حصري.. إحياء مشروع قطري تخريبي قديم وراء الزيارة العسكرية التركية لليبيا

حصري.. إحياء مشروع قطري تخريبي قديم وراء الزيارة العسكرية التركية لليبيا
الأمير تميم بن حمد آل ثان والرئيس التركي

لم تسيل ليبيا لعاب تركيا فقط، التي يهرول نظامها من أجل استنزاف كافة مواردها وثرواتها ونشر الإرهاب بها كموطئ قدم جديد بالقارة السمراء، وإنما سعي أيضًا لتنفيذ كافة المخططات الإجرامية بها لصالح حلفائه، وعلى رأسهم قطر.

وتنفذ تركيا وقطر مخططات إرهابية عديدة في ليبيا، بمساعدة من حكومة الوفاق غير الشرعية، ظنًّا منها أن ذلك من شأنه تثبيت حكمها، بينما ينهش المحتل القطري والتركي في ثنايا البلد الممزق بفعل الحروب الأهلية والميليشيات المنتشرة بها.

عودة للمخطط القطري

وقبل أيام زار وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ليبيا في زيارة سريعة، برفقة عدد من قادة الجيش، وهو ما أثار جدلًا حينها، بوجود أهداف غير معلنة خلف تلك الزيارة.

وكشفت مصادر أمنية، أن تلك الزيارة العسكرية لليبيا، مرتبطة بزيارة الرئيس التركي رجب أردوغان لقطر، الخميس الماضي، حيث كانت تهدف لإعادة تنفيذ مشروع بمخطط قطري تخريبي قديم ضد ليبيا، الذي تم طرحه في 2011.

وأضافت المصادر: أن ذلك المشروع القطري هو تدشين "جهاز الحرس الرئاسي" بدعم من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بهدف السيطرة على غرب ليبيا، ليكتسب ستارًا خارجيًّا هو المسؤولية الأمنية في المنطقة بعد تفتيت الميليشيات.

وتابعت: إن قطر وتركيا اتفقتا على أن يتولى ذلك الجهاز الإرهابي خالد الشريف، أحد أبرز أذرع أردوغان بليبيا.

من هو خالد الشريف؟

قبل أيام، كان موقع "أفريكا إنتلجنس" المتخصص في الشؤون الاستخبارية والإستراتيجية، كشف أن تركيا تفرض مرشحها الإرهابي الخطير والمسؤول العسكري بالجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة خالد الشريف، لتولي رئاسة أحد الأجهزة المهمة في حكومة "فايز السراج".

ويلقب حاليًا بـ"أبي حازم الليبي"، وهو القائد حاليًا لجميع الميليشيات المسلحة التابعة لقوات الوفاق، فهو صاحب الهجمات الأخيرة لها، ويسعى لاحتلال قاعدة "الوطية" الجوية، حيث إنه قبل شهرين، أرسلته تركيا لتولي العمليات العسكرية بالعاصمة طرابلس وقيادة الهجمات على قاعدة "الوطية" الجوية، عَبْر مطار مصراتة، بصحبة رئيس الاستخبارات التركي "هاكان فيدان" ومختصين أتراك في صناعة المتفجرات، وعقب ذلك بدأت تحركاته في المحيط الغربي للعاصمة طرابلس، حيث يترأس كتيبة مختصة في تلغيم وتفخيخ المواقع الحيوية، لاستغلالها ضدّ الجيش الليبي، وهو ما يثير الشكوك بشأن حدوث تفجيرات في مواقع مدنية وأسواق خلال الفترة المقبلة.

كما عُرف بدعمه لأنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة في درنة، وساعد الإرهابيين في تأسيس عدد من التنظيمات، خصوصًا في مدينة "درنة" شرقي البلاد، مع الإرهابي "مرعي زغبية" الذي ألقي القبض عليه بصحبة الإرهابي "هشام عشماوي" في الحي القديم بدرنة، في 8 أكتوبر 2018، وساعد أيضًا في تهريب المسلحين إلى داخل ليبيا من أجل التدريب وتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل والخارج، مع الإرهابي "عبدالحكيم بلحاج" الذي استولى على أموال الليبيين في المصارف عقب سقوط النظام السابق.

تفاصيل المخطط القطري

منذ فبراير 2011، تسعى قطر إلى تشكيل ميليشيات إرهابية لتكون بمثابة ذراع للإخوان الإرهابي في ليبيا، خلف عدة أغطية خارجية، ولذلك عقب إسقاط نظام القذافي طرحت على المجلس الانتقالي، تشكيل جهاز أمني تحت اسم "الحرس الوطني"، على غرار الحرس الثوري الإيراني، لنشر الإرهاب والإجرام واستهداف أمن مصر بوجه خاص.

ومن أجل تنفيذ ذلك، استعانت قطر بعناصر إرهابية من أفغانستان وتنظيم القاعدة، وأشرف على تدريبهم سرًّا فريق مخابراتي قطري في مناطق بالقرب من طبرق، بتولي من الإرهابي عادل المطردي والإرهابي فوزي بو كتف، حينها اصطدمت الدوحة بعدة أزمات حينها، على رأسها عدم توافق الأفراد بالتيارات الإرهابية المتعددة، قبل أن يرفض التجربة المجلس الانتقالي حينها.

عاد المخطط للظهور مجددًا، بعد تدشين تولي "المؤتمر الوطني" الذي سيطر عليه الإخوان في 2012 وترأس الإرهابي خالد الشريف له، ليظهر في الخفاء من جديد في صبراتة وصرمان وترهونة، ويتولى تأمين مكتب قناة الجزيرة بطريق الشط وقناة النبأ في منطقة زناتة وسط طرابلس ومسقط رأس بلحاج والمقرات التي تسيطر عليها تركيا وليبيا وحكومة الوفاق غير الشرعية.