"خزان صافر".. ورقة ضغط الحوثيين المهددة للحياة في البحر الأحمر

أصبحت أزمة ناقلة النفط "صافر" قبالة سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر، ورقة ضغط تستخدمها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن لتحقيق مكاسب سياسية، لتنضم بذلك إلى بقية القضايا والملفات الإنسانية كالأسرى والمعتقلين وميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي والبنك المركزي وأزمة المشتقات النفطية.

كارثة بيئية

وتبلغ حمولة الخزان العائم قرابة 1.1 مليون برميل من النفط، وهي كمية تقارب أربعة أضعاف ما تسرّب من سفينة "إيكسون فالديز" عام 1989، حيث يخشى من أنه سيكون لأي تسرب عواقب بيئية وإنسانية واقتصادية مدمرة، ليس فقط على سكان اليمن، ولكن أيضا على منطقة البحر الأحمر بأكملها وصولا إلى قناة السويس شمالا. 

إهمال متعمد

ولم تجر أي أعمال للصيانة الدورية على الناقلة منذ تصعيد النزاع من قبل ميليشيا الحوثيين الإرهابية في اليمن عام 2015 ما أدّى لتدهور حالة هيكلها ومعدّاتها ومنظومات تشغيلها، وهو ما يجعل الناقلة عرضة لخطر تسرب النفط أو الانفجار أو الحريق.

وتشير الأبحاث العلمية التي أجراها خبراء مستقلون إلى أن أي تسرب نفطي كبير سيتسبب في الكثير من الضرر للمنظومات البيئية في البحر الأحمر التي يعتمد عليها قرابة 30 مليون شخص بمن فيهم ما لا يقل عن 1.6 مليون يمني. 

تدمير الثروة السمكية

وسيطال الأثر مصائد الأسماك على طول الشاطئ اليمني الغربي خلال أيام ما سيؤدّي لانهيار سبل كسب الرزق الخاصة بالمجتمعات المحلية القائمة على الصيد البحري في الوقت الذي يعتمد فيه 90% من سكان تلك المجتمعات على المساعدات الإنسانية بالفعل، وستكون شواطئ الحديدة وحجّة وتعز الأكثر تضررا.

عرقلة وصول المساعدات

وفي حالة اشتعال النيران على ناقلة النفط صافر لأي سبب، فقد يتعرض أكثر من 8.4 مليون شخص لمستويات مرتفعة من المواد الملوثة، وفي أسوأ السيناريوهات المحتملة، قد يؤدي تسرب النفط إلى الإغلاق الفوري لميناء الحديدة الحيوي، وهو ما يقدر تأثيره بالتسبب في ارتفاع كبير في أسعار الغذاء والوقود وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى ملايين اليمنيين. 

تهديد مصائد الأسماك

وتقدر تكلفة تسرب النفط من خزان صافر العائم إلى مصائد الأسماك في اليمن بمليار ونصف مليون دولار على مدار 25 عاما، ومن المرجح أن تتضرر الدول الأخرى المشاطئة للبحر الأحمر بما فيها جيبوتي وأريتيريا والمملكة العربية السعودية، وقد يضر التسرّب أيضا بحركة التجارة البحرية في البحر الأحمر، وهو واحد من أكثر المسارات البحرية نشاطا في العالم؛ إذ يمثل قرابة 10% من التجارة العالمية.

يذكر أن خزان صافر هو سفينة عائمة لتخزين النفط وتفريغه، ترسو على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال الغربي من شبه جزيرة رأس عيسى على الشاطئ الغربي لليمن، وهو يرسو هناك بشكل دائم منذ أكثر من 30 عاما دون أن يخضع لأي إصلاحات في الحوض الجاف أو في حوض بناء السفن، وكان الخزان في البداية ناقلة نفط ذات بدن منفرد تحمل اسم "إيسو جابان" تم تصنيعها في عام 1976 ثم تحولت لتصبح خزانا عائما في عام 1986.