هي المستفيدة من الفوائد الاقتصادية نتيجة تحقق هذا الأمن.. لا بد أن تتواجد السلع الإيرانية وبقوة في الأسواق الإقليمية".


وفي فبراير الماضي، أكد أمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام أن "طهران تتحكم في 500 مليون شخص في 25 دولة بتجارة سنوية تبلغ 800 مليار دولار.


وفضح رضائي جرائم بلاده، حيث كشف أنه "في الوقت الحاضر أصبحنا قوة عظمى ترسل الأقمار الصناعية إلى الفضاء ونقوم بتخصيب اليورانيوم ودخلنا النادي النووي"، زاعما أن "العالم حاليا عاجز عن إيقاف تقدم إيران في شتى المجالات، لذلك دخل من باب الحرب الاقتصادية ضد بلادنا".

مرشح رئاسي سابق فاشل


ولد محسن رضائي، يوم 9 سبتمبر 1954، في مدينة مسجد سليمان بمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران، وحصل على منحة لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة إيران للعلوم والتقنية في طهران، ولكن بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية غيّر تخصصه الدراسي، من الهندسة الميكانيكية إلى الاقتصاد، وحاز على البكالوريوس ثم على الماجستير من جامعة طهران، وبعد استقالته من قيادة حرس الثورة أكمل دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة طهران.


تولى قيادة الحرس الثوري الإيراني، بعد عامين من تأسيسه، بقرار من الإمام الخميني، حيث كان من القادة الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية، وأسس ثلاث قوی برية وبحرية وجوية، ووحدة معلومات واستخبارات في جيش الحرس الثوري،  وكلية القيادة في قوات حرس الثورة الإسلامية، ولكن في سبتمبر 1997، قدم استقالته، وانتقل إلى السياسي وعينه خامنئي أمينا عاما لمجمع تشخيص مصلحة النظام عام 1997.


ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2009، ولكنه فشل أمام محمود أحمدي نجاد، وحصل فيها على 1.7% فقط من الأصوات، وترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية 2013 وحصل على المرتبة الرابعة، ليستعد للترشح للمرة الثالثة بالانتخابات التي ستُجرى في 18 نوفمبر 2021.

نظرية الحزام الذهبي الإيراني


يعتبر محسن رضائي هو صاحب نظرية بناء مشروع إيراني جديد وصفه بـ"الحزام الذهبي الإيراني"، القائمة على فرض السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط والتأثير على القوى العالمية، يمتد من أفغانستان مروراً بالعراق وسوريا حتى البحر المتوسط، قائلا: إنه "إذا كانت هناك قوة إقليمية تسيطر على هذا الحزام فسيكون بإمكانها الإشراف وإدارة شؤون المنطقة بأكملها".