ما دلالات الإرهاب العابر وحدوده وخطواته ونماذجه؟.. خبراء يوضحون

ينتشر الإرهاب العابر للدول

ما دلالات الإرهاب العابر وحدوده وخطواته ونماذجه؟.. خبراء يوضحون
صورة أرشيفية

يعاني العالم من حشد مكثف للجماعات الإرهابية في البلدان لنشر نفوذها والأيديولوجية الجهادية، وذلك عقب الخسارة الكبيرة لهم في دول منطقة الشرق الأوسط،  وذلك ضمن مخطط مكافحة الإرهاب، وقد ظل تنظيم داعش والقاعدة من أكثر الجماعات الإرهابية نشاطًا في العالم، على الرغم من الجهود العالمية المتعددة لاستهداف المنظمتين والقضاء عليهما.

وبينما لا يزال تنظيم داعش الأساسي نشطًا في العراق وسوريا بالرغم من القضاء عليه، حيث ترتكب الخلايا النائمة حوالي 500 هجمة منخفضة ومنخفضة النطاق كل عام، وبالنظر إلى الطبيعة المعتدلة نسبيًا للهجمات، ينظر إلى قلب داعش على أنه تنظيم فقد قدرته،  كما تنشط الجماعات الموالية لداعش في الفلبين وأفغانستان وباكستان وحتى في إفريقيا، كما تنشط الجماعات المرتبطة بالقاعدة بشكل أساسي في الشرق الأوسط وأفغانستان لكنها قامت بغزوات كبيرة في إفريقيا مؤخراً. 

تنظيمات متفرعة

ووفقاً لملحق المعلومات الإحصائية الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية 2020، فإن وجود تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة في إفريقيا يرجح بشكل كبير والذي يمثله سبعة أفرع هي: داعش - الصومال، وداعش - ليبيا، وداعش إفريقيا - ولاية وسط إفريقيا بتواجد عمليات في جمهورية إفريقيا الوسطى، داعش - الصحراء الكبرى مع عملياته في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، داعش - موزمبيق مع عمليات في موزمبيق وتنزانيا، داعش - جمهورية الكونغو الديمقراطية مع عمليات في الكونغو وأوغندا وداعش غرب إفريقيا مع عمليات في نيجيريا والنيجر والكاميرون.

في المقابل، للقاعدة ثلاثة فروع في إفريقيا، جماعة نصر الإسلام والمسلمين، الشباب، والأنصار. 

ومن حيث الحوادث والقتلى في عام 2020، كانت حركة الشباب أكثر الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة نشاطًا بينما كان تنظيم الدولة الإسلامية في جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر الجماعات التابعة لداعش نشاطًا.

الانتقال من قارة إلى قارة

ويقول الباحث السياسي في شأن الجماعات الإرهابية مصطفى حمزة: إن الإرهاب العابر للحدود يتمثل في التنظيمات الإرهابية التي تنتقل من قارة لقارة، أو التي تتواجد داخل دول تجمعها حدود مشتركة، أو هو انتقال عناصر التنظيمات الإرهابية بين الدول.

وأضاف حمزة في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن النوعين الأخيرين يتواجدان في القارة الإفريقية بالأخص، مثل فروع تنظيم القاعدة وداعش التي تنتشر في أقاليم القارة، أو من خلال سهولة تحرك عناصر التنظيمات الإرهابية بين الدول الأخرى.

خطورة الإرهاب العابر للحدود

وفي السياق ذاته، يقول الباحث السياسي في شأن الجماعات الإرهابية، أحمد كامل البحيري، إن العديد من التنظيمات الإرهابية والتي تتمثل في عناصر حركة بوكو حرام المبايعة لداعش التي تهدد أمن أكثر من دولة خاصة في إفريقيا، وهناك أيضاً حركة شباب المجاهدين بالصومال المبايعة للقاعدة، وتنظيم جيش الرب للمقاومة بأوغندا وهو تنظيم متطرف ذو خلفية مسيحية، وهذه الحركات تؤثر على أمن الدول التي تتواجد بها وأمن دول جوارها، وهذا يوضح خطورة الإرهاب العابر للحدود.


وأضاف البحيري في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن هناك آليات لمكافحة الإرهاب حول العالم والقارة الإفريقية والدول العربية وتنبثق من الاتحاد الإفريقي، والمنظمات الإقليمية الأخرى، مثل التجمع الإقليمي لدول الساحل والصحراء، ويكون من خلال التنسيق الأمني والمعلوماتي، ووجود قوة أمنية مشتركة يُعد أمرًا ضروريًا لحفظ أمن دول القارة ولوقف التدخلات الأجنبية بها بحجة مكافحة الإرهاب.