محلل يمني: الحوثيون ينفذون أجندة إيرانية ويغامرون بجرّ اليمن لصراع إقليمي مفتوح

محلل يمني: الحوثيون ينفذون أجندة إيرانية ويغامرون بجرّ اليمن لصراع إقليمي مفتوح

محلل يمني: الحوثيون ينفذون أجندة إيرانية ويغامرون بجرّ اليمن لصراع إقليمي مفتوح
ميليشيا الحوثي

يتصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، مع تداخل أزمات متعددة في توقيت واحد. ففي الوقت الذي تشتعل فيه جبهات الصراع السياسي والعسكري بين إسرائيل وإيران، دخلت جماعة الحوثي اليمنية على الخط، مهددة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومنفذة ضربات صاروخية جديدة باتجاه إسرائيل، ما يضع المنطقة أمام مشهد شديد التعقيد ينذر بتوسيع رقعة المواجهة.

الحوثي وتصعيد غير مسبوق


أعلنت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، مسؤوليتها عن هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة استهدفت إسرائيل، مؤخرًا، بالتزامن مع التوتر القائم بين طهران وتل أبيب.

 وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع: إن العملية "تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني وردًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية"، مؤكدًا أن الهجمات ستستمر ما دامت "إسرائيل تواصل جرائمها" - على حد وصفه-.

الهجمات لم تقتصر على إسرائيل فحسب، بل شملت أيضًا تهديدًا صريحًا لممرات الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث استهدفت الجماعة سفنًا تجارية يُشتبه في ارتباطها بإسرائيل أو الولايات المتحدة.

 وقد أسفر ذلك عن تعطيل طرق شحن بحرية رئيسية، مما دفع العديد من شركات الشحن العالمية لتغيير مساراتها أو تعليق عملياتها مؤقتًا.

ارتباط وثيق بإيران


ويرى مراقبون، أن التصعيد الحوثي مرتبط بشكل وثيق بتطورات الملف الإيراني، خصوصًا في ظل الاتهامات المتكررة لطهران باستخدام وكلائها في المنطقة لتنفيذ أجنداتها الاستراتيجية.

 وتخشى قوى غربية من أن يكون الحوثيون أحد أذرع الرد الإيراني في حال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، في ضوء التهديدات المتبادلة وعمليات الاغتيال التي طالت قادة في الحرس الثوري الإيراني خلال الأشهر الماضية.

إسرائيل ترد وتحذر


من جانبها، لم تلتزم إسرائيل الصمت، إذ أعلنت اعتراض عدة صواريخ ومسيّرات في المجال الجوي الجنوبي قادمة من اليمن، دون أن تسفر عن خسائر بشرية. 

ووجّهت تل أبيب تهديدًا مباشرًا للحوثيين، محملة إيران المسؤولية المباشرة عن الهجمات، وألمحت إلى إمكانية الرد على من وصفتهم بـ"أذرع طهران في المنطقة".

وفي وقت يتصاعد فيه الحديث عن حرب إقليمية مفتوحة، يبقى البحر الأحمر أحد أخطر نقاط الاشتعال المحتملة، في ظل إصرار الحوثيين على استهداف السفن التجارية والتصعيد ضد إسرائيل، والردود المرتقبة من تل أبيب أو حلفائها.

تشير كل المؤشرات أن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد، خصوصًا في ظل غياب حلول دبلوماسية فاعلة، واستمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة، والدعم الإيراني المتزايد لوكلائه في المنطقة.

 ومع استمرار الهجمات الحوثية، يبدو أن جبهة البحر الأحمر قد تتحول من ساحة تهديدات إلى ميدان مواجهة إقليمية مفتوحة.

حذر المحلل السياسي اليمني عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، من أن التصعيد الأخير الذي تنفذه ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر وضد إسرائيل، يأتي في إطار تنفيذ أجندة إيرانية، ويشكل خطرًا داهمًا على أمن اليمن واستقراره، فضلًا عن أمن المنطقة والملاحة الدولية.

وقال محمد - في تصريحات للعرب مباشر-، إن "الحوثيين لم يعودوا جماعة محلية، بل باتوا أداة عسكرية بيد الحرس الثوري الإيراني، تُستخدم في الوقت الذي تختاره طهران للضغط على خصومها أو لصرف الأنظار عن ملفاتها الداخلية والدولية". 

وأكد أن استهداف السفن التجارية وإطلاق المسيّرات نحو إسرائيل، لا يخدم القضية الفلسطينية كما تزعم الجماعة، بل يزيد من عزلة اليمن دوليًا ويؤسس لعداء إقليمي أوسع.

وأضاف: أن "المغامرات العسكرية التي يقوم بها الحوثيون تهدد مباشرة المصالح الوطنية اليمنية، وتعيد تدوير الصراع في المنطقة في لحظة حرجة، بينما يعيش الشعب اليمني أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه".

ودعا المجتمع الدولي إلى التمييز بين الدعم السياسي للقضية الفلسطينية، وبين استغلالها من قبل جماعات مسلحة موالية لإيران، تهدف فقط إلى تأجيج الصراع وإثارة الفوضى في البحر الأحمر.

وختم المحلل اليمني تحذيره بالقول: "اليمن لا يحتمل أن يتحول إلى منصة صواريخ في حرب إقليمية، ثمنها سيدفعه الأبرياء من المدنيين".