كيف كشفت المظاهرات السجِلّ الأسود لحقوق الإنسان في أميركا

كيف كشفت المظاهرات السجِلّ الأسود لحقوق الإنسان في أميركا
صورة أرشيفية

رغم ما تدعيه يمينًا ويسارًا وتطالب به كافة الدول وتزعم ترسيخها لحقوق وحريات الإنسان، إلا أن أحد أقطاب القوى في العالم، وهي أميركا، خالية بالفعل من الحقوق والحريات وما زالت تسيطر عليها العنصرية والكراهية.


مظاهرات "مينيابوليس"، كشفت حقيقة الولايات المتحدة الأميركية، لتشهد اعتقالات وقتلاً وهتافات وتحركات غطت على أزمة فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19" التي تتفشى بها بشدة لتكون أكثر البلدان إصابات ووفيات بالعالم، حيث توفي 100 ألف فرد، وأصيب 1.69 مليون، ما مثَّل نحو 30% من إجمالي الإصابات عالميًّا.
 
مقتل شابّ أسود


الأسبوع الماضي، اندلعت احتجاجات ومظاهرات ضد مقتل "جورج فلويد"، الأميركي من أصول إفريقية، 46 عامًا، بعدما ظهر مقيد اليدين على الأرض، قائلاً: "لا أستطيع التنفس" متألمًا بشدة، بينما يمسكه ضابط شرطة وركبته على رقبته، ليلقى حتفه بعدها بوقت قصير في مستشفى قريب.


أثارت تلك الواقعة غضبًا شعبيًّا ضخمًا في جميع أنحاء البلاد، حيث وقّع حاكم ولاية "مينيسوتا" الأميركية، تيم والتز، أمرًا تنفيذيًّا بتفعيل الحرس الوطني في "مينيسوتا"، فيما أعلنت حالة الطوارئ في مدينة منيابوليس، وطلبت المساعدة من الدولة، بما في ذلك تفويض الحرس الوطني، لمساعدة السلطات المحلية في "استعادة الأمن والهدوء بسبب الاضطرابات المدنية"، بعد مقتل "جورج فلويد".


كما دعت المدعية العامة الأميركية لمقاطعة مينيسوتا، إيريكا ماكدونالد، إلى سلمية الاحتجاجات ووقف المظاهرات المُدمرة.
 
تبرير القتل


وقالت الشرطة الأميركية في بيانها: إن حادث مينيابوليس وقع، حين عثر أفراد الشرطة على الرجل في سيارته، وعلموا أن جورج فلويد "كان يجلس على مقدمة سيارة زرقاء ويبدو أنه كان تحت تأثير شيء ما".


وأضاف البيان أن الضابط طلب من الرجل الابتعاد عن السيارة، لكنه قاوم جسديًّا، وتمكن الضباط من السيطرة عليه وتقييده بالأصفاد، لكن بدا أنه يعاني من شيء ما.
وتابعت أنه لم يتم استخدام أسلحة خلال الحادث، وسلمت لقطات كاميرا معلقة على سترات أفراد الشرطة، إلى جهة التحقيق في القضية.


وبعد ظهور الفيديو، أوضحت الشرطة في بيان، أنه مع إتاحة معلومات إضافية، تقرر أن يشارك مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذا التحقيق.
 
انتهاكات الشرطة


وفي ظل تعامُلها مع المظاهرات الواسعة، أطلقت الشرطة في منيابوليس، قنابل الغاز المسيل للدموع لعدة أيام، في مواجهة موجة الغضب، وشكلوا سلاسل ضخمة لمنع المحتجين، وهو ما زاد من عنف المواطنين الذين توافدوا على مركز الشرطة الذي يضم المتهمين بقتل "فلويد".
 
القبض على الإعلاميين


كما ألقت الشرطة الأميركية القبض على طاقم "سي إن إن" في منيابوليس، أثناء تقديم تقرير تلفزيوني مباشر في منيابوليس، حيث كان الطاقم يغطي الاحتجاجات الضخمة على وفاة "جورج فلويد"، وقيدت الشرطة يدي الطاقم، وتم احتجازهم طوال يوم الجمعة الماضي.


 
اتهامات رسمية


وفي محاولة لاحتواء الأمر، وجه الادّعاء الأميركي إلى الشرطي الذي ركع على رقبة الرجل الأسود "جورج فلويد" تهمة القتل غير المتعمد، مؤكدًا أن" عنصر الشرطة السابق ديريك شوفين، وُجّهت إليه تهمة القتل غير المتعمد من قبل مكتب مدّعي منطقة هينبين".


وأوقف الشرطي المتهم في مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عامًا الذي قضى أثناء اعتقاله في مينيابوليس، في شمال الولايات المتحدة.


وقال جون هارينغتون من دائرة الأمن المدني في ولاية مينيسوتا: إن "الشرطي الضالع في مقتل فلويد، تم التعريف عنه على أنه ديريك شوفن، ووضع قيد الحجز".
 
مقتل متظاهر


ووصل الأمر إلى مقتل متظاهر في إطلاق النار على متظاهرين بمدينة ديترويت الأميركية، اليوم، احتجاجًا على مقتل "جورج فلويد" على يد شرطي بمدينة مينيابوليس. 


وقال حاكم ولاية "مينيسوتا" الأميركية: "نتفهم حالة الغضب ولكن الوضع أصبح خطيرًا حيث نشهد أكبر حراك مدني في تاريخنا بسبب الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد".


بينما كشفت وسائل إعلام أميركية، أنه تم إغلاق أبواب البيت الأبيض عقب الاحتجاجات، فيما أعلنت السلطات حظر التجول بمدينة مينيابوليس في ظل أعمال الشغب.
 
تعليق ترامب


من ناحيته، علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الواقعة بقوله إنه يشعر "بسوء شديد" لما حدث لفلويد، لكنه لم يتحدث بعد مع عائلته.


وأضاف ترامب بشأن لقطات وفاة فلويد على أيدي ضباط شرطة مينيابوليس، بقوله: "هذا مشهد صادم للغاية، لقد رأيته الليلة الماضية ولم يعجبني".


وتابع أن السلطات الفيدرالية ستلقي نظرة قوية للغاية على ما حدث، رافضًا الاعتراف إذا ما كان يعتقد أن الضباط المتورطين يجب أن يُتهَموا بالقتل.