"فريدوم هاوس": تركيا وقطر على رأس الدول "غير الحرة" في ٢٠٢٠

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر

تعد قطر وتركيا من أكثر البلدان قمعا للحريات في منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تنتهك قطر كل حقوق العمالة الوافدة الفقيرة وتعاملهم بنظام السخرة وتقضي على المعارضة بأسوأ الطرق التي تصل إلى سلب الممتلكات والتجريد من الجنسية، بينما تقمع الحكومة التركية مواطنيها بكافة أشكال القمع من اعتقال ومطاردة حتى في الخارج وتهديد للنساء والأطفال والاغتيالات.


قمع قطر وتركيا

لدى الأتراك العديد من الأسباب المنطقية لعدم الافتخار بالمكانة الحالية لبلدهم من حيث الثروة والديمقراطية والحريات المدنية والعدالة. 


تركيا بلد يبلغ تعداد سكانه 83 مليون نسمة، بالإضافة إلى ٤ ملايين من اللاجئين السوريين، وكان دخل الفرد فيها لعام 2019 بالكاد 9000 دولار. 


ووضعت منظمة فريدوم هاوس تركيا على قائمة الدول "غير الحرة" في تقييمها لعام 2020 ، وهي مجموعة تضم أيضًا أفغانستان وأنجولا وبيلاروسيا وبروناي وتشاد وجيبوتي وإريتريا والجابون وإيران والعراق وليبيا وميانمار وكوريا الشمالية، نيكاراغوا وقطر ورواندا والصومال والسودان واليمن.


ووفقًا لمشروع العدالة العالمية، تحتل تركيا المرتبة 107 من أصل 128 دولة في سيادة القانون. 


وبحسب ترتيب حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" ، تحتل تركيا المرتبة 154 من أصل 180 دولة ، وسجلت سجلات أسوأ من باكستان والكونغو وبنجلاديش. 


حقائق مرعبة

هذه حقائق وأرقام قاتمة يجب أن تجعل أي مواطن تركي غير راضٍ عن بلاده، لكن شعور المواطنين الأتراك بأنهم لا ينتمون حتى إلى بلدهم قصة مختلفة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الجيمنير" الإسرائيلية.


وقال طالب تركي يبلغ من العمر 19 عامًا لمعهد جاتستون ، بشرط عدم الكشف عن هويته: "هذه ليست الدولة التي حلمت بها. ... لم أعد أشعر بأنني أنتمي إلى بلدي بعد الآن، لا أرى أي علامة على حياة حرة، سأذهب إلى أوروبا لتلقي المزيد من العلم وربما أزور تركيا لقضاء العطلات فقط ". 


كما وجد بحث جديد أن ملايين الأتراك يشعرون بعدم الانتماء لوطنهم، حيث كشفت دراسة أجرتها مؤسسة "كوندا" التركية الرائدة في استطلاعات الرأي ، أن 38٪ من الأتراك يشعرون بأنهم بلا وطن ، أو غرباء في بلادهم.


وتختلف النسبة المئوية للأتراك الذين يشعرون بأنهم بلا وطن ، بالطبع، حسب تفضيلاتهم السياسية، حيث يشعر 74 في المائة من الأتراك الأكراد الذين يصوتون لصالح حزب مؤيد للأكراد أنهم لا ينتمون إلى تركيا ، كما يشاركهم في الشعور 51 في المائة من "الأتراك المعاصرين". 


واللافت للنظر أن هذا الشعور يتشاطره ثلث الأتراك المتدينين أو المحافظين وحتى 24٪ من الأتراك الذين يصوتون لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.


انتهاك ممنهج في قطر

تحولت قطر لمقبرة العمالة الوافدة خصوصا تلك القادمة من أقصى الصحراء الإفريقية أو شرق آسيا.


وحذرت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية من استمرار الانتهاكات القطرية بحق العمالة الوافدة قبل عامين فقط من انطلاق كأس العالم، ووصفوا الإصلاحات القانونية التي أعلن عنها حاكم قطر بالوهمية والتي لم تطبق على أرض الواقع.


بينما أكدت الأمم المتحدة أن العمال المهاجرين في قطر يواجهون "عنصرية هيكلية"، ووجهت انتقادات شديدة لقطر التي ستستضيف بطولة كأس العالم 2022، بشدة بسبب التمييز و"الظروف القسرية" التي يعاني منها العمال من جنوب آسيا وإفريقيا.


وأثارت الأمم المتحدة "مخاوف خطيرة بشأن التمييز العنصري الهيكلي ضد العمال الوافدين في الدولة المضيفة لكأس العالم، في تقرير بالغ الأهمية سيُقدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. 


 ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية التقرير الذي أعدته المقررة الخاصة للأمم المتحدة للعنصرية، "تينداي أتشيوم"، يتميز بلغته التي لا هوادة فيها، وقالت فيه: "نظام الطبقات الفعلية القائم على الأصل القومي موجود في قطر.


وكشف التقرير أن هناك ما نحو 2 مليون عامل مهاجر في قطر أغلبيتهم من العمال ذوي الأجور المنخفضة من جنوب آسيا وشرق وغرب إفريقيا، يعمل حوالي 18500 منهم  في بناء ملاعب كأس العالم، ولكن عشرات الآلاف الآخرين يعملون في مشاريع مرتبطة بكأس العالم، بما في ذلك في البناء والضيافة والأمن.


وأكدت الصحيفة أن التقرير يكشف أن العمال ذوي الأجور المتدنية لا يزالون يعانون من التمييز والاستغلال الشديدين، بعد حوالي 10 سنوات من منح "فيفا" كأس العالم إلى قطر. 


وقال التقرير إن عدم دفع الأجور، وظروف العمل غير الآمنة، والتنميط العنصري من قِبل الشرطة والحرمان من الوصول إلى بعض الأماكن العامة، هي من بين قائمة الانتهاكات الموصوفة لحقوق الإنسان.