لماذا تستهدف تركيا الأمن المائي في العراق؟

تسعي تركيا لاستهداف الأمن المائي للعراق

لماذا تستهدف تركيا الأمن المائي في العراق؟
صورة أرشيفية

تتفاقم الأزمات والتحديات التي تواجهها الحكومة العراقية، عقب موجة من الجفاف تضرب العراق بسبب مشاريع السدود التركية الإيرانية العملاقة على نهري دجلة والفرات، فضلا عن تدني كميات الأمطار الساقطة في البلاد على مدار السنوات الماضية.

مماطلة تركية بتقاسم حصة نهري دجلة والفرات


وتطفو أزمة المياه بالعراق على السطح مجددًا، في ظل التعنت والمماطلة التركية فى ملف تقاسم الحصص بمياه نهري دجلة والفرات، وسط محاولات تركيا بالسطو على الحصة المائية للعراق وإنشاء المزيد من السدود على حوض ومصبات نهر دجلة.

تضرر 7 ملايين عراقي من الجفاف


وحذر الرئيس العراقي برهم صالح من المخاطر الجسيمة التي تحاصر العراق بسبب نقص منسوب المياه؛ ما يهدد الإنتاج الزراعي ومياه الشرب للعراقيين، لافتًا إلى أن 7 ملايين عراقي تضرروا من الجفاف جراء تراجع منسوب نهري دجلة والفرات.

عجز مائي ضخم يحاصر العراق


وتوقع صالح أن يواجه العراق عجزًا يصل لـ10.8 مليار متر مكعب من المياه سنويًا بحلول عام 2035، مؤكدًا أن ملف المياه يستوجب حوارًا صريحًا وبنَّاء بين العراق وتركيا وإيران وسوريا يستند على مبدأ عدم الإضرار بأي طرف، وتحمل المسؤولية المشتركة.

تفاقم مخاطر الجفاف المحيطة بالعراق


وأشار الرئيس العراقي إلى أن الأخطار التي تحيط بالعراق إثر ارتفاع درجات الحرارة العالية تتزايد بتفاقم خطر الجفاف، لافتًا إلى أن التصحر يؤثر بنسبة 39% من مساحة العراق، كما تتعرض 54% من أراضينا لمخاطر فقدانها زراعيًا بسبب ملوحة التربة.

استهداف تركي إيراني للأمن المائي العراقي


وتستهدف تركيا وإيران الأمن المائي للعراق عبر تجفيف نهري دجلة والفرات وإنشاء المزيد من السدود عليها للاستيلاء على مزيد من المياه، مستغلة انحدار نهري دجلة والفرات من جبال جنوب شرقي تركيا ويمتدان عبر سوريا ثم العراق قبل أن يصبا في الخليج.

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الكريم الوزان الكاتب الصحفي العراقي: إن تصريحات الرئيس العراقي برهم صالح جاءت متأخرة بعض الشيء، مشيرًا إلى أنه في السبعينيات استخدمت سوريا حرب المياه ضد العراق، حينما قطعت نهر الفرات في عهد الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر.

وأضاف الوزان، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن تركيا تنفذ الآن نفس المخطط ضد العراق، عبر التحكم في ملء خزان سد إليسو؛ الأمر الذي أثر على الأنهار في العراق.

وأوضح الكاتب الصحفي العراقي، أن الدور الإيراني العبثي أكثر بأزمة المياه العراقية، مشيرًا إلى أنها قامت بتحوير وتحريف وتغيير مجرى بعض الأنهر العراقية وقطع المياه؛ ما أدى إلى مشاكل زراعية واقتصادية وصحية خطيرة.

وأشار إلى أن أزمة المياه في العراق ستستمر بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية وعدم فرض السيادة العراقية الكاملة على أراضيها، جراء الصراع الإيراني الأميركي في العراق، مؤكدًا أن زمام الأمور في العراق بأيدي أميركا وإيران.

وأوضح أن قوة القرار والدبلوماسية العراقية بالإضافة لوجود بدائل إضافية واحتياطية في مجال الزراعة والري تساعد في حل الأزمة، لافتًا إلى أن حديث برهم صالح حول الأزمة يؤكد أن الخطر قد تجاوز حده.

إدراك عراقي للاستهداف التركي 


ويرى مراقبون أن العراق يدرك جيدا التهديدات الناتجة عن الاستهداف التركي للأمن المائي والغذائي المستقبلي، موضحين أنه من المتوقع أن تنخفض المياه السطحية إلى 51 مليار متر مكعب سنويًا بعد إكمال كل المشاريع من قبل دولتي المنبع والروافد.

مخاوف عراقية من فشل المفاوضات مع تركيا


كما يخشى العراق من عدم قدرته على إدارة مفاوضات جادة مع الجانب التركي، حيث لم تنجح الجهود الدبلوماسية التي بذلت من الحكومات المتعاقبة بالعراق عقب أبريل / نيسان عام 2003، بالتوصل إلى حلول تضمن حصص البلاد المائية وتؤمن أنهاره من التراجع.

الجدير بالذكر أن العراق يعتمد في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما التي تنبع من تركيا وإيران، وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوبي العراق، لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.

وكانت تركيا قد دشنت أكبر السدود على نهر دجلة في عام 2018، وهو ما يعرف بسد إليسو، وذلك بعد عمل استمر قرابة 12 عاماً؛ ما أثر بشكل كبير على تدفق المياه باتجاه الأراضي العراقية، كما يقع سد سيلبان التركي على الحدود السورية العراقية التركية.