بالتآمر مع "فهد ياسين".. قطر تسعى لضمان انتخابات الصومال لصالح أعوانها

بالتآمر مع
صورة أرشيفية

تسعى قطر بكل السبل لاستنزاف الصومال، التي تشهد أزمات ضخمة في مختلف المجالات، سواء سياسيًا بسبب استبداد رئيسها "فرماجو"، أو بالأوضاع الصحية والمجتمعية، لذلك سارعت حاليًا للضغط بكل الطرق نحو تحديد نتيجة الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، بمساعدة ذراعها الأقوى فهد ياسين.

تحديد نتيجة الانتخابات


الانتخابات المقبلة في الصومال، باتت هي أكبر أهداف قطر حاليًا، لذلك تآمرت مع رئيس جهاز المخابرات الصومالية "فهد ياسين"، وحركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة بها، مع بداية الدعاية الإعلامية الصادرة عن المجموعة، والتي كانت اقتصرت مسبقًا على نشر الرعب لتتجه حاليًا إلى نهج جديد تمامًا وهو رغبتها في التغيير بالبلاد، وتبنّيها خطابًا عاطفيًا وكأنها تقف إلى جانب الشعب الصومالي لحل أزماته.


واتجهت قطر بالتواطؤ مع فرماجو وياسين، للزج بالعديد من الممثلين "معظمهم مجبرون" في سباق الانتخابات، خاصة في المناطق الريفية، بينما دفعت بحركة الشباب الإرهابية للسيطرة على المؤسسات الصومالية.


وخلال الفترة الماضي، نشرت الجماعة الإرهابية بتوجيهات من قطر وياسين، حوالي 57 مقالًا، بعضهم من قِبل مرتزقة مدفوعين منهاـ بعدما كان الحديث عن "الشباب" قاصرًا على إظهار هجماتها أو تشويه سمعة الحكومة الصومالية أو بقية الدول فيما عدا تركيا وقطر، ووصل الأمر إلى تقديم الحركة نفسها دائما كجهة وبديل شرعي. 

تمدد قطري


ومع زيادة الحديث عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومحاولات قطر الزج باستمرار فرماجو في السلطة حتى تتمكن من تحقيق أهدافهما، ظهرت محاولات تمدد قطرية جديدة داخل الحكومة.


وقال "عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي"، زعيم حزب ودجر الصومالي المعارض: إن قطر تسعى وتضغط بقوة لتأجيل الانتخابات الرئاسية حتى تتمكن من الإبقاء على الرئيس الحالي والطبقة المحيطة به من السياسيين الموالين لها، الذين يجتمع بهم سفير الدوحة بانتظام في مقديشو.


وأضاف "ورسمي" أن الدوحة تمددت عميقًا في البلاد، حتى باتت تتحكم في أعضاء الحكومة الحالية بحيث لا يصدر قرار دون مشورة سفيرها، مشيرًا إلى أن القيادات الصومالية ورؤساء الولايات بدؤوا تحركات مكثفة لتغيير الوضع الحالي، الذي تحاول قطر تجميده لصالح الرئيس والإسلاميين، وقاموا بعقد مؤتمر تشاوري في مدينة طوسمريب، عاصمة ولاية غالمودوغ، واتفقوا على ألا يتم تمديد الفترة الرئاسية الحالية، وإجراء الانتخابات في موعدها.


محاولات صومالية للتصدي


وأمام ذلك التمدد والمحاولات القطرية، أعلنت أكبر قبيلتين في الصومال تضامُنهما وتحالُفهما معًا لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك الرئاسية، من أجل طرد الرئيس الحالي الموالي للدوحة "محمد عبد الله فرماجو" وكافة رجال الدوحة من كافة القطاعات والأقاليم.


وأصدر مجلس قيادة قبائل "هبرغدير" بيانًا قدم فيه تهنئته ودعمه لنتائج وقرارات مؤتمر عشائر "مودولود" الذي عقد في مقديشو في الفترة ما بين 3 إلى 5 من أغسطس الجاري.


وأوضح مجلس قبائل "هبرِدِير" أنه توجد ثلاثة أمور أساسية توافقت عليها قبائل "مودولود" وهي، بناء مجلس قيادي لعشائر "مودولود"، وتفعيل تشكيل إدارة ومقام إقليم "بنادير" الذي يضم العاصمة مقديشو، وذلك بالتشاور مع كافة قطاعات المجتمع المعنية، وإجراء الانتخابات القادمة في موعدها ووفق أُسس توافقية وعدم تأجيلها.

دور "فهد ياسين"


يلعب "فهد ياسين" حاليًا دورًا هامًا في المخطط القطري، حيث يسعى لنشر الفوضى بالبلاد وزيادة القبضة القطرية، من خلال عدة خطوات، منها اغتيال الضباط، وآخرهم قبل ساعات، حيث اغتال مسلحون مجهولون في العاصمة مقديشو ضابط شرطة بمركز حرس البرلمان الفيدرالي في عملية هي الثانية خلال أسبوع، بعد أن أطلقوا رصاصهم على الملازم الذي يخدم ضِمن الحرس الأمني في مركز مجلس الشعب الصومالي الغرفة السفلى للبرلمان الفيدرالي، وحملت وسائل إعلام محلية ميليشيات حركة الشباب الإرهابية مسؤولية الحادث.


وقبل أيام مضت، عثر الأمن الصومالي، على جثة ضابط برتبة رائد في الحرس الرئاسي في فندق بمديرية "حمر حجب" جنوب شرقي محافظة "بنادر" في العاصمة مقديشو.


