خبراء: زيارة بابا الفاتيكان للعراق اتسمت بالشجاعة وحملت الكثير من الرسائل

خبراء: زيارة بابا الفاتيكان للعراق اتسمت بالشجاعة وحملت الكثير من الرسائل
جانب من الزيارة

"أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأن أشجعكم على المضي قدماً، لا تسمحوا للمعاناة الفظيعة التي عشتموها والتي تؤلمني كثيراً بأن تنتصر، لا تستسلموا في وجه انتشار الشر، لأن منابع الحكمة العريقة في أرضكم توجهنا لنتخذ سبيلاً آخر، لنفعل مثل إبراهيم الذي بينما ترك كل شيء، لم يفقد الرجاء أبداً، بل وضع ثقته بالله فصار أباً لذرية يعادل عددها عدد نجوم السماء"، بهذه الكلمات وجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالة إلى الشعب العراقي قبيل زيارته إلى البلاد داعيا إلى تشديد روابط الأخوة وبناء مستقبل يسوده السلام.

ووصل البابا فرنسيس، بعد ظهر أمس الجمعة إلى مطار بغداد بعدما حطت طائرته عقب رحلة استغرقت 4 ساعات ونصفًا اتجهت من إيطاليا إلى العراق في زيارة تاريخية، حيث قال الباحث العراقي حيدر الموسوي: إن زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق حدث جلل بكل المقاييس وتتسم بالشجاعة رغم التحذيرات المستمرة له قبل زيارته، لكنه أصر على زيارة العراق في رحلة إنسانية وروابط الأخوة.

رسائل عديدة

وأضاف الموسوي، أن الأماكن التي اختارها بابا الفاتيكان للزيارة في العراق حملت رسائل عديدة مثل مدينة أور والتي شهدت ميلاد النبي إبراهيم، وأدى على أطلالها الصلاة الإبراهيمية التي جمعت الديانات الثلاثة، كان لها هدف واضح للغاية أن المسلمين والمسيحيين واليهود حتى أصحاب الديانات الأخرى هم إخوة ولا داعي للاقتتال والعنف والإرهاب الذي أدانه البابا بكل أشكاله.

خطة تأمين عالية المستوى

وشكلت لجنة تنظيمية لزيارة البابا فرنسيس والتي قسمت بدورها إلى العديد من اللجان على رأسها الأمنية في إطار تأمين زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق، وضمن تفاصيل تأمين زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق تم عمل جدول للقوات الأمنية لتوزيعها وإعادة انتشارها في العاصمة بغداد، وتم عمل خطة لإعادة انتشار القوات الأمنية في المحافظات والمدن التي سيزورها البابا، وتم فرض 3 أطواق في كل موقع سيمر من خلاله أو يزوره بابا الفاتيكان، وأكدت بغداد أيضا أن التغطية الأمنية لا تشمل البر فقط بل أيضا التغطية الأمنية الجوية، كما وضعت خطط استخبارية وأمنية خاصة بالزيارة خصوصا العاصمة بغداد وأماكن الزيارة.

وتابع: "اختيار بابا الفاتيكان للكنائس والمدن التي يقيم فيها الصلوات والقداسات، لها مغزى واضح أن جميعها تضررت من الإرهاب وعانى سكانها من فظائع الطائفية والتنظيمات الإرهابية المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي".

بابا الفاتيكان يؤكد على لغة الحوار

فيما قال المحلل السياسي العراق، حسن النصار، إن الشعب العراقي يكاد يطير فرحا بزيارة بابا الفاتيكان للبلاد، لأنهم شعروا أن الزيارة سلطت الأضواء عليهم، فهم مدينون له بكل التقدير نظرا لإصراره على الزيارة التي سبقها تصعيد من قبل الميليشيات الإرهابية والتي أطلقت صواريخ استهدفت مناطق إستراتيجية في البلاد، وارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العراق.

وأضاف: "الاجتماع بين البابا والسيستاني في النجف في إطار جولة بابوية سريعة في العراق، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها بابا للفاتيكان بمرجع شيعي أعلى، يعد رسالة أيضا أن لغة الحوار والتفاهم مع الآخر أيا كانت ديانته هي السبيل الأفضل لتخطي أية مصاعب أو أزمات، لاسيما وأن البابا فرنسيس بحث مع السيستاني التعاون بين جميع الديانات والحوار من أجل خير العراق وخير المنطقة".