بدنا أدوية.. كيف يواجه مرضى السرطان في لبنان الأزمات المتفاقمة؟

معاناة يواجهها مرضى السرطان في لبنان

بدنا أدوية.. كيف يواجه مرضى السرطان في لبنان الأزمات المتفاقمة؟
صورة أرشيفية

انهيار ومعاناة وأزمات لا تنتهي، 2023، كانت بشكل واضح السنة الأسوأ والحقبة الصعبة على شعب لبنان، وفي لبنان لا يوجد للمواطن العادي أي طعام أو حتى دواء في الحالات الصحية التي يعاني منها، ومؤخراً لبنان على صفيح ساخن نتيجة لتخوفات الحرب مع أوضاع اقتصادية صعبة في البلاد.

وبات على مرضى السرطان في لبنان استحمال المرض وانتظار الموت نظراً لأزمات البلاد المستعصية وعدم توافر عملة صعبة لاستيراد الأدوية التي بدورها مادة أساسية لا بد من توافرها في لبنان مع أزمات أكبر.

معاناة مرضى السرطان 

وتتواصل معاناة مرضى السرطان في لبنان منذ بداية الأزمة أواخر 2019 وحتى اليوم، مع انقطاع الأدوية الأساسية لعلاجهم، والكلف الباهظة التي يتحملونها ما بين الاستشفاء والعلاجات المكلفة.

وهو ما زاد من خوف المستقبل لهم ويفاقم الضغوط عليهم. وتلوح اليوم في الأفق بوادر أزمة جديدة كثيراً ما تخوف منها مرضى السرطان في لبنان؛ إذ خفضت الحكومة اللبنانية موازنة وزارة الصحة ليترك مصير آلاف المرضى في مهب الريح.


رغم تأكيد الحكومة المستمر بمواصلة دعم أدوية السرطان، يبدو واضحاً أنها قضية تتجه نحو نفق مسدود مع وجود اتجاه نحو رفع الدعم عنها لتلحق بباقي الأدوية التي رفع الدعم عنها تباعاً في الفترة الماضية.

السرطان الأكثر انتشاراً

في لبنان تعاني حوالي 40% من النساء المصابات بالسرطان من سرطان الثدي، أما النسبة الأكبر من الرجال فيصابون بسرطان المثانة، وسرطان الرئة بسبب التدخين، ومعدلات الإصابة بالسرطان تزيد في كل دول العالم،  كما أن 50% من الإصابات بسرطان الثدي في لبنان تصيب من هن تحت سن الـ50، وهناك حوالي 12 إلى 14 ألف إصابة بالسرطان سنويا في لبنان، مضيفا وهناك حوالي 2500 حالة سرطان ثدي جديدة سنويا.

ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب: إن الأموال لا تتوافر للاستمرار بتوفير الدعم للأدوية، ومنذ أكثر من شهرين يسعى كل مرضى السرطان إلى تدبر أمورهم بأنفسهم في البلاد وليس مرضى السرطان فقط بل جميع مرضى الأمراض المزمنة في ظل دمار اقتصادي.

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن هناك أشخاصا يحضرون أدويتهم من الهند، فيما يحضرها البعض من إيران، وقد يلجأ آخرون إلى تركيا التي تعتبر المصدر الأفضل لتوافر الأدوية الأصلية فيها، في كل الحالات، أياً كان المصدر تعتبر هذه الأدوية مكلفة للغاية وتشكل عبئاً ثقيلاً على المرضى بما أن كلفتها قد تكون بآلاف الدولارات وهو ما يزيد من الأزمات لعدم توافر العملة الصعبة والأموال للجميع.