كما تعمد اختلاس رواتب الجنود بجهاز  المخابرات، لذلك خرج مجموعة من قوات ھیئة الأمن والاستخبارات الصومالیة (NISA) وقاموا بإغلاق أحد الشوارع الرئیسیة القریبة من القصر الرئاسي في مقدیشو، احتجاجًا سلميًا على عدم الحصول على مستحقاتھم بما فیھا الرواتب لمدة ثلاثة شھور متتالیة، الأسبوع الماضي.


وبلغ عدد تلك القوات حوالي ٩٠ جنديًا، الذين تسببوا في شلّ حركة المرور أمام القصر وشارع "جوبا" الذي یعتبر شریانًا مھمًا لحركة المواصلات في العاصمة، حيث أوقفوا السير وهم على متن آليات عسكرية ثقيلة، ويحملون أسلحة خفيفة، ويستعدون لمواصلة الاحتجاجات والقیام بخطوات تصعیدیة إذا تطلب الأمر لحین الاستجابة لمطالبھم، ووقف اختلاس رواتبهم من قِبل رئيس الجهاز "فهد ياسين"، ومحاولة تسريحهم بشكل مخالف للقانون. 


وأظهرت تلك الاحتجاجات أن رئيس جهاز المخابرات الصومالية فهد ياسين يختلس رواتب جنود المخابرات التي يقودها، بهدف إزعاج أفراد الجهاز وإزاحتهم منه، لإضعافه وكسر قدرته على مواجهة الإرهاب الذي تدعمه قطر وتركيا بمقديشو.


ومنذ تولي ياسين مهامّ إدارة المخابرات، تسبب ذلك في رفض ضخم بين أفراد المؤسسة بمعرفتهم بولائه الأول لقطر، وهو ما ثبت لاحقًا بالانحراف البالغ الذي شهدته، حيث تحولت الوكالة إلى أقرب ما يكون للناطق باسم حركة "الشباب" الإرهابية، ومنها أنه يقود بمعاونة كل من وزير الداخلية الإخواني الأسبق عبدي حسن وضابط بالمخابرات الصومالية يدعى جمال محمد حسن، وبإشراف من رئيس الوزراء حسن علي خيري، مخططات تقوض أساس الدولة الصومالية والحكم الفيدرالي، وتدعم وجود الإرهابيين في مؤسسات الصومال الأمنية والعسكرية.


 وتحول جهاز الأمن والاستخبارات تحت قيادة "ياسين" تحول إلى مرتع للإرهابيين من قيادات حركة الشباب التي تعمل بشكل وثيق مع ياسين في تنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين الصوماليين في مدن البلاد، وتستهدف البعثات الدولية، من أجل تقسيم الصومال، وخلق صراع في المناطق الشمالية لإنشاء دولة جديدة في منطقتَيْ "سول" و"ساناغ" بشمال البلاد، وإشعال الصراع القبلي فيها، وكل ذلك بتمويل ودعم من قطر.
"طوسمريب 3"


وفي نهاية أغسطس الماضي، وبعد مفاوضات ضخمة بين الأطراف السياسية في الصومالية بمدينة طوسمريب عاصمة ولاية غلمدغ، توصلوا إلى بلورة رؤية للخروج من المأزق السياسي الناجم عن الخلافات حول الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في البلاد نهاية العام الجاري ومطلع العام المقبل، خاصة بعد وعود رئيس البلاد العديدة بإقامتها والتخلف عنها.


وبنتائج المفاوضات، انقلبت الطاولة على رئيس البلاد "محمد عبدالله فرماجو"، وفرضت نظام الاقتراع غير المباشر بنظام 4.5 العشائري، في الانتخابات المقبلة والذي يرفضه فرماجو بسبب أطماعه في التمديد لمدة عامين وتأجيل الانتخابات، وهو من شأنه إنهاء وصاية قطر على الصومال .

أطماع قطر بالصومال


سعى النظام القطري بالتعاون مع نظيره التركي بكل السبل إلى  طرق أبواب الإرهاب بشتى الأساليب في الصومال، لدعم مصالحها ومساعيها الإجرامية، والتي تم فضح أغلبها، ولعل أبرزها العام الماضي، حينما فجرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مفاجأة من العيار الثقيل، بنشرها تسجيلًا صوتيًا يكشف مكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، يثبت تورط الدوحة في العمليات الإرهابية بالصومال.


وورد في المكالمة، تأكيد رجل الأعمال للسفير، أن قطر ستقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة "بوصاصو" في 8 مايو الماضي، قائلاً: إن "أصدقاء قطر نفذوا الهجوم"، فضلاً عن حديثه أن القطريين يعرفون مَن المسؤول عن التفجيرات والقتل في تأكيد لا يحتمل أي تأويل، والتطلع لتحويل "عقود" في الصومال إلى يد الدوحة.


وأكدت الصحيفة أن المكالمة تُظهر بوضوح أن الهجوم كان يستهدف تعزيز مصالح قطر في الصومال، وتقويض الدعم الذي تقدمه دول خليجية للدولة الإفريقية من أجل استعادة عافيتها، مشيرة إلى أنها تواصلت مع المهندي، ولم ينفِ صحة التسجيل، لكنه زعم أنه كان يتحدث بصفته مواطنًا وليس مسؤولًا حكوميًا، وأن السفير صديق منذ أيام الدراسة.