محاولات هروب جماعي.. عدوى التمرد تنتشر في سجون إيران أسرع من «كورونا»

محاولات هروب جماعي.. عدوى التمرد تنتشر في سجون إيران أسرع من «كورونا»
صورة أرشيفية

يعيش الشعب الإيراني في حالة من الرعب بسبب فشل نظام الملالي في التصدي لوباء كورونا الذي أصاب عشرات الآلاف من الإيرانيين، حالة الرعب انتقلت على الفور للسجناء في معتقلات النظام الإيراني، فالحكومة التي لن تستطيع إنقاذ شعبها كيف ستنقذ مساجين ومعتقلين مغضوبًا عليهم من النظام.

الفزع تسبب في عدة محاولات لهروب جماعي من السجون خلال العشرة أيام الأخيرة، اعترف النظام الإيراني باثنتين منها أولاهما من سجن بارسيلون في خرم آباد مركز محافظة لرستان وكذلك السجن المركزي بمدينة سقز بمحافظة كردستان، كما وقعت أربع حالات تمرد وحالات شغب واشتباكات في سجون اليغودرز بمحافظة لرستان وتبريز في أذربيجان الشرقية وهمدان غرب البلاد.

سجن عادل آباد شهد 3 حالات تمرد.. والأمن يستخدم الرصاص الحي لردع المساجين

حالات التمرد في السجون الإيرانية باتت أمرًا يحدث كل يوم، فشهد سجن عادل آباد بمدينة شيراز تمردين أعلن رئيس الجهاز القضائي "كاظم موسوي" إخمادهما، مؤكداً أن السجناء تمردوا في عنبرين من السجن وتدخلت فرق حراسة السجن مستعينة بوحدات خاصة، وحاولت الحكومة تخويف الشعب الإيراني المتعاطف مع المعتقلين بتوضيح أن الاضطرابات تحدث في عنابر خاصة بأصحاب الجرائم الجنائية الخطيرة، ونفت الحكومة هروب أي من السجناء حتى الآن وسط تأكيدات من المعارضة أن الأمن استخدم الرصاص الحي في قمع التمردات وسقوط عدد غير معروف من الضحايا حتى الآن.

مواطنون كذَّبوا تقارير الحكومة بشأن أحداث سجن عادل آباد، حيث أكدوا أن عددًا من المساجين نجحوا في الهروب مستدلين بفيديوهات تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لاضطرابات وتوترات في محيط السجن، وهو ما يؤكد خروج الاضطرابات خارج حدود الأسوار.

المواقع التابعة لنظام الملالي أكدت على لسان المدعي العام في شيراز أن 14 سجينًا أصيبوا أثناء محاولاتهم الفرار، وأكد المدعي العام أن التمرد وقع في ثلاثة عنابر فقط بزيادة عنبر واحد عما أعلن عنه رئيس الجهاز القضائي، التضارب في التصريحات أثار قلق أهالي المعتقلين الذين أكدوا انقطاع التواصل بينهم وبين ذويهم داخل أسوار السجون.

سجن «همدان» و«سقز».. هروب عشرات المساجين

وفي سجن همدان، فقد نجح عدد غير معروف من المساجين في الهروب بالفعل رغم تدخل الأمن إلا أن الأعداد التي تمردت كانت تفوق قدرة الأمن على السيطرة، وفور خروجهم للأماكن المحيطة بالسجن، قام بعض الأهالي بإيوائهم حتى انتهاء حصار الأمن.

وفي السياق ذاته شهد سجن "سقز" بمحافظة كردستان، عشية الجمعة 27 مارس حالة من التمرد وقع في سجن سقز بمحافظة كردستان، وأسفر عن هروب أكثر من 80 سجيناً، وأكد شهود عيان أن عدداً من السجناء، استغل سيارات للهروب، بعدما أجبروا أصحابها على النزول تحت تهديد السكين.

وقطع عدد منهم أزقة محاذية للسجن للدخول إلى المدينة، ولم ترد تقارير عن أعمال الشغب أو مواجهات محتملة بين السجناء والحراس.

وأكدت مراقبون أن النظام الإيراني المرتبك لا يستطيع اتخاذ قرار بالإفراج المؤقت، وكذلك لا يملك الإمكانات لوضع السجناء المصابين في حجر صحي في ظل انهيار النظام الصحي المتداعي منذ البداية، وصعوبة تنفيذ التباعد الاجتماعي في ظل تكدس السجون واكتظاظها بثلاثة أضعاف قدرتها على الاستيعاب، وإذا أضيف إلى ذلك الأزمة في وسائل الوقاية كالكمامات وسوائل التعقيم نجد أن فزع المساجين له ما يبرره خاصة مع الكشف عن عشرات الحالات داخل أكبر سجون إيران توفي أغلبها لعدم الاهتمام ونقلهم للمستشفيات، موضحين أن حالات الهروب الجماعي لن تتوقف خلال الفترة القادمة.

سجن تبريز.. واليغودرز.. عدوى التمرد أصابت الجميع

سجن "تبريز" أيضًا شهد تمرد سجناء عنبرين؛ احتجاجاً على التمييز في تنفيذ العفو العام الصادر من المرشد الإيراني، وتمتع سجناء آخرين بإطلاق سراح مؤقت، وعدم مراعاة الحجر الصحي لمنع تفشي الوباء، لكن التمرد انتهى بتدخل قوات خاصة تابعة للشرطة قمعت الاحتجاجات.

والتهمت النيران جزءًا من مبنى وفقاً لتسجيلات فيديو تداولت عبر شبكات التوصل بعد نشرها من قِبل سكان مبان سكنية قريبة من السجن، وأظهرت التسجيلات سماع دوي إطلاق نار، وقال المسؤولون المحليون: إن الاضطرابات لم تخلف خسائر في الأرواح، رغم تأكيدات من المعارضة بسقوط عشرات الضحايا بسبب العنف المبالغ فيه من قِبل قوات الأمن للسيطرة على التمرد.

ومن سجن "تبريز" إلى سجن "اليغودرز"، الذي انتقلت إليه عدوى التمرد، حيث شهد السجن حالة من التمرد إلا أن قوات الأمن نجحت في قمعها سريعًا بعد أن أدرك السجناء أن رجال الأمن يتعاملون وفق تعليمات تؤكد ضرورة إطلاق الرصاص الحي في مقتل لقمع التمرد فلم يتمكن السجناء من الهرب.

وفي سجن بارسيلون بمدينة خرم آباد انفجرت حالة من التمرد أسفرت عن هروب 23 سجيناً، وأكدت تقارير إعلامية وشهود عيان أن حراسة السجن أطلقت النار على السجناء وقتلت أكثر من شخص، لكن الحكومة الإيرانية نفت تلك التقارير، في حين أكد المسؤولون المحليون مقتل سجين وجرح آخر.