"قصة تركيا بين أردوغان الأول والثاني".. كتاب جديد يرصد فشل الرئيس التركي

صورة أرشيفية

على مدار عدة عقود تمكن رجب طيب أردوغان من تركيا، بداية من جذورها لأعلى مؤسساتها، ليحولها من النجاح للانهيار، والتدهور الاقتصادي والعزلة الدولية.

كتاب يكشف رحلة أردوغان


"قصة تركيا بين أردوغان الأول والثاني".. كتاب جديد يرصد فقدان أردوغان لشعبيته في تركيا وانهيارها تدريجيا بعد توليه مقاليد الحكم منذ 2002، برئاسة الوزراء، للكاتب والصحفي التركي المرموق ياوز أجار.

وبدأ أجار كتابه بمقولة: "يفقد الأفراد والأمم فاعليتهم ويندثرون خلال أجل مسمى إذا سئموا من القديم، وفشلوا في التكيف مع الجديد، وأصبحوا إمعة للدول المنتصرة بعد الهزيمة والشعور باليأس وفقدان الثقة الذاتية. فالسطحية وعدم التعمق أو الاقتصار على ظاهرة الكلمات والمفاهيم دون الوصول إلى باطنها ولبها يؤدي إلى الشكلية والصورية في كل شيء ويورث الملل والسأم، ويقود إلى البحث عن كلمات ومفاهيم جديدة، الأمر الذي يؤدي إلى صراع الأجيال بين الآباء والأبناء والأجداد والأحفاد والشيوخ والشباب".

يتكون الكتاب من جزأين، لأكثر من 700 صفحة، ويتألف من ستة أقسام؛ حيث يلخص رؤية موجزة لأهم الأحداث التي تركت بصماتها في صفحات التاريخ منذ أواخر العهد العثماني حتى بدايات حكم أردوغان، ثم ينتقل رؤية تحليلية لأهم الأحداث التي شهدتها البلاد منذ وصول رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم عام 2002 حتى الآن.

من النجاح للانهيار


يقدم الكاتب في مجلده مسيرة أردوغان التي بدأها بنجاح مزعوم ومنح الشعب شعورا بالتقدم وتحقيق العديد من الإنجازات، ولكن سرعان ما تحول الأمر وتبدل الصعود إلى هبوط، وتحول التقدم إلى تردٍّ في كل شيء، والسلام الذي يتمتع به المواطن التركي إلى اللااستقرار في كل شيء.

كما أشار إلى المعاناة بتركيا من حروب داخلية وخارجية قادها أردوغان ليضمن بقاءه في السلطة، ورط فيها البلاد والشعب رغم أنها كانت في غنى عنها، كان آخرها حروبه العلنية والسرية في كل من سوريا وليبيا وعموم المنطقة.

ويسلط الضوء على أن أردوغان سلك اتجاها مخالفا لما بدأه، وهو ما أطلق عليه "القوى المارقة" في الداخل، مثل الدولة العميقة بنوعيها القديم والجديد، ومترددا بين المعسكرين الأطلسي والأوراسي، بعد أن فقد كل حلفائه ورفقائه القدماء، وأصبحت تركيا دولة معزولة في المنطقة والعالم.

حروب أردوغان الخارجية والداخلية


ويتناول أيضا الكتاب حروب أردوغان الداخلية والخارجية التي خاضها لضمان مقعد الحكم، من بينها الانقلاب المزعوم في عام 2016، وحروبه في سوريا وليبيا، وعملياته العلنية والسرية الأخرى في عموم المنطقة، بالإضافة لفشله في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه أردوغان.

ويتضمن أيضا شرحا تفصيليا بشأن العوامل والأسباب التي أدت إلى هذا التراجع والتردي في كل شيء، بالإضافة لعرض روية بشأن المستقبل، في محاولة استشراق الآفاق والتطورات التي قد تشهدها تركيا والمنطقة خاصة بعد الانشقاقات التي حدثت في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

كما تطرق إلى العوامل والقوانين الموضوعية التي تتحول من خلالها الأمم والأفراد والرؤى والأفكار من مرحلة الازدهار والرقي إلى مرحلة الجمود ثم الانحسار والانحطاط، كما ذكر الكاتب في مدخل مؤلفه.