زيارة أردوغان للدوحة تثير غضب القطريين

زيارة أردوغان للدوحة تثير غضب القطريين
الأمير تميم بن حمد آل ثان والرئيس التركي

خلال الساعات القليلة الماضية، أثير جدل ضخم في قطر بسبب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للدوحة، التي تعتبر الأولى في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ما يعتبر مخالفة فجة لكافة الإجراءات الوقائية المتبعة بالعالم أجمع.

وتعتبر زيارة أردوغان، هي أول رحلة للخارج منذ بدء تفشي كورونا، دولة قطر، في خضم التطورات المتلاحقة بالمنطقة، خاصة في ليبيا وسوريا وعمليات تركيا بشمال العراق.

عنجهية أردوغان

تسبب الرئيس التركي في أن تسود حالة من الغضب والضيق بين القطريين، بعد إهانته لتميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ووزيري الدفاع والخارجية القطريين، ما يعني استهانة لا مثيل لها للدوحة وانتهاكًا لسيادتها وتأكيدًا لتبعيتها لتركيا، وأن الزيارة هي استنزاف أموال القطريين، كنتيجة مذرية لسياسات نظام الحمدين.

الإهانة الأولى، كانت فور وصول أردوغان في زيارته ذات اليوم الواحد، لمطار الدوحة الدولي، حيث استقبله خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، ليتعمد الرئيس التركي الاستهانة بها ويسير أمامه، بينما وزير الدفاع القطري يسير خلفه، ما يثبت مدى التبعية التي باتت لدى الدوحة مع أنقرة.

وبعد ساعات قليلة، جدد أردوغان عنجهيته، في مشهد وثقته الكاميرات، حيث كان يجلس بجوار أمير قطر، وفجأة أمر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري بأن يعدل جلسته، ليستجيب له بشكل تلقائي الوزير القطري، ما أثار حنق القطريين بشكل بالغ.

غضب القطريين

وشن القطريون هجومًا بالغًا على القيادة السياسية لبلادهم والرئيس التركي، حيث دشنوا هاشتاج باسم "أردوغان"، تبادلوا فيه التدوينات عن مدى غضبهم واستيائهم مما آل الوضع إليه في قطر في ظل سياسة الحمدين، حيث كتب أحدهم: "التبعية" في أبشع صورها".

بينما كتب آخر: "لا يجرؤ أي مسؤول قطري أن يمشي بموازاة أردوغان، الحاكم الفعلي للدوحة، تبعية مهينة، وأكد آخر: "صورة مؤلمة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا، رئيس دولة يزور دولة، فيسير من يستقبله خلفه ذليلًا"، ويرى رابع: "هذه الصورة التي بثت على القنوات تؤكد أن قطر أصبحت تابعة إلى تركيا وما سير أردوغان بهذا الشكل وخضوع من خلفه إلا عودة للعصور الوسطى لكم الله يا عرب قطر أي ألم تشعرون به وأنتم ترون هذا الذل".

كما قال مواطن آخر: "يستقبلهم أردوغان في تركيا فيضعهم خلفه، يستقبلون أردوغان في قطر ويضعهم خلفه.. قطر سيادة ضائعة وتبعية مُهينة في الداخل والخارج"، وكتب قطري آخر أن "صورة مؤلمة وفيديو أكثر ألمًا لك الله يا قطر، إهانة لا مثيل لها".

وأكد القطريون أن الهدف من الزيارة هو استنزاف أموال الدوحة، من أجل سد فاتورة خسائر أردوغان وفشله الاقتصادي ببلاده، حيث يحاول نهب ثروات قطر بعنجهية مبالغة، بعد أن بدد مال بلاده على حروبه الخارجية التخريبية ودعم المرتزقة، وهو ما ظهر في هرولة الرئيس التركي لقطر في خضم جائحة كورونا التي يشهدها العالم.

كما رجح آخر أيضًا أن أردوغان يحاول الحصول على دعم مالي بعد مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لأجل ليبيا ودعم استقرارها، ثم تلويحه بإمكانية التدخل العسكري في ليبيا، لحفظ أمن واستقرار الدولتين.

سبب الزيارة

كشفت جريدة "تي 24" التركية، أن لقاءات سرية جرت بين الرئيس والأمير، واستمرت نحو 3 ساعات، في قصر اللؤلؤة الرئاسي في العاصمة الدوحة، بحثا فيها العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية.

ولفتت إلى أن أردوغان زار قطر بصحبة عدد من المسؤولين الأتراك؛ من بينهم وزير المالية، بيرات البيرق، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ومدير اتصالات الرئيس التركي، فهرتيني ألتون، والمتحدث باسم الرئيس إبراهيم قالين، ومدير الاستخبارات التركية هاكان فيدان.

تمويلات الإرهاب

أثارت تلك الزيارة جدلًا ضخمًا بالأوساط العالمية، حيث أكد مراقبون أن الرئيس التركي يسعى من خلال لقائه بأمير قطر إلى الحصول على تمويلات للحروب التي يشنها في كافة الجبهات في المنطقة العربية مثل العراق وليبيا وسوريا، وضخ المزيد من الأموال لكسب غطاء لتلك العمليات الإرهابية الأخرى، حيث باتت العلاقة بين الدولتين معروفة عالميًّا بكونها قائمة على فكر دعم الجماعات المتطرفة وتمكينها في كافة أنحاء العالم.

نوايا خفية

وما زالت تلك الزيارة المفاجئة في وقت تفشي كورونا محط تساؤل عالمي كبير، والتي بالتأكيد تخفي نوايا غريبة ومصالح إرهابية، حيث رجح مراقبون دوليون عدة توقعات بشأنها، بينها حصول أردوغان على المزيد من الأموال لمد جمعياته الإرهابية في أوروبا التي ظهرت بشكل واضح مؤخرا، أم لرغبته في إعلان قطر ولاية عثمانية جديدة بهذه الزيارة، مؤكدين أن الرئيس التركي لا يشعر بالأمان في قطر حيث أحضر معه قواته التركية الخاصة لتأمين شوارع الدوحة.

بينما ذهب آخرون لتوقع أن تنجم عن هذه الزيارة نتائج سلبية في مناطق الصراعات بسبب التاريخ الإجرامي لكل من حكومة تميم وأردوغان لدعمهم للإرهاب في تلك المناطق مثل ليبيا.