أميركا ترصد مكافأة 10ملايين دولار للقبض عليه... مَن هو "محمد الكوثراني"؟

أميركا ترصد مكافأة  10ملايين دولار للقبض عليه... مَن هو
محمد الكوثراني

بعد اغتيال أميركا لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري الإيراني، وأحد أهم ركائز طهران مسبقا، مازالت تسعى لاقتفاء أثره بكل حد وصوب والوصول لأتباعه ومرافقيه، ليكون على رأسهم "محمد الكوثراني"، مساعده السابق.

مكافأة 10 ملايين دولار


أعلنت أميركا عن مكافأة مالية ضخمة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن "محمد الكوثراني"، أحد كبار القادة بميليشيات حزب الله في العراق، حيث تصفه بأنه إرهابي عالمي.


وتتهمه واشنطن بتمويل جماعات مسلحة في العراق، والمساعدة في نقل مقاتلين عراقيين إلى سوريا، لذلك أوضحت أن تلك الجائزة ترجع لكون الكوثراني تولى مسؤولية التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران، التي كان ينظمها مسبقا سليماني، وهو ما يعني تسهيل حركات تلك الميليشيات التي قمعت بشكل عنيف الاحتجاجات وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية وشاركت في نشاط إجرامي منظم على نطاق واسع.


كما ذكرت الولايات المتحدة أنها تعرض هذا المبلغ مقابل الحصول على معلومات بشأن أنشطة وشبكات ومساعدي الكوثراني، بهدف وقف الآليات المالية لحزب الله.

مَن هو "الكوثراني"؟


ظهر اسمه على الساحة السياسية بشكل رسمي، مع بداية الاحتجاجات العراقية، ثم تردد بقوة عقب اغتيال سليماني، حيث كان من أبرز مساعديه في بغداد، وحلقة الوصل مع الميليشيات العراقية الموالية لإيران، باعتباره ممثل حزب الله في البلاد.


ولد "الكوثراني" في محافظة النجف ويتقن اللهجة العراقية، ولديه الجنسيتان العراقية واللبنانية، ومسجل تحت اسمَيْ محمد كوثراني، وجعفر الكوثراني، بتواريخ ميلاد مختلفة، منها 1945 و1959 و1961.


وبسبب معارضته لنظام صدام حسين، قبع في السجن بالعراق لأعوام، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعفو خاص، ويسافر إلى بيروت لحمايته من قبل حزب الله، قبل أن يعود مجددا لبغداد بعد الإطاحة بالنظام السابق، ويتولى شؤون الحزب المدعوم من طهران تحت ستار الأعمال التجارية لفترة طويلة، بينما هيمنت شركاته على قطاعات واسعة في الاقتصاد العراقي.

عرّاب الميليشيات


في مطلع عام 2016، تولى "الكوثراني" ملفات إدارة وتسليح وتدريب الميليشيات بالعراق، بطلب من إيران، حيث احتفى به زعماؤها ببيروت وقدموا له المبايعة، ولقبوه حينها بـ"جامع الفرقاء الشيعة" في العراق، و"ظل سليماني" حيث كان يتبعه وينفذ أوامره وينهي مهامه باستمرار وخضوع.


كما سبق وحل الخلافات بين القوى السياسية الشيعية منذ 2010، وكان خلف حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الثانية من 2010 وحتى 2014، فضلا عن مساعيه لإتمام صفقة صلح بين مقتدى الصدر ونوري المالكي، بالإضافة لتسليح جميع تلك الجماعات.


ولحين مقتل سليماني، ظل الكوثراني يعمل في الخفاء لأعوام من أجل مصالح إيران، لكنه عقب اغتيال قائد الفيلق، سارع مساعده لملء الفراغ، حيث عقد اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، من أجل توحيد صفوفها وحشدهم من جديد خلفه، حيث تحول لخليفة مؤقت لسليماني. 


يمتلك "الكوثراني" علاقات قوية مع الفصائل المسلحة بالعراق، لذلك كان سليماني يثق به فيما يخص بغداد، وتوطيد علاقته بدوره مع الجماعات الموالية له، فضلا عن إنجاز المهام الإرهابية المطلوبة بالعراق، كما تدخل لحل الخلاف الضخم بين فصائل وقادة في الحشد الشعبي في مايو 2018، وتحديدا بين عناصر "الحشد الولائي" الموالين لإيران، وآخرين تابعين لعلي السيستاني والتيار الصدري.

مهام حزب الله


أدار "الكوثراني" الكثير من الملفات في العراق، على رأسها الملف الاقتصادي لحزب الله اللبناني، والتأثير عليها بمن فيهم مقتدى الصدر، وتطويع الأحداث في بغداد لصالح إيران وحزب الله، فضلا عن حشد تلك الميليشيات ضد أميركا ومؤسساتها، لذلك رجح أنه كان خلف محاولات ضرب السفارة الأميركية لأكثر من مرة العام الجاري.


وخلال الأشهر الأخيرة، سعى "الكوثراني" لطرح أكثر من اسم لرئيس وزراء العراق، بالخفاء، مدعوما من حزب الله وإيران، حتى تستمر بغداد تحت قبضتهم، منهم وزير الاتصالات العراقي السابق محمد توفيق علاوي، إلا أن المعارضين لتدخلات طهران رفضوا ذلك.