ما الذي يجرى في قطر؟ إقالات واعتقالات.. فرضيات انقلاب أم غسيل سمعة؟

اعتقالات قي قطر تطال مسئولين

ما الذي يجرى في قطر؟ إقالات واعتقالات.. فرضيات انقلاب أم غسيل سمعة؟
العمادي

تابع العالم تقارير نشرتها وسائل إعلام أميركية عن إقالة واعتقال وزير  المالية القطري شريف العمادي ويليه  النائب العام القطري " وسط حالة  شديدة من الغموض بشان أسباب ودوافع هذه الإقالات.


وقد أكدت مصادر خاصة للعرب مباشر  من العاصمة الدوحة أن السلطات قامت خلال اليومين الماضيين بحملة اعتقالات شملت  أفرادا من الأسرة الحاكمة ومسؤولين بوزارة الاقتصاد القطرية .


وذكرت المصادر أن الديوان الأميري شهد حركة غير طبيعية في وقت متأخر من يوم الخميس أعقبها اعتقال أفراد من الأسرة الحاكمة ومسؤولين بوزارة الاقتصاد  ولَم تكشف المصادر عن أسماء المعتقلين. 


ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، عن شخص مطلع، أن الاتهامات "تتعلق بالرشوة والعمولات المتعلقة بالعقود الحكومية".


وقالت الصحيفة نقلا عن محللين: إن "اعتقال العمادي قد ينذر بحملة اعتقالات أكبر  بزعم الكشف عن الفساد والكسب غير المشروع".
 
ما الذي جرى؟ 


لم تتكشف حتى الآن وقائع اعتقالات أفراد الأسرة الحاكمة وعلاقتها بإقالة واعتقال العمادي بشكل كامل ولكن وكالة بلومبيرغ الأميركية، نقلت عن  مصدرين – رفضا ذكر اسميهما- أن حسابات ستة من رجال الأعمال مدرجة في تعميم للبنك المركزي، تم توزيعها على المؤسسات المالية ، بالتزامن مع إلقاء القبض على وزير المالية القطري علي شريف العمادي بتهم فساد، مما أدى إلى تجميد حسابات العمادي نفسه.

وكشفت وثيقة حصل عليها "العرب مباشر" أن  قرار تجميد الأموال شمل عددا من أفراد الأسرة الحاكمة ورجال أعمال مقربين من النظام وكبار المسؤولين ورجال الثروة والمال في المملكة، ومن بينهم الشيخ عبدالرحمن عبدالله غانم آل ثاني، ونواف جاسم جبر محمد آل ثاني، المنتميين إلى العائلة الحاكمة، ورجل الأعمال القطري محمد أسد عبدالرحمن العمادي، ورجل الأعمال القطري حمد صالح حمد القمرا، رئيس مجلس إدارة القمراء القابضة، وسليمان عبدالهادي الحيدر، ورجل الأعمال القطري يوسف عبدالله يوسف الساعي.

خمس فرضيات هل هي محاولة انقلابية أم غسيل سمعة؟


أكدت المصادر التي أوردت الأخبار - ومن بينها صحف أميركية حدوث الإقالة والاعتقال وأنها طالت أفرادا من الأسرة الحاكمة لكنها لم تجزم حتى الآن بشأن دوافع هذه الاعتقالات  .

من بين الفرضيات التي ذكرت حول تفسير أسباب الإطاحة بشريف العمادي والاعتقالات الجديدة 

أشارت "رويترز" إلى أن مثل هذه الاعتقالات نادرة في قطر، لكن أصبحت الدوحة مجبرة على إعلان مواجهة الفساد بالتزامن مع استعداداتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل. خصوصًا أنها أنفقت مليارات الدولارات على الملاعب والبنية التحتية الأخرى لاستقبال هذا الحدث.

فيما طرحت تقارير إعلامية تساؤلات حول إن كان اعتقال وزير المالية القطري وآخرين يرجع لأسباب أخرى غير الفساد كمحاولة انقلاب مزعومة.

وأضافت التقارير أن الاعتقال جاء والعمادي يمارس مهام عمله، وشارك عبر الاتصال المرئي في الاجتماع الـ(113) للجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول ‎مجلس التعاون الخليجي وفي فبراير/ شباط الماضي، مثّل العمادي بلاده في اجتماع الدورة 107 للمجلس الاقتصادي عبر الاتصال المرئي وفي وقت سابق، زار العاصمة المصرية القاهرة لحضور افتتاح إحدى شركات جهاز قطر للاستثمار بالقاهرة.

أفادت  شبكة "بي بي سي" إلى احتمالات توغل فساد العمادى للقطاع  المصرفي، لما شغله وزير المالية القطري من مناصب  بارزة ، من بينها منصب الرئيس التنفيذي للبنك القطري الوطني، وهو أكبر بنك مقرض في الشرق الأوسط ، قبل أن يصبح وزيراً للمالية في عام 2013.
وأضافت، أن تعيين العمادي كجزء من مجلس الوزراء القطري بالفترة التي تولى فيها البلاد الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. 

 

وقالت صحيفة "فويس أوف أميركا"،لا يزال الفساد متفشياً في المشيخة الخليجية التي تحظى بالدولارات النفطية"، معتبرة أن قضية فساد العمادي تتنافى مع تصنيف منظمة الشفافية الدولية التي اعتبرت أن قطر من الدول الأقل فسادًا في الشرق الأوسط في عام 2020". 

وبالإضافة إلى ذلك أشارت "ذا فويس أوف أميركا" أن هذه القرارات قد تكون بسبب رغبة قطر في غسل سمعتها قبل استضافة كأس العالم 2022، حيث تطاردها سمعة  ملطخة باتهامات الفساد وإساءة استخدام السلطة من ناحية، وإساءة معاملة العمال المهاجرين من ناحية أخرى، معتبرة أن محاولات الأمير تميم بن حمد لغسيل سمعة قطر دوليًا باءت بالفشل بسبب هذه الملفات التي أهدرت أي مكاسب متوقعة للإمارة من كأس العالم.

سخرية القطريين 


وفِي اليوم الذي انتشر بِه أخبار  القبض على شريف العمادي دون القطريين آراءهم حول ما تشهده بلادهم. 

قام أحد المواطنين بالسخرية من احتفاء وسائل الإعلام القطرية بشكل واسع باختيار  شريف العمادي أفضل وزير في المنطقة لعام 2020،  من قبل مجلة "ذا بانكر".

وكانت تقارير إعلامية في وقت سابق اتهمت  الدوحة بالسعي وراء  شراء الألقاب لتصدير إنجازات وهمية للحكومة الحالية. 

بينما قالت مدونة قطرية تدعى فاطمة بنت خالد: إنه إذا كانت قضية الوزير قضية فساد بالفعل فلا بد من التطبيق على جميع المسؤولين وجميع العائلات إشارة منها إلى الأسرة الحاكمة .

وانتقد مدون قطري آخر هيمنة رجال النظام القطري على مناصب الدولة  مشيرا إلى منح النظام عدة مناصب في الوقت ذاته لرجاله وكان من بينهم العمادي الذي شغل عدة مناصب حساسة بالدوحة في آن واحد.