ازدواجية التطبيع مع إسرائيل.. "العثماني" ظِلّ الإخوان للهجوم على الإمارات والبحرين

ازدواجية التطبيع مع إسرائيل..
سعد الدين العثماني

تتعدد مواقف رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، التي تكشف عن تناقضاته، وأجندته التي تعمل وفقًا لتنظيم الإخوان الإرهابي، فهو يستخدم كافة العناصر والأدوات من أجل الهجوم والتربص بالأنظمة التي يعاديها التنظيم.

العثماني الذي شغل منصب أمين عام "العدالة والتنمية" – الذراع السياسي لإخوان المغرب- من 2004 إلى 2008، عرف عنه التناقضات في المواقف الداخلية وحتى الخارجية، والتي كان آخرها الازدواجية في تقييم علاقات التطبيع مع إسرائيل.


ازدواجية التطبيع عند العثماني


"المتناقض" هو الذي يقول شيئا ويعود ليفعل عكسه، أو من يهاجم فعلاً ثم يأتي بنفسه ليفعله، وهذا ما قام به العثماني، في أغسطس الماضي هاجم صفقات السلام التي أعلنتها دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وأكد العثماني، رفض بلاده لكل "عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني" على حد قوله.


وأضاف العثماني، أن "الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني هو خطوط حمراء بالنسبة للمغرب".


وأردف: "التطبيع مع الكيان الصهيوني هو دفع وتحفيز له كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف عليها".


ولكن بعد إعلان مملكة المغرب وصولها لاتفاق مع دولة إسرائيل حول عملية السلام، خرج العثماني مبررا الاتفاق، ومؤكدا أن المغرب تبقى مواقفها وأولويتها القضية الفلسطينية.


وألمح "العثماني" بأن التطبيع المغربي – الإسرائيلي يأتي في سياق العمل لصالح القضية الفلسطينية، وهو ما كان يهاجم الإخوان وأنصارها دولتي الإمارات والبحرين عندما أكدا عليه.


لماذا لم يهاجم العثماني العلاقات الإسرائيلية-التركية
رئيس الحكومة المغربية تربطه علاقات وثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحتى أن  حزب "العدالة والتنمية" المغربي ونظيره التركي بينهما تنسيق سياسي ودبلوماسي على درجة عالية.


وعزز العثماني علاقته مع حزب ”العدالة والتنمية“ التركي منذ أن كان رئيسا للحزب إلى درجة أصبح معها يعتبر نفسه فرعًا من فروع نظيره التركي، كل هذا منع العثماني من مهاجمة الحكومة التركية التي تملك أعلى درجات التعاون التجاري مع دولة إسرائيل.


وامتنع رئيس الحكومة المغربية عن التعليق على ابتعاث أنقرة لسفير لها في تل أبيب، مما يؤكد على قوة ترابط العلاقات بين البلدين.


مراقبون أكدوا أن رئيس الحكومة المغربية، استغل صفقة السلام بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، لتنفيذ أجندة أردوغان والإخوان في الهجوم في دول الخليج العربي والمنطقة، ولكنه بقي في موقف لا يحسد عليه عندما قرر الملك محمد السادس إعلان توقيعه لصفقة جديدة مع دولة إسرائيل.


تناقضات العثماني الداخلية


تناقضات مواقف رئيس الحكومة المغربية لا تتوقف عند الشأن الخارجي لسياسات المملكة المغربية، إذ إنه ظهر في لقاء مباشر مع الشعب المغربي يتحدث باللغة الفرنسية ولم ينبث بكلمة عربية، في الوقت الذي تخوض فيه النخب الوطنية المغربية، صراعًا مريرًا على عدة أصعدة لإسقاط مقترح "فرنسة" التعليم العمومي وضرب الهوية المغربية.


وحتى في أزمة تفشي وباء كورونا كانت تناقضات رئيس الحكومة المغربية من الأمور التي تؤرق شعبه، فنشر تدوينة في 19 مارس 2020، عبر حسابه على فيسبوك، شكلت خيبة للآمال وكسرت فرحة المغاربة بعد أن تأملوا خيرا في "وضع حد لفيروس كورونا من خلال دواء كلوروكين"، الذي يستعمل في علاج الملاريا".

وقال العثماني في تدوينته: "تفاعلاً مع تعليقات بعض المواطنين حول استعمال دواء الكلوروكين في علاج الإصابة بفيروس كورونا، وجب التوضيح أن استعمال المادة لا يزال في بدايته بمختلف الدول وليست هناك أدلة كافية على فعاليته في علاج هذا الداء، وأن الوقاية وحدها حاليا هي السبيل الوحيد لحماية المجتمع منه".


وجاءت هذه التدوينة، بعد تغريدة متناقضة لرئيس الحكومة، نشرها، قبل يوم، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رد من خلالها على تغريدة أحد متابعيه الذي سأله قائلا: "الدواء سميتموه Plaquenil لي دارتو Sanofi وهو أصلا موجود في المغرب وكداوء للمالاريا وحسب البروفيسور ديديي راؤول، الدواء جُرب في الصين وأثبت نجاعته في شفاء جميع الحالات.. أتمنى من السيد رئيس الحكومة المحترم أن ينور الرأي العام".


وجاء رد العثماني كالآتي: "جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا بالمغرب والتي تعاني من أعراضه هي فعلا تعالج بهذا الدواء، وهو يصنع بالمغرب، فلا حاجة لجلد الذات باستمرار".