ما هي أسباب عودة الاغتيالات في العراق؟

عادت الاغتيالات في العراق

ما هي أسباب عودة الاغتيالات في العراق؟
صورة أرشيفية

تسجل العاصمة العراقية بغداد جرائم قتل تكون في بعض الأحيان يومية أو شبه يومية، وبرغم من اختلاف الأسباب وتعددها إلا أن حديث مدير إجرام بغداد كان مغايرًا فالنسبة - بحسب وجهة نظره- هي منخفضة عن السابق.  

تعيش بغداد حالة من العنف مؤخرًا إثر عودة مسلسل الاغتيالات الذي تصاعد في العراق ودخل مرحلة جديدة من الدماء بعدما عاش الشعب العراقي سنوات من الأزمات بعدما كان يعاني نتيجة لتواجد مليشيات داعش الإرهابية وكذلك التدخلات الأجنبية الأخرى في البلاد.   
  
عودة الاغتيالات في العراق من جديد   

وقد شهدت مدن عراقية مختلفة حالات اغتيال بحق شخصيات مختلفة، إضافة إلى ارتفاع النزاعات العشائرية، وزيادة نسبة الجريمة المنظمة بشكل كبير وخطير، حيث أثارت عودة مسلسل الاغتيالات، والعنف المتصاعد في العراق، مخاوف سياسية وشعبية من التراجع الكبير في الملف الأمني وسط تحذيرات من استمرار عمليات الاغتيال، وذلك في حال لم تتخذ الجهات الأمنية إجراءات سريعة للحد من هذه العمليات وكشف الجهات التي تقف خلفها.  

وترجع عودة مسلسل الاغتيالات والعنف لعدة أسباب، أبرزها هو انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، فهذا السلاح أصبح يستخدم بشكل كبير لحل الكثير من الخلافات والنزعات حتى الشخصية والعائلية، هذا بسبب فقدان السيطرة الحكومية على هذا الشراء، بشكل حقيقي.   
 
مواجهة حكومية للعنف   

الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مازالت تواجه الضعف الأمني في مواجهة الجماعات التي تملك السلاح خارج سيطرتها سواء من الفصائل أو العشائر وحتى المواطن العادي، أصبح يمتلك أكثر من قطعة سلاح في منزله، وهذا السلاح أضحى يستخدم ويهدد السلم الأهلي والمجتمعي.   

كما أن هناك بعض جرائم الاغتيال تحمل جوانب سياسية، وربما بعض الحالات تكون متعمدة لإثارة الرأي وإثارة الفتن والفوضى، لتحقيق أهداف ومكاسب، وهذه الجرائم أكيد تقف خلفها جماعات متنفذة داخل العمل السياسي والحكومي، فهي توفر حماية وغطاء لهذه الجماعات، وهذا الأمر لا يخفى على أحد، كما أن بعض أعمال العنف تكون هي برسائل سياسية من أطراف سياسية إلى أطراف أخرى".  

ويقول المحلل السياسي العراقي واثق الجابري: إن الوضع الأمني في العراق مستقر منذ فترة طويلة، وعودة بعض عمليات الاغتيال والعنف، لا يعني أن الوضع متدهور أو يشهد عودة للإرهاب وما يحدث في الغالب هي خلافات مباشرة بين عشائر عراقية ولا يقصد بها إغتيالات بل من الممكن تسميتها خلافات أدت إلى قتل.   

وأضاف الجابري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إلى أن هناك استقرار سياسي وحكومي، الذي هو العامل الأساس للاستقرار الأمني، وهناك أطراف لا تريد ذلك وهناك من يريد عدم عودة العراق للساحة من جديد بعد ما يقرب من 30 عامًا من المعاناة.   

ويقول عباس الزيدي، الباحث والمحلل السياسي العراقي: إن الحد من عودة مسلسل الاغتيالات والعنف المتصاعد في العراق، يكون من خلال كشف الجهات والشخصيات التي تقف خلف تلك الأعمال، دون أي مجاملة وبعيدًا عن أي ضغوط، فعدم الكشف عنها ومحاسبتها، قد يدفع إلى ارتفاع تلك الأعمال خلال الفترة المقبلة.   

وأضاف الزيدي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن بغداد هي في ذيل قائمة المدن الأكثر سوءًا وخطرًا على مستوى العالم لسنة 2024 بحسب تقرير لمجلة "سي إي أو وورلد" الأمريكية، وتم تقييمها وفي المرتبة العاشرة عربيًا، مع نقاط سلامة إجمالية تبلغ 57.77 من أصل 100 نقطة، مما يزيد من الأزمات وعدم الشعور بالأمان للمواطنين.