داعش ليس أخطرهم.. سياسيون عراقيون يكشفون تحديات حكومة "الكاظمي"

داعش ليس أخطرهم.. سياسيون عراقيون يكشفون تحديات حكومة
صورة أرشيفية

حمّل رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي، بمسؤولية كبيرة منذ منح ثقة مجلس النواب العراقي، ليكون ثالث مكلف بتشكيل الحكومة من استقالة عادل المهدي في يناير الماضي.


"الكاظمي" يواجه تحديات وصعوبات على المستويين السياسي والاقتصادي، فضلا عن بروز تنظيم "داعش" مجددًا، مما يؤدي إلى تفاقم تعقيدات المشهد السياسي في العراق.
 
مرحلة شديدة الصعوبة


وتعد المرحلة المقبلة في العراق بالغة الصعوبة، ويسود فيها التعقيدات المتداخلة رغم وجود مناخات إيجابية لمنح الثقة داخل البرلمان العراقي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إلى أي حد يمكن أن يستمر؟ لأن هناك خلافات حول حقائب متبقية وهناك أولويات عمل لرئيس الحكومة قد تصطدم بأحزاب سياسية، فضلاً عن المطالب الشعبية والأزمات الأخرى المعروفة مثل الأزمة الاقتصادية وتفشي وباء كورونا وتهديد تنظيم داعش.
وفي هذا السياق يقول الخبير السياسي العراقي نذار سامرائي، إن حكومة "الكاظمي" تقع أسيرة خمسة تحديات وملفات متشابكة، وهي الملف الاقتصادي، الملف الأمني، العلاقة مع واشنطن، العلاقة مع إقليم كردستان، وأخيرا ضرورة إجراء الانتخابات المبكرة.


وأضاف سمرائي لـ"العرب مباشر":" ووسط كل هذا فإن  خطر وباء كورونا مازال يواجه الدولة، وعدم اتخاذ الحيطة في إعادة حركة الحكومة على استحياء وحذر قد يؤدي إلى سيناريو إيران من حيث تفشي الوباء، لافتاً أن إصرار "الكاظمي" على إجراء الانتخابات المبكرة في وقتها مخاطرة غير محسوبة ربما تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
 
العراق يسير في نفق مظلم بسبب سوق الوقود

فيما يقول الخبير السياسي العراقي "فالح السعدون"، إن حكومة "الكاظمي" تسير في نفق مظلم تحاول خلاله أن تحارب لإيجاد النور، لافتاً أن العراق يواجه انهيارات على أصعدة عدة والتي يأتي على رأسها انهيار أسعار النفط مما قد يفضي إلى احتجاجات شعبية من جديد، حيث إن العراق تعتمد 90% من مواردها على النفط.
وتوقع خلال تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن الظروف الاقتصادية قد تصبح تحديا لن يقدر "الكاظمي" على مواجهته خاصة وأن التقارير تشير إلى ضرورة خفض رواتب الموظفين في الدولة، ورفع أسعار السلع الغذائية، وتسريح أكثر من 20%، مما يخلق موجة شعبية عارمة.
 
عودة تنظيم داعش تهدد استقرار العراق


عاد تنظيم داعش إلى عملياته السابقة في العراق، وأحبطت قوات الحشد الشعبي هجومًا لـ"داعش" في "جرف الصخر" جنوب بغداد، وفي سامراء، وقصفت عددا من نقاط تمركز مسلحي التنظيم في تكريت.
ويقول الخبير السياسي باسل الكاظم ، إن من أبرز الأسباب التي أدت إلى محاولة "داعش" العودة إلى عملياتها، نجاح القوات الامنية في الوصول إلى منابعهم ومقراتهم في الصحراء، في محاولة لتجفيف تلك المنابع.


وعن مواجهة الكاظمي وحكومته لهذا التهديد، يقول لـ"العرب مباشر"، إن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة فهو يحتاج إلى مشاركة عاجلة لجميع الصفوف والأطياف السياسية في الأمر، قائلاً:" أعتقد أن الكاظمي" يتجه نحو الإقصاء والولاء إلى أطراف جانبية خارج العراق.
 
آلاف المسلحين مازلوا ينشطون في العراق


من جانبها قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في وقت سابق، إن قرابة 3000 مسلح من تنظيم داعش ما زالوا ينشطون شمال شرق العراق، وإن التنظيم أعاد تكوين خلايا تابعة له في المناطق المحررة من المسلحين العائدين من سوريا، وقد تسللوا عبر الحدود التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر في الصحراء، وأضافت أنه منذ نهاية شهر مارس الماضي، لوحظت عودة لافتة إلى نشاط هذه الخلايا في محافظة الأنبار على طول الحدود مع الأردن وسوريا.