كيف استغل تميم وأردوغان أزمة الرسوم المسيئة للدفاع عن إرهابهم

كيف استغل تميم وأردوغان أزمة الرسوم المسيئة للدفاع عن إرهابهم
الأمير تميم بن حمد آل ثان والرئيس التركي

على مدار الأيام الماضية اشتعلت أزمة جديدة في فرنسا بعد مقتل مدرس يدعى صموئيل باتي على يد الطالب الشيشاني البالغ من عمر ١٨ عاما، حيث أقدم على قطع رأس معلمه بعد عرضه رسوما مسيئة للرسول الكريم.


تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمحاربة التطرف ووقف التمويل الأجنبي لكافة المؤسسات الدينية والمساجد في فرنسا، وهو الأمر الذي أثار غضب كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره القطري تميم بن حمد، واستغلا الثنائي غضب العالم الإسلامي من الرسوم المسيئة من أجل الدفاع عن إرهابهم وتطرفهم. 


فوضى أردوغان

يشهد الاقتصاد التركي حالة من الانهيار مع تراجع العملة المحلية التي انخفضت إلى أدنى سعر لها على الإطلاق اليوم، رغم ذلك، اخترع أردوغان أزمة من خلال تصوير أنقرة على أنها "مدافع" ضد "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، وفقا لما نشرته صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية.


ورغم أن الرسوم المسيئة تعود إلى عام 2012، إلا أنها عادت إلى صدارة الاهتمام الدولي بعد إقدام عبدالله أنزوروف المولود في الشيشان، والذي عاش معظم حياته وتطرف في فرنسا، بقطع رأس مدرس المدرسة صمويل باتي في 16 أكتوبر لإظهاره الصور المسيئة.


وبدلاً من إدانة قطع الرأس وإعادة نشر الرسوم المسيئة كما فعلت معظم الدول الإسلامية، اختار أردوغان طريقه المفضل وهو إثارة الفوضى من ذلك محاولة خلق انتفاضة في العالم الإسلامي ضد العلمانية الفرنسية الشهيرة وحرية التعبير التي يحميها إعلان عام 1789 لحقوق الإنسان والحقوق المدنية.


مكافحة التطرف

سلط الحادث الضوء على سيطرة قطر وتركيا على المؤسسات الدينية في فرنسا، ومحاولات الحكومة للتضييق على شبكات الإخوان المسلمين، التي يتم تمويلها ودعمها في الغالب من قبل تركيا وقطر، دفع هذا أردوغان إلى القول مرتين إن ماكرون يحتاج إلى "علاج نفسي".


وردا على ذلك، استدعت فرنسا سفيرها من أنقرة في 25 أكتوبر. 


أزمات الأغا

وكان الحادث بمثابة فرصة لأردوغان لاتباع سياسته المفضلة المتمثلة في مواصلة البقاء في الأزمات والدخول من صراع لآخر مع تدهور الاقتصاد التركي بشكل كارثي، سواء كان ذلك مع أرتساخ (ناكورنو كاراباخ) أو سوريا أو ليبيا أو العراق أو قبرص أو اليونان أو فرنسا.


أردوغان يتبع سياسة صنع الأزمات باستمرار لتشتيت انتباه الشعب عن الكوارث الداخلية، من خلال الإشارة باستمرار إلى الأوروبيين على أنهم "صليبيون" و"نازيون"، وماكرون على أنه "مستعمر"، يحاول أردوغان تحفيز العالم الإسلامي ضد أوروبا. 


وحظيت إهانات تركيا المستمرة لأوروبا بتأييد قادة باكستان وإيران، وأدت إلى اندلاع احتجاجات في هذين البلدين، وكذلك في فلسطين.


الصراع مع العرب

يريد أردوغان أن يُظهر للعالم الإسلامي أنه مركز الاهتمام الدولي، وبهذه الطريقة فهو قادر على التعامل مع أزمات متعددة، رغم أنها مصطنعة من قبله. 


ومع ذلك، فإن حقيقة أنه يدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، والتي يمكن أن تلحق الضرر بتركيا أكثر من فرنسا لأنها تصدر إلى فرنسا أكثر مما تستورده، تُظهر أن أردوغان يلعب لعبة محفوفة بالمخاطر في محاولته تشويش الشعب.


كما أنه يحاول صد محاولات العرب في صراعهم ضد جماعة الإخوان المسلمين، حيث قادت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا ضد تركيا وقطر. 


وفي تنافسها مع تركيا، أجرت المملكة العربية السعودية، في الجزء الأكبر من هذا الشهر، مقاطعة غير رسمية ناجحة للمنتجات التركية. 


وفي وقت سابق من هذا الشهر، حثت ٨ مجموعات تجارية تركية كبرى الحكومة السعودية على التدخل وحل المشكلات التجارية وحذرت مما وصفته بـ"التداعيات السلبية على العلاقات التجارية". 


ومع النجاح السعودي، حاول أردوغان تكرار الأمر نفسه ضد فرنسا، ومع ذلك، بعد أيام فقط من دعوة أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية، تم تصوير زوجته أمينة بحقيبة يد ثمنها 50.000 دولار من ماركة Hermès الفرنسية الفاخرة. 


هناك بالطبع العديد من الأمثلة الأخرى، مثل حقيقة أن الخطوط الجوية التركية المملوكة للدولة تطير بطائرات إيرباص الفرنسية.


لا يمكن لدعوات أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية أن تؤثر على اقتصاد الدولة الأوروبية بقدر ما يأمل.