لماذا يواجه لبنان أزمة في تشكيل الحكومة؟

لماذا يواجه لبنان أزمة في تشكيل الحكومة؟
صورة أرشيفية

لا يزال ملف تشكيل الحكومة اللبنانية عالقا، دون حلول تحلق في أفق الأزمة، ورغم توصل الرئيس المكلف سعد الحريري إلى آخر تشكيل حكومي، ولكن التوجهات تؤكد أنه لا مراوحة للأزمة في الوقت الحالي.


ووفقاً لتقارير لبنانية، فإن لا مصلحة للحريري في عدم التحرك (باتجاه الرئيس ميشال عون) بعد أن التزم بالمبادرة الفرنسية، وأخذ على عاتقه تبنيها والسير فيها لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي.


ويدرك الحريري ما يترتب عليه من مسؤولية، لأن بقاءه مكتوف اليدين سينعكس عليه سلباً، ولا مفر أمامه إلا بتسهيل تشكيل الحكومة.

لماذا يحاول الحريري التأكيد أنه بعيد عن العرقلة؟


يحاول الحريري إثبات للعالم الدولي التزامه بالمبادرة الفرنسية؛ لذا فليس وارد الوصول كطرف في المحاولات الجارية لتلطيف الخلاف حول تشكيل الحكومة، أو الانجرار إلى السجالات التي يراد منها إظهاره على أنه خلاف بين المسلمين والمسيحيين، وبالتالي لن يقدم خدمة مجانية للذين يحاولون نصب الكمائن السياسية لإيقاعه في فخ التجاذبات الطائفية.

آخر تطورات التشكيل


أعد الحريري قائمة بأسماء الوزراء المرشحين للدخول في حكومة مهمة تتألف من 18 وزيراً، وسيتقدم بها إلى عون، على أنها تراعي المواصفات الفرنسية ولن تحيد عنها لأنه باقٍ على التزامه بالمبادرة الفرنسية، وإن تحركه يتلازم مع تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لا يزال يشغل محركاته السياسية باتجاه المجتمع الدولي والداخل اللبناني، لتأمين شبكة أمان اجتماعية توفر الحماية للحكومة العتيدة، وتتيح للبنان الانتقال من التأزم الذي لا يزال يحاصره إلى الانفراج.

هل سينجح طرح الحريري؟


في هذا السياق يقول الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم: إن الحريري سيقوم بحركة ضغط على فريق الثامن من آذار (رئيس الجمهورية وجبران باسيل وحركة أمل وحزب الله)، للقبول بطرح 18 وزارة، مضيفاً: "ولا أعتقد أن الأمور ستؤدي إلى الإعلان عن تشكيل حكومة في الوقت الحالي كون المتغيرات السياسية الضاغطة لعدم تشكيل حكومة لا تزال موجودة".


وأردف عاكوم في تصريحات لـ"العرب مباشر": "التشكيل سيتم تأجيله بدفع من حزب الله حتى بدء الإدارة الأميركية الجديدة بعملها، وسيقوم حزب الله بذلك من خلال رئيس الجمهورية، عبر استكمال مناورات الحزب السياسية".


واعتبر أن الحريري يحاول يرسل برسائل إلى المجتمع الدولي والأوروبي ودول الخليج ومصر، والتأكيد على أنه يريد ما طالبوه خلال المؤتمر الدولي، وأنه لا علاقة له بأي عرقلة للحكومة تجري من السياسيين اللبنانيين.