أزمة المثقفين والفنانين التونسيين في ظل قبضة حركة النهضة الإخوانية

أزمة المثقفين والفنانين التونسيين في ظل قبضة حركة النهضة الإخوانية
راشد الغنوشي

دائما ما تخاف حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس، من المثقفين والفنانين، بعدما أصبحوا مصدر قلق لهذه الحركة التي لا تعترف بالرأي الآخر، حيث يستهدف راشد الغنوشي وحركته معارضيهم بالكتائب الإلكترونية، فضلا عن محاولات الإخوان المشبوهة باستهداف الاتحاد العام التونسي للشغل والذي يعد أكبر منظمة نقابية في تونس، والسيطرة عليه وسحب البساط منه.

حملات النهضة ضد المثقفين والفنانين

ويقول محمود بوغازي: إن الحملات التي تشنها حركة النهضة الإخوانية على المثقفين والفنانين عبر الكتائب الإلكترونية التابعة للحركة وأذنابها، فرضت طرح إشكالية العلاقة الملتبسة بين الحركة الإخوانية والمنظمات النقابية والفنانين والمثقفين في تونس، حيث لم ينظر قيادات وأنصار الإخوان تونس يوما إلى الاتحادات الثقافية والفنية التي أسسها المبدعون، إلا هدفا لهم في الأزمات التي يتسبب فيها قيادات الحركة الإخوانية.

وأضاف: "إخوان تونس يرون الفنانين والمثقفين في تونس، عدوا لهم، هكذا كانت الحملة الأخيرة التي تصدى لتنفيذها مناصرو ائتلاف الكرامة والقواعد التابعة للنهضة احتجاجا على استبعاد ائتلاف الكرامة من الحضور في الحوار الوطني الذي دعا له مؤخرا في البلاد، مناسبة لتكرار المقولات النهضاوية المعتادة المهاجمة للفنانين والمثقفين".

التشكيك في الدور الوطني للثقافة والفن

فيما قال سلام قيبوس: إن قيادات حركة النهضة الإخوانية تضطر أحيانا، تقوم تحت ضرورة الوقائع السياسية، إلى الإشادة بالفنانين والمثقفين وبدورهم الوطني، وفي المقابل لا تتورع القواعد والكتائب الإلكترونية، وتوابع النهضة، من قبيل روابط حماية الثورة سابقا وائتلاف الكرامة اليوم، عن استهداف الشخصيات الوطنية من المثقفين والفنانين بكل أشكال الهجوم من الحملات الإلكترونية إلى التصريحات المشككة في دوره الوطني، وصولا إلى استهداف مقراتهم ومنازلهم أو محاولات اغتيالهم.

وأضاف: "خصومة الإخوان في تونس مع الفنانين والمثقفين، تعد خصومة مع العمل الإبداعي بشكل عام، وهي ترجمة لعداوة دفينة مع كل فكر وطني أو تقدمي أو حقوقي أو عمالي أو نسوي، ويعود ذلك إلى أن حركة النهضة يعتمدون أدوات تحليل دينية لكل الظواهر السياسية والاقتصادية الراهنة، وفي بعض الأوقات يكفرون الفنانين والمثقفين".

مأساة اجتماعية

من جانبه قال صابر عبو: إن الفنانين والمثقفين في تونس أصبحوا تحت رحمة حركة النهضة الإخوانية حيث إن قطاع الفنانين والمثقفين الذي يعد 200 ألف مواطن تونسي يعيشون من مهنتهم الفنية والثقافية يعاني من أزمة حادة ومأساة اجتماعية منذ عام ونصف نتيجة تخبط القرارات الخاصة بالعمل الفني والثقافي.

وأضاف: "الفنانون التونسيون أثبتوا أنهم يحترمون البروتوكول الصحي وكل شروط السلامة والتباعد المنصوص عليهم في بلاغات الحكومة التونسية والذي لا يقع احترامه للأسف في مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأخرى، متسائلا لماذا الفنانين فقط هم المحرومون من  العيش والعمل والتعبير، هل هذا موقف من العمل الفني والفنانين أم إقصاء لميدان بأكمله؟ وهو الذي يعتبر القوة الناعمة في كل  البلدان المتحضرة".

وتابع: "يجب رفع الحظر سريعا على فضاءات العمل الفني والثقافي من مسارح وفنادق ومطاعم وغيرها في القطاعين العام والخاص سريعا مع وضع شروط وبروتوكول من حيث التعقيم والتباعد والعدد المسموح به حتى يعود العمل الفني والثقافي للعمل والإبداع، حيث إن حركة النهضة الإخوانية سمحت لعناصرها الحشد في محاولة لتخويف الشعب التونسي دون الالتزام بأي بروتوكولات أو كمامات أو تباعد اجتماعي".