أحزاب المعارضة الوطنية ينتفضون ضدّ الرئيس الصومالي "فرماجو"

أحزاب المعارضة الوطنية ينتفضون ضدّ الرئيس الصومالي
الرئيس الصومالي

حاول الرئيس الصومالي "محمد عبدالله فرماجو"، السيطرة على كافة مفاصل الدولة، ليحصد ثرواتها ومقدراتها، ويوسع نفوذه، وهو ما غذى قوى المعارضة أمامه التي سعت رويدًا رويدًا لتشكيل انتفاضة ضده، حتى تمكنت أخيرًا من الوصول لذلك.

أكبر مظلة للمعارضة تنتفض


وجهت أكبر مظلة في المعارضة بالصومال من قبل أحزاب المعارضة الوطنية صفعة قوية للرئيس، حيث خرجت ببيان لفشل "فرماجو" حول تعيين رئيس للوزراء واعتراضهم بشدة على غياب حكومة رسمية في البلاد منذ 53 يومًا.


ووصف منتدى الأحزاب الوطني، أكبر مظلة في المعارضة بالصومال، الرئيس محمد عبدالله فرماجو، بـ"الديكتاتور المستبد"، وذلك عقب إطاحته برئيس الوزراء السابق "حسن علي خيري"، منذ حوالي شهرين.


يضم منتدى الأحزاب الوطني المعارض الصومالي 6 أحزاب سياسية، ما يجعله أكبر تجمُّع للأحزاب المعارضة بالبلاد، والذي يقود مهمة التصدي لتجاوُزات "فرماجو".


وفي 25 يوليو الماضي، اتخذ البرلمان الصومالي خطوة عزل رئيس الوزراء السابق، وهو ما اعتبره خبراء أنها خطوة خطيرة، تواطأ فيها رئيس مجلس الشعب "محمد مرسل شيخ عبدالرحمن" و"فرماجو" لرفض "خيري" تمديد فترته الرئاسية والاختلاف على طريقة إدارة الانتخابات.

تفاصيل البيان


كما اتهمت المعارضة "فرماجو" بالفشل في تعيين رئيس وزراء جديد في المهلة القانونية (30 يومًا)، ووصفته بـ"الجشع السلطوي والمالي" في كيفية إدارة وتسيير شؤون البلاد.


وأضاف المنتدى في بيانه أن غياب حكومة رسمية في البلاد منذ 53 يومًا يعتبر دليلًا قويًّا على الاستبداد والديكتاتورية الممنهجة من "فرماجو" يسعى من ورائها لجمع السلطات في يده.


ويرى أن تعيين "فرماجو" رئيس حكومة تصريف الأعمال يعتبر مخالفًا للقانون الصومالي؛ حيث لا يوجد سند قانوني لهذه الخطوة، مؤكدًا أن الرئيس يسعى من خلال ذلك إلى تحقيق مصالح شخصية ضيقة والمماطلة في تكليف شخصية في قيادة الحكومة في المرحلة الانتقالية.


وشدد أكبر مظلة للمعارضة على أن "فرماجو" ينتهك الدستور ويعيق العمل البرلماني للسلطة التشريعية بمجلسيها "الشعب" و"الشيوخ" وإخراج المعادلة السياسية للحكومة، حيث يتسبب في إيجاد فراغ سياسي ونزاعات صعبة الحل، ما يتسبب في أزمة ضخمة ومشهد متفاقم في الصومال.


ولذلك، حذر من خطورة تلك الخطوات التي من شأنها إعادة الصومال إلى الوراء وإدخاله في دوامة من الفوضى السياسية.


كما طالب بضرورة مشاركة المجتمع المدني وأحزاب المعارضة في تقرير مصير شؤون الانتخابات، داعيًا جميع أطياف الشعب الصومالي من الأعيان والوجهاء ورجال الدين والسياسيين وشيوخ العشائر لاتخاذ موقف حاسم من فساد "فرماجو" وأفراد نظامه لإنقاذ  الصومال.


وأكد المنتدى ضرورة إجراء الانتخابات الصومالية في موعدها وَفْق نظام انتخابي مع توافُق جميع أصحاب المصالح السياسية في البلاد وعدم تمديد فترة المؤسسات الدستورية الرئاسية والتشريعية في البلاد وفقًا لنصوص دستور البلاد.

خطوات مجلس الشيوخ


وفي أثناء ذلك، اجتمع رئيس مجلس الشيوخ الصومالي "عبد حاشي عبد الله" في مقديشو مع مسؤولين من قيادة ائتلاف الأحزاب السياسية المُعارِضة، من بينهم رئيس الصومال السابق حسن شيخ محمود والسياسي الفاعل شريف حسن.


وبحثوا في الاجتماع الأوضاع السياسية خلال المرحلة الانتقالية وملف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتوقع إجراؤها في البلاد بعد انتهاء الفترة الإدارية للحكومة الحالية.
 

"طوسمريب 3"


على مدار أكثر من شهرين، شهدوا مفاوضات ضخمة بين الأطراف السياسية في الصومالية بمدينة طوسمريب عاصمة ولاية "غلمدغ"، حيث توصلوا نهاية الشهر الماضي إلى بلورة رؤية للخروج من المأزق السياسي الناجم عن الخلافات حول الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في البلاد نهاية العام الجاري ومطلع العام المقبل، خاصة بعد وعود رئيس البلاد العديد بإقامتها والتخلف عنها.


وبنتائج المفاوضات، انقلبت الطاولة على رئيس البلاد "محمد عبدالله فرماجو"، وفرضت نظام الاقتراع غير المباشر بنظام 4.5 العشائري، في الانتخابات المقبلة الذي يرفضه "فرماجو" بسبب أطماعه في التمديد لمدة عامين وتأجيل الانتخابات، وهو من شأنه إنهاء وصاية قطر على الصومال